Saturday 19th February,200511832العددالسبت 10 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

تقويض دعائم الوطن.. لمصلحة من؟تقويض دعائم الوطن.. لمصلحة من؟
د. خالد عبدالرحمن الجريسي/عضو الجمعية السعودية للإدارة

قد يحار المرء ويذهب به فكره كل مذهب، ولو أعمله بحثاً وتقصياً! إنها فتنة تدع الحليم حيران، فما الذي يبرر لهذه الفظاعات التي ترتكب بحق أمن وطننا الحبيب، وقد عهدناه ملتزماً تعاليم الإسلام يدعو إليها ويعمل بها؟! ما الغاية من هذه الجرائم ذات الأوجه البغيضة التي تقتل الأبرياء من جهة، كما تسهم لغاية الأسف بالإساءة إلى ديننا الحنيف بانتحالها اسمه ومبادئه ودعوته السمحة زوراً وبهتاناً، وهي مع ذلك كله تحاول أن تفت في عضد مقدرات الوطن المعطاء الذي خطا ويخطو خطوات هائلة في مضمار النهضة الفكرية والإنسانية، بل والاقتصادية، حتى أوشك أن يكون مثالاً يحتذى في استقرار أمنه ووحدة أبنائه، إن الأدوات المنفذة لهذه الأعمال البشعة قد باتت معلومة للقاصي والداني، إنهم ممن عطلت الأحقاد قدرتهم الذهنية، بل وحسهم الإنساني فضلاً عن التزامهم الديني، قد التزموا تعصباً مقيتاً لم يروا حقاً غيره، ولم يرقبوا في وطنهم ذمة، ولم يحفظوا لمن استأمنهم عهداً، فمن هم هؤلاء؟ ومن يقف وراءهم؟ وما الذي يريدون؟ إنها أسئلة ما زالت تبحث عن إجابات مقنعة، فالمرء لا يمكن إلا أن يصنفهم - بما يفعلون - في ثلة الحاقدين على هذا الوطن، كما لا يسعه إلا أن يشير إليهم ببنانه واصماً إياهم بخدمة أهداف أعداء الوطن، ولا يشك البتة أنهم يريدون تقويض دعائمه، وتدمير أسس نهضته، والإساءة إلى تاريخه المشرق.
إن المملكة الحبيبة، كما كانت ولم تزل قادرة على الوقوف بحزم وحكمة في مواجهة هذه الموجة العاتية التي تبغي النيل من صورتها المتسمة بالتوازن والتي طبعت سياساتها به حتى صارت عَلَماً فيه، لكن الأدهى من ذلك والأمر أن تبغي هذه الفئة المنحرفة ومن يقف وراءها النيل من العقيدة الإسلامية التي قامت هذه الدولة على التزامها وتطبيق أحكامها في شتى مناحي الحياة؛ سياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية.
إن ما يعزي المرء في خضم هذه الافتراءات، وفي ساحة هذه الأعمال المشينة أن المجتمع السعودي - ولله الحمد - قد اكتسب بما وجهت به حكومته عبر عقود من الزمن مناعة ضد أي من أشكال التطرف، وهو بما نراه اليوم سيجعل من أحلام هؤلاء الغادرين كوابيس تقض مضاجعهم، وتؤرق أعينهم وتدير الدائرة عليهم.
ونحن - في هذا المضمار - لندعو بكل صدق وإخلاص للوقوف سداً منيعاً بوجه من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن، كما ندعو كل من سار في ذلك الركب بكل صدق وإخلاص أيضاً أن يسعى جاهداً إلى استفتاء قلبه قبل أن يفتيه المتفيهقون ليتبصر بعظم ما يرتكبه من آثام وما مآل ذلك، وليطهر نفسه ويديه من جرائمه، وألا يكون عوناً لأعداء الأمة، فيضرب في عقر دارها، ويؤذي أبناءها، ويروع آمنيها، ويخفر ذمة مستأمينها. بهذه القناعات وبعزيمة الرجال الصادقين المخلصين لوطنهم ستنحسر موجة الإرهاب، وسيخسأ من وراءه، ويحاصر بقوة الحق المتأصل في هذا المجتمع، وبصدق المواطن وأمانته على مقدرات وطنه، وبتطلعه إلى مستقبل زاهر له سيذهب زبد هؤلاء جفاء، ويبقى حق الدين وأهله ماكثاً في الأرض.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved