لقد جاء في كتب التفسير في شرح هذه الآية الكريمة أن الإنسان يعود إلى الحالة التي ابتدأ منها وأنه مهما طال عمر ابن آدم فسوف يرد إلى الضعف بعد القوة والعجز بعد النشاط.
وسأخبركم اليوم عن شاهدين وردا معي لدى دراستي في كلية الطب يتطابقان تماماً مع ما ورد في الآية الكريمة الآنفة الذكر:
الشاهد الأول تعلمته عندما كنت أدرس مادة التشريح في السنة الأولى من كلية الطب إذ أن زاوية الفك السفلي تكون منفرجة بحوالي 170 درجة لدى حديثي الولادة ثم تكون أقل انفراجاً بقياس 140 درجة لدى الأطفال في سن الرابعة ثم تصبح 120 درجة لدى الإنسان البالغ ومن ثم تعود كما بدأها الله أول مرة منفرجة 170 درجة لدى الكهل.
والمعروف أن النسيج العظمي هو أقوى أنسجة الجسم وأشدها صلابة ومتانة وقد أخبرنا الله - جل جلاله - في مواضع كثيرة في القرآن الكريم عن قدرته في إعادة بناء العظام التي أضحت سراباً ورفاتاً وفتاتاً بعد الممات {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (78) سورة يس، {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ} (3) سورة القيامة.
وهيّن على الله- جلت قدرته - أن يبدل من شكلها أثناء الحياة وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} (13) سورة البروج، وهو الخالق المصور القادر على كل شيء {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(82)سورة يس.
والشاهد الثاني تعلمته عندما كنت أحضِّر للاختصاص في الأمراض الجلدية وهو أن الوحمات الصباغية المكتسبة والمعروفة بالشامات أو حبة الخال Mole نادراً ما تشاهد لدى حديثي الولادة لكن عددها يزداد تدريجياً في سن الطفولة والمراهقة إلى أن يبلغ ذروته في منتصف العمر ومن ثم يتناقص عددها لينعدم تقريباً في سن الكهولة ويصبح من النادر جداً أن نرى شامةً Mole على جلد كهل بلغ العقد الثامن من العمر وأقصد هنا الشامات الحقيقية وليست الشامات الشمسيةSolar lentigo أوالمعروفة بالشامات الشيخية والتي تشكل جزءاً من شيخوخة الجلد.
أستودعكم الله وأذكر نفسي وأذكركم بقوله تعالى:{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } (32) سورة البقرة
* عيادات ديرما الرياض | 
"الطبية"