Saturday 19th February,200511832العددالسبت 10 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

النموذج السعودي لحقوق الإنسان في الإسلامالنموذج السعودي لحقوق الإنسان في الإسلام
عبدالله بن حمد الحقيل

هذا عنوان كتاب صدر للأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي يوضح فيه بالأدلة القاطعة تفوق المفهوم الإسلامي لحقوق الإنسان، على المفهوم الغربي الذي يتسم بالنسبية والانتقائية، وكثيراً ما يستخدم في الساحة السياسية والإعلامية.
وينبه المؤلف إلى ضرورة التوقف أمم المصطلحات الرائجة اليوم، مثل: حقوق الإنسان - التسامح الديني - قضية المرأة.. ووضعها في ميزان الإسلام، لأن مفهومها في شريعتنا متميز حتى لو اتحدت الألفاظ والمصطلحات.
ويستهل المؤلف كتابه بعرض تاريخي - نقدي لقضية حقوق الإنسان في الفكر الأوروبي بعد قرون من مظالم الكنيسة ورجال الإقطاع.. بيد أن المفهوم الغربي لحقوق الإنسان بعد أن اكتسبت طابعاً دولياً أخذ يتجاهل الخصوصيات الاجتماعية والثقافية والدينية للشعوب وأصبح أحد أسلحة السياسة الخارجية للدول الكبرى.كما أن حقوق الإنسان في الغرب - مفهوماً وتطبيقاً - تعاني من آفة التجاهل التام للدين أما في الإسلام فإن تلك الحقوق مكفولة بشرع إلهي يمنع كل محاولة للتلاعب فيها، ولا يحصرها تجاه السلطة وحدها فالاستناد إلى ضمير المجتمع وحده لا يكفي، لأن المجتمعات الأوروبية - كما يؤكد تاريخها - شهدت قروناً من العسف في حقوق الأفراد والمجتمعات.
ويعرض المؤلف الخصائص التي تميز الشرع الإسلامي المطهر في قضية حقوق الإنسان وأولها: أن تلك الحقوق مقررة بأحكام شرعية جاءت في المصدرين الثابتين: كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وترتبط تلك الحقوق بالبناء العقدي والأخلاقي في الإسلام، كما تتضمن الجزاء الدنيوي والأخروي الذي يفتقد - بالطبع - في المفهوم الغربي الذي يتنكر لوحي السماء.
ثم يعقد المؤلف مقارنة دقيقة توضح الفروق الشاسعة بين الإسلام والفكر الغربي في فكرة الحق ذاتها، ليلج بعدها إلى حق الحياة وسلامة البدن والعقل والعرض والمال, التي جعلها الإسلام ضرورات يجب الحفاظ عليها لكل إنسان بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو لسانه.
ويبين الكتاب روعة المساواة في الإسلام، وهي المساواة في الكرامة الإنسانية وحصر التفاضل في التقوى والعمل الصالح ويبحث المؤلف في تفرد التكافل الاجتماعي الذي أقره الإسلام، وحث عليه، إذ يتجاوز التعاون القائم على المصالح المتبادلة.
ولكي لا يعاند مكابر فيزعم أن حقوق الإنسان في الإسلام عظيمة في النصوص فحسب، فإن المؤلف يقدم نموذج المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان المنبثقة من مبادئ الإسلام وأحكامها السامية، ويبدأ ببيان خصوصية المملكة من حيث مكانتها وموقعها القيادي في العالم الإسلامي، والتزامها الإسلام عقيدةً وشريعةً.
ويذكر حقوق الإنسان في النظام الأساسي للحكم والأنظمة الأخرى في المملكة.ثم يختم المؤلف كتابه بإيضاح آثار الموقف المؤسف الذي تقفه غالبية الدول في العالم الإسلامي، بسبب انبهارها بالفكر الغربي وشعاراته البراقة، وهو ما يجعل هذه الدول ضعيفة أمام انتقادات الغرب لها في مجال حقوق الإنسان.
ولذلك يدعوها المؤلف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، ولتنقل أمة الإسلام من مقعد الطالب إلى كرسي المعلم.
وبالجملة فالكتاب يعنى بإبراز النموذج السعودي لحقوق الإنسان في الإسلام دين الحق ودين العدل والتوحيد والحفاظ على النفس والعرض والمال ولا حياة لأي أمة من الأمم إلا باتباع شرعه ووهج نوره الحنيف.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved