Saturday 19th February,200511832العددالسبت 10 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لا مقارنة بين (العقيلات) ومطعسي النفود يا فاطمةلا مقارنة بين (العقيلات) ومطعسي النفود يا فاطمة

أثار حفيظتي ما طرحته الأخت فاطمة العتيبي في زاويتها (نهارات أخرى) 15 فبراير حول إعجابها وتأييدها لتجمعات الشباب في مناطق صحراوية لمصارعة -النفد - ومطاعسة الكثبان - في القصيم تحديدا! وأرى انها توهمت حين قالت (ان الشباب سيجد مظلة ترعاه وتحفظ حقه وأيضاً يفرغ من خلالها شحناته ويجد ويجتهد ويستمتع تحت أطر حماية وأمان كانا مفقودين في السابق)!! فعن أي مظلة وأي حق وأي أمان تتكلمين يا رعاك الله؟ ألا تعلمين أن هذا امتداد لظاهرة التفحيط التي تقضَّ مضاجعنا وتقلق رجال الأمن وتحيرهم؟ وبرغم معرفتي لعقلانية الأخت فاطمة وحسن مقصدها من هذا الطرح إلا أنها جانبت الصواب حين ربطت بين إفرازات هذا السلوك العبثي وبين تطور وتجدد الأفكار من خلال رحلات العقيلات أو الرحلات العلمية لعلماء وتجار المنطقة؟ ولا أدري كيف أطلقت الكاتبة مسمى - رالي - على هذا التجمهر العشوائي الخالي من كل مقومات الرالي الرياضي والحقيقة ان ما سمته - رالي- ما هو إلا عبث لا مسؤول ولا يعدو كونه إهدارا للجهد والمال والوقت من شباب مع الأسف لا يقدرون تلك الأشياء!!
فإن كانت الأخت فاطمة أعجبت وأشادت بهذا السلوك من خلال مشاهدة شريط مصور للحدث فأنا سأتكلم من واقع مشاهدة حية على غرار مشاهدة - مصارعة الثيران - فهي تستقطب الجمهور رغم ما فيها من تجاوزات إنسانية وأخلاقية! فهؤلاء مصارعو - النفد - يستخدمون سيارات سياحية عادية معدة للتنقل العادي وتخلو تماماً من تجهيزات الامان المخصصة لهذا النوع من القيادة! وكثيراً ما حدث هناك حوادث مميتة أو على الأقل معيقة ومكلفة.. فبكل سهولة يأتي أحدهم وهو يركب مثلا جيب VXR أو لكزس آخر موديل وبلحظة طيش لا مبرر لها تتعرض السيارة وأحيان معها صاحبها للتلف التام!! فقد حدث هذا أمامنا في تجمع - أم دباب - ومن باب الفزعة اجتمعنا حول هذا الشاب الذي لا يتعدى الـ17 من عمره وكما هو متوقع وجدنا الشاب بمنتهى السطحية والجهل حتى أنه لم يكمل المرحلة المتوسطة من تعليمه! وكان أكثر ما أحزنه هو أنه لم يكمل تسلق الطعس وكأن هذا هو الهدف الذي يحلم به! وإن كانت فكرة الكاتبة هي تشجيع إبعاد تلك المهالك عن شوارعنا العامة ليسلم الأبرياء من مخاطرها فأشير هنا الى ما طرحته سابقا في هذه الصفحة تحت عنوان - مواصفات حلبات التفحيط - وهي باختصار: جعلها بعيدا عن المدن وتوفير محطة وقود بها وكفرات للبيع ومقبرة وحانوتي لدفن المنتحرين فقط لاغير!!
وحتى أكون منصفا فلا بد بأن أشيد بشيء إيجابي أراه هناك مع أنه كقطرة في بحر وهو وجود شباب قد صمموا سيارات أو أعادوا تركيبها بطريقة غير مكلفة لتناسب ولو نسبيا هذه المخاطرات. ومثل هذه الأشياء هي ما يستحق الإشادة لأنها تنم عن ميل للابتكار أو على الأقل إظهار حضور وطرح فكرة.

صالح عبد الله العريني/ البدائع

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved