Saturday 19th February,200511832العددالسبت 10 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لماذا هذا التجاهل لجهود المرحوم صالح الميمان؟!لماذا هذا التجاهل لجهود المرحوم صالح الميمان؟!

سعاد الأخ الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أود الإشارة إلى ما كتب بجريدتكم الغراء في عدد من الحلقات - حدود الوطن عن الخبراء والسحابين - بقلم الكاتب عبدالعزيز بن محمد السحيباني وبمطالعتي لتلك الحلقات وباعتباري أحد أهالي الخبراء لفت انتباهي ما كتب (بالعدد رقم 11784 يوم الأحد 21 من ذي القعدة 1425هـ الموافق 2 يناير 2005م) عن الخبراء والسحابين - وجود معلومات ناقصة ومغلوطة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة، ولم يذكر الكاتب في تلك الحلقات أي معلومات عن مجهودات قام بها بعض الأشخاص البارزين وهم كثر من أهالي الخبراء ويستحق كل منهم الإشادة بمجهوداته، إضافة إلى مجهودات أمراء الخبراء بعد فصل إمارة الخبراء عن رياض الخبراء منذ أكثر من ثلاثين سنة ومنهم الأمراء: عبدالله بن صغير رحمه الله، وعبدالعزيز السديس حفظه الله قبل تعيين الأمير علي الجلعود رئيس المركز حاليا.
ولست أعلم هل الكاتب لا يعرف هذه المجهودات والمعلومات، أم أنه استند إلى الكتاب الذي أشار إليه في كتابته؟
إن إيضاح المعلومات الناقصة عن جهود أمراء وبعض أعيان الخبراء أتركها لغيري لإيضاحها، إلا أن ما يهمني إلا ما ذكره الكاتب في صحيفتكم بالعدد الذي أشرت إليه أعلاه عن ثلاث نقاط وهي: فتح مدرسة الخبراء الابتدائية، والمكائن الزراعية التي حصل عليها المزارعون بالتقسيط، وفتح المدرسة العسكرية بالخبراء حيث لم يذكر الدور الأساسي والأهم الذي قام به والدي صالح العبدالرحمن الصالح الميمان رحمه الله والذي لا يخفى على معظم أهالي القصيم وأهالي الخبراء والسحابين ورياض الخبراء خاصة، وفيما يلي أوضح لسعادتكم دور والدي رحمة الله عليه:
أولاً: فتح مدرسة الخبراء الابتدائية
- لقد كان لوالدي صالح العبدالرحمن الصالح الميمان رحمه الله الدور الأهم بمراجعة معتمدية المعارف بالقصيم التي كان يرأسها الشيخ صالح السليمان العمري رحمه الله في ذلك الوقت حيث قام والدي رحمة الله عليه بالمتابعة مع مديرية المعارف بمكة المكرمة والتابعة لوزارة المالية في ذلك الوقت حتى تمت الموافقة على فتح المدرسة، وقام بإنشاء المبنى الملائم للمدرسة في حينه وعلى حسابه الخاص، وسجلات المعتمدية بالقصيم ومديرية المعارف بمكة المكرمة ووزارة المعارف بعد تأسيسها تثبت صحة ما ذكرته وكذلك كبار السن إن وجد منهم من عاصر ذلك الوقت، ومبنى المدرسة قائم حتى الآن ويعتبر من مباني الخبراء القديمة على الجزء الغربي من الباب الشمالي.
وقد كان تعيين المدرسين وخلافهم يتم عن طريق مديرية المعارف بمكة، وقد كان ينقص مدرسة الخبراء بعض المدرسين والعمالة وقد تم الرفع عن تعيينهم؛ ولأن ذلك يحتاج لوقت طويل ولسد النقص فقد دفع والدي رحمه الله من أمواله الخاصة مرتبات البعض منهم لعدة شهور حتى صدرت الموافقة على تعيينهم ومنهم من هو على قيد الحياة الآن. ومرفق صورة من خطاب معتمد المعارف بالقصيم عن حالة من تلك الحالات لنشرها، فهي تؤكد ذلك وتتضمن الشكر للوالد رحمه الله ومن مديري المدرسة الذين أذكرهم الأستاذ ناصر الضويان وحمد الناصر المقبل وناصر الخزين وصالح السعود العريمة، حفظ الله الأحياء ورحم الله الأموات منهم، وأبنائهم وخصوصا أبناء صالح السعود العريمة رحمه الله الذين كانوا من ضمن طلابها والجميع منهم يعرفون حقيقة ما ذكرته عن تلك المدرسة. بالإضافة إلى مبنى مدرسة السحابين الابتدائية الذي قام والدي بشرائه من أمواله الخاصة واستعمل كمدرسة لسنوات طويلة وهو الآن خالٍ وقائم ويقع على الطريق القديم الرئيسي بين الخبراء ورياض الخبراء. وكل ذلك حرصا واهتماما منه لدعم ونشر التعليم بين أبناء مدينته الخبراء ومنزلة السحابين المجاورة لها. وقد تم تعيين الكثير من أبناء الخبراء والسحابين للعمل في هاتين المدرستين من مدرسين وخلافه، وكان لذلك التعيين الأثر الكبير في تحسين أوضاعهم المالية وما يعود على بلدتيهم من المنفعة نتيجة لذلك التحسن.
ثانياً: المكائن الزراعية
- إن والدي صالح العبدالرحمن الميمان رحمه الله بعد انتهاء عمله كمشرف على المزارع بمدينة الخرج التي كانت ترتبط بوزارة المالية في حينه توجه إلى مكة المكرمة مرورا بمدينة الخبراء وبدأ العمل التجاري وكان يقوم بتأمين بعض الاحتياجات التي تحتاج إليها وزارة المالية من التجار المتعهدين الذين لهم حسابات جارية مع وزارة المالية في ذلك الوقت، وبدأت لديه فكرة تأمين المكائن الزراعية للمزارعين، واشترى من أمواله الخاصة من وزارة المالية - مديرية الزراعة - بعض المكائن الزراعية من ماركة (رستن) من الشركة التجارية، وماركة (لستر) من شركة محمد علي مغربي رحمه الله، وأحضرها والدي للخبراء وقام بتركيبها لدى الكثير من جماعته أصحاب المزارع بالخبراء والسحابين ورياض الخبراء بعد الاتفاق معهم مزارعة (مناصفة) في السنة الأولى. بحيث يكون عليه تأمين المكائن ومستلزماتها من المحروقات والصيانة وعليهم البذور والخدمة.. والثمرة بينهم مناصفة، وقام بتعيين المهندس بكر تكروني لتركيب المكائن ومتابعة صيانتها، وقام بتأمين سيارات وايتات لنقل الديزل والزيت من مدينة جدة لتلك المكائن.
وفي السنة الثانية تم بيعها عليهم بالتقسيط وأذكر من هؤلاء الكثير من العوائل وهم: آل العويشز وآل العمرو وآل الحماد وآل الثنيان وآل الوهيبي وآل المحيسن وآل الطاسان وآل السلامة وآل العميم وآل المقرن وآل الصغير وآل البريكان وآل السحيباني كذلك. والأحياء منهم ومن أولادهم يعرفون دور والدي رحمه الله في هذا الصدد.
وتابع رحمه الله تأمين الكثير من المكائن من ماركة (رستن) من الشركة التجارية ومن ماركة (بلاكستون) من شركة الجفالي من أمواله الخاصة لكثير من المزارعين من أهالي مدن وقرى القصيم بالمذنب والبدائع والهلالية والحجناوي والرس وقصر ابن عقيل والخشيبي والنبهانية ونبيها وصبيح والفوارة والقرين والذيبية والدليمية والحجازية والبتراء وعقلة الصقور.
والكثير من أهالي القصيم - خصوصا كبار السن وأولادهم الذين يبلغون من العمر قرابة الستين سنة - يعرفون مجهوداته رحمه الله بهذا الخصوص، ويتجاوز عدد المكائن التي قام والدي رحمه الله بتأمينها مائتين وخمسين ماكينة مختلفة المقاسات.
وأذكر حالة خاصة وهي حالة أهالي النبهانية حيث تشرفنا في يوم من الأيام في أوائل عام 1369هـ بزيارة والدكم رحمه الله حمد المنصور المالك لوالدي رحمه الله في منزلنا في مكة المكرمة حيث تربطهما - كما يعرف سعادتكم - علاقة صداقة خاصة وكان بصحبته أمير النبهانية محمد العبدالله بن يحيى رحمه الله والشيخ راشد الجعيب حفظه الله، وقال والدكم لوالدي رحمهما الله جميعا: نحن قاصدون الله ثم قاصدوك بتأمين حاجة أهل النبهانية من المكائن لأن مزارعهم ونخيلهم تشرف على الموت والتلف، وقد وافق والدي رحمه الله على طلبهم وخرجوا من منزلنا ومعهم خطابات كتبتها بيدي في حينه للمهندس بكر تكروني الذي كان يعمل لدى الوالد بتركيب المكائن المطلوبة لهم، وكانت بنفس الطريقة مزارعة (مناصفة) في السنة الأولى وتم بيعها لهم بالتقسيط في السنة الثانية، كما أن الوالد عين المرحوم صالح الحسين الفريجي كمهندس للإشراف على تلك المكائن.
إن ما ذكرته حقائق تثبتها سجلات مديرية الزراعة والشركات الوكيلة لتلك المكائن وسجلات والدي التي تبين تعاقده مع المزارعين والكثير يعرف دوره رحمه الله في مساعدته وتسهيلاته لهم في سداد مستحقاته عليهم. وهذا لا يتعارض فعلا بأنه كان هناك عدد محدود من المكائن قدمتها مديرية الزراعة للمزارعين بالقصيم، إلا أنه لم يسبق والدي أي شخص بهذا الخصوص، والسجلات المشار إليها تؤكد ذلك، وقد كان أحد الأصدقاء من أسرة السحيباني كلما صادفته يسألني عن الوالد في حياته رحمه الله ما (أخبار البنك الزراعي)؟ وهذا الاسم يطلقه على والدي للدور المهم الذي قام به والدي رحمه الله مع المزارعين.
ومن آثار إحضاره المكائن للمزارعين وثبوت نجاح الزراعة بدأ الناس في تطوير مزارعهم وإحياء الأراضي وانتعشت المنطقة وكان لذلك الأثر الكبير من النواحي الاقتصادية على المنطقة.
ثالثاً: المدرسة العسكرية
- هذه المدرسة لها قصة في البداية كانت صدرت أوامر بفتحها بمدينة أخرى من مدن القصيم ولبعض الظروف تم العدول عن ذلك، وعند علم والدي رحمه الله بمراجعة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزير الدفاع في ذلك الوقت بطلب نقلها للخبراء وبعد مراجعاته البرقية والكتابية والشخصية تمت الموافقة على فتحها بالخبراء، وكان يتعذر في حينه الحصول على المبنى المناسب للمدرسة على الكثير من أهالي الخبراء لما يحتاج إليه من مساحات واسعة ومبانٍ كثيرة يتطلب ذلك تكاليف مالية عالية من الصعب توفيرها في ذلك الوقت، وكاد مشروع افتتاح المدرسة أن يفشل إلا أن إرادة الله ثم عزيمة والدي ورغبته في تحقيق هذا الهدف دفعه إلى التضحية في إنشاء وتشييد المبنى حسب التصاميم المطلوبة من قبل وزارة الدفاع على الأرض المملوكة له بين الخبراء والسحابين (الخبيب) وقام بتأجيره للوزارة كمقر للمدرسة العسكرية منذ افتتاحها وحتى إلغائها مع المدارس الابتدائية العسكرية الأخرى في القصيم حيث حدد القبول بالكليات العسكرية بعد الثانوية العامة.
وكان لوالدي رحمه الله دور مهم في إقناع أولياء أمور الطلاب بتسجيل أبنائهم في تلك المدرسة وبدأ ذلك بسحب أبنائه إخواني عبدالله وعبدالعزيز ومحمد من مدارس الملك سعود بجدة وتسجيلهم بمدرسة الخبراء العسكرية الابتدائية. وكان لآمر المدرسة العسكرية بالخبراء النقيب - على ما أعتقد - في ذلك الوقت معالي الفريق أول الأخ محمد العبدالله العمرو حفظه الله الدور المهم بإكمال الإجراءات وقيادة تلك المدرسة القيادة المرموقة، فكان نعم الرئيس الآمر والوالد والأخ والصديق الصادق الموجه لكافة منسوبي المدرسة من موظفين وطلاب. وهو خير شاهد على صحة ما ذكرته، كما إن سجلات وزارة الدفاع والعقود المبرمة مع الوزارة بهذا الخصوص تؤكد صحة ما ذكرته، بالإضافة إلى بعض الطلاب الذين أتموا دراستهم بتلك المدرسة وما بعدها حتى حصولهم على رتبهم العسكرية (ضباط) وأدائهم لخدمتهم والكثير منهم انتهت خدماته بالتقاعد والوفاة، رحم الله الأحياء والأموات منهم، ومنهم الموجود على رأس العمل وأخص بذلك سعادة الفريق الركن حسين القبيل قائد القوات البرية بوزارة الدفاع والطيران حاليا، ومنهم: أيضا اللواء سعود العريمة واللواء محمد البريكان واللواء عبدالرحمن الحماد واللواء صالح الحماد. وآخرون من الضباط من مختلف الرتب، ويمكن التأكد منهم على صحة ما ذكرته، وكذلك بعض الأخوة من موظفي المدرسة العسكرية بالخبراء الذين التحقوا بالخدمة بالمدرسة وأذكر منهم الأساتذة: عبدالعزيز السليمان السلطان وعبدالله الهندي بالإدارة والأستاذ محمد الحجاج محاسب وكذلك الأستاذ حسن سلطان السلطان محافظ رياض الخبراء حاليا الذي كان أحد موظفي المدرسة العسكرية في ذلك الوقت (مأمور مستودع)، وموظفون آخرون لا أذكر أسماءهم في الوقت الحاضر الكل منهم يعرف صحة ما ذكرته. ولا يخفى على الجميع الفائدة التي طالت الكثير من أبناء الخبراء ورياض الخبراء والسحابين بانتسابهم للعمل بالمدرسة وتحسين وضعهم المالي وما يعود على تحسن وضعهم من تحسن لوضع المدينة الاقتصادي.
للتاريخ ولإعطاء والدي رحمه الله جزءا من حقه مقابل تضحياته وخدماته الواجبة عليه لوطنه رغبت في إيضاح تلك الحقائق لنشرها ليعلم الجميع الحقيقة وخصوصا متوسطو وصغار السن من أهالي الخبراء والسحابين ورياض الخبراء أن والدي رحمه الله هو صاحب الدور الأساسي في تأسيس المدرسة العسكرية وليس أحد سواه، وليس الغرض من ذلك إنقاص الآخرين حقوقهم، ويعلم الجميع أن لجميع المسؤولين بالإمارات في المدن والقرى دورا مهما في الماضي والحاضر بتقديم التسهيلات اللازمة لتنفيذ المشاريع في بلدانهم، وآسف للإطالة ولكن إيضاح جزء من الحقيقة يوجب ذلك، مع أن لوالدي لمسات كثيرة مع الآخرين في المساهمة في تطوير القصيم وشرحها يستدعي الكتب وليس صفحات بسيطة.
وفق الله الجميع لخدمة دينه ووطنه ومليكه.
شاكرين لكم تعاونكم، ولكم خالص تحياتي..

أخوكم
عبدالرحمن بن صالح بن عبدالرحمن الميمان

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved