Saturday 19th February,200511832العددالسبت 10 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

الثلاثاء 17 ربيع الثاني 1391هـ العدد (393)الثلاثاء 17 ربيع الثاني 1391هـ العدد (393)
كيف استقبلت ثادق سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز
أهالي ثادق يقيمون حفلا خطابياً والمدارس تشترك بعروض ابتهاجاً بهذه المناسبة

احتفلت مدينة ثادق يوم الأربعاء قبل الماضي بزيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز التفقدية لها ضمن جولته، وقد كان الاحتفال على مستوى يليق بمكان الزائر الكريم إذ إنه تضمن برنامجاً خطابياً واسعاً كما أن المدارس اشتركت بعروض ابتهاجا بهذه المناسبة.
ويقول مندوبنا لحضور أفراح مدينة ثادق بهذه الزيارة إن سمو الأمير سلمان كان يقابل هذا التقدير بشيء كبير جداً من الاخلاق والتواضع كما أن سموه كان يستمع إلى مطالب المواطنين باهتمام كبير ويعد بتحقيق المهم منها.
وقد تضمن الحفل الخطابي على كلمة للأهالي ألقاها نيابة عنهم المواطن عبدالله بن حمد الجرباء جاء فيها:نحييكم أجمل تحية ونرحب بقدومكم الميمون.. يا صاحب السمو: إن من أسعد الفرص المفعمة بالغبطة والسرور أن تخصنا بهذه الزيادة الميمونة، اننا لا نرحب بكم بما يحمل معنى الترحيب من عبارات فحسب ولكننا نعترف وننطق بأعمالكم وأفعالكم الخيرة وهي لكم منا أحسن تحية وترحيب.
والقى الاستاذ عبدالعزيز بن حمد السويلم كلمة شكر عن المنجزات الحكومية جاء فيها:
يا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المعظم أصحاب المعالي والسعادة صحبه الكرام:
أحييكم بتحية الإسلام وأرحب بكم في هذا الجزء من مملكتنا العزيزة نيابة عن أهالي ثادق ومنطقة المحمل بصفة عامة واصالة عن نفسي.
يا صاحب السمو: إن خطواتكم المباركة ومساعيكم الحميدة والمتمثلة في قيام سموكم الكريم بجولات تفقدية على المدن والقرى التابعة لإمارة منطقة الرياض هذه المنطقة الواسعة من مملكتنا الحبيبة.. أقول يا صاحب السمو إن خطواتكم المباركة في هذه الجولة التي تهدفون منها أولا وقبل كل شيء إلى التعرف على أحوال ومتطلبات هذه المنطقة بقصد الوقوف على كل مدينة وقرية والتعرف على ذلك عن كثب وإيمانا من سموكم الكريم بأن الوقوف على الشيء على طبيعته أفضل بكثير وأجدى نفعاً من التعرف على ذلك عن طريق الدراسة أو ما يصل إلى المسؤول من مخابرات ومكاتبات تتعلق بذلك - قد لا تعطي فكرة واضحة عن كل منطقة وأهميتها فتحملتم مشقة السفر من أجل هذه الغاية النبيلة فلا غرابة يا صاحب السمو في انتهاج سموكم هذا النهج الحميد الذي يدل على بعد نظركم وحنكتكم وإدراككم العميق لواقع ومتطلبات هذه المنطقة.
فباسم هذا الحشد الكبير من المواطنين أحيي شهامتكم وتجثمكم للصعاب ومعاناتكم للسفر ووعثائه في سبيل الوقوف على كل مدينة وقرية وتشريف أهلها بزيارتكم وتعقب أحوالهم.
يا صاحب السمو: اسمحو لي أن أقول لكم إننا في هذا اليوم في يوم عيد -إن جاز هذا التعبير- بل أنه يفوق الاعياد في ميزاته فهذا اليوم يوم عظيم مشهود سيسجله أبناء هذه المنطقة في مهجهم كيف لا ؟! وسلمان بن عبدالعزيز قد شرفهم بزيارته وأدخل على قلوبهم البهجة والسرور.
سيدي الأمير: إن هذه الزيارة الميمونة كانت حلماً يداعبنا غير أنها اصبحت حقيقة واقعة بفضل جهودكم وتفانيكم في خدمة هذا الوطن ومواطنيه.. فسموكم وأقولها بكل صراحة ووضوح بفضل ما وهبكم الله من حنكة وادراك قد جمع في شخصه الخصال الحميدة.. ولقد عودتم يا صاحب السمو أبناء هذه المملكة الحبيبة بتبني الآراء السديدة الخيرة والأفكار الهادفة البناءة بحيث اصبحت تلك الآراء والافكار حكما ومواعظ تذكر ولا تنسى ويلهج بذكراها كل مواطن.
فلقد تبنى سموكم فكرة (ادفع ريالا تنقذ عربيا) التي سادت في أنحاء مملكتنا على النطاقين الرسمي والشعبي وذلك ردا على ما ذهبت إليه الصهيونية العالمية في تبنيها لفكرة ادفع دولاراً تقتل عربيا.
ومجهوداتكم الجبارة في تشكيل اللجنة الشعبية لإعانة أسر شهداء ومجاهدي فلسطين بحيث عمت المملكة وأخيراً وليس آخرا تبني سموكم ودعمكم المهرجان الكبير الذي اقيم مؤخرا على أثر الاعتداء الهندي الغاشم على الباكستان المسلمة.
اسمحو لي يا صاحب السمو: ان كنت أطلت الموضوع عليكم لان لساني وقلمي يعجزان عن ذكر فضائل ومجهودات سموكم لكنني أتركها للتاريخ وحده فهو الكفيل بتدوينها في أنصع صفحاته.
سيدي صاحب السمو:
ان هذه المنطقة - منطقة المحمل وقاعدتها ثادق قد شملتها منجزات الحكومة في شتى الميادين كغيرها من مناطق مملكتنا الناهضة التي عمتها المنجزات الحكومية والتي لا يتسع المجال لتعدادها فهناك حق معلوم لذي الحاجة والعجزة والمعوزين يتمثل في مخصصات الضمان الاجتماعي وهناك دور الرعاية الاجتماعية جعلت من المعوقين أعضاء عاملين في المجتمع وهناك المصانع التي وفرت حاجات المملكة بحيث أصبحت المنتجات الوطنية تملأ الأسواق.
يا صاحب السمو: إن هذه المنطقة قد حظت بنصيبها من المنجزات الحكومية فقد فتح في ثادق أول مدرسة ابتدائية في منطقة المحمل عام 1368هـ كما وأن المدرسة المتوسطة قد فتحت عام 1381هـ وكذا مدارس البنات فقد فتحت أول مدرسة في هذه المنطقة في ثادق عام 1383هـ. ومن ثم انتشرت المدارس في معظم قرى المنطقة وأدت رسالتها وخرَّجتْ أعدادا كبيرة من طلاب العلم تشرفوا بخدمة حكومتهم الرشيدة في شتى المجالات بعد أن حصلوا على تخصصات عالية في معظم الحقول فمنهم الآن المهندس والطبيب والمحاسب والإداري والمعلم الذي يصنع الاجيال وهذا بفضل الله ثم بفضل عناية حكومة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم التي بذلت كل غال ونفيس في سبيل النهوض بهذه المملكة واحلالها المكانة المرموقة بها بين مصاف الدول (ثم أخذت تتواجد بقية المرافق الحكومية الأخرى التي تسدي خدماتها المختلفة لمواطني هذه المنطقة).
أقول يا صاحب السمو: إن حكومة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز أيدها الله بنصره قد ذللت الصعاب وأنجزت خلال فترة وجيزة من الزمن ما عجزت عن انجازه الدول الأخرى في عشرات السنين فقد قضت حكومة جلالة الملك المعظم على الجهل والفقر والمرض، وهذا يدل على السياسة الرشيدة والخطوات الحكيمة التي تسير عليها حكومة جلالة مولانا الملك المعظم في تخطيطها ودراستها لمشاريعها المختلفة فقد بنى صاحب الجلالة الملك المعظم هذه المملكة الغنية بالعلم والمال وقد قال الشاعر في هذا الموضوع:
بالعلم والمال يبنى الناس ملكهموا
لم يبن ملك على جهل وإقلال
سيدي الأمير: إننا أهالي ثادق فيما مضى من الزمن كنا نعاني المشقة من صعوبة الطريق ولكن بفضل الله ثم بفضل جهود حكومة مولانا الملك المعظم قد تم ربط هذه المنطقة بطريق معبد سهل الاتصال بين هذه المنطقة والمناطق الاخرى من مملكتنا الحبيبة.. إن هذا الطريق يا صاحب السمو ليس إلا واحدا من عشرات الطرق التي قامت الحكومة بتنفيذها في مملكتنا المترامية الاطراف والتي تشكل مساحتها قارة بأكملها ولكن عزيمة حكومة صاحب الجلالة الملك المعظم تمكنت من قهر الصحراء وقضت على هذه المشكلة وقامت بربط المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بطرق رئيسية مسفلتة تبلغ آلاف الكيلومترات بحيث أصبحت هذه المملكة مرتبطة بطرق رئيسية معبدة.
يا صاحب السمو: لقد صرفت الدولة أيدها الله بنصره وتوفيقه مئات الملايين من الريالات في سبيل تذليل تلك الصعاب فهنيئا لهذا الشعب بحكومته الرشيدة التي تبني ولا تهدم وتعطي ولا تأخذ وهنيئا لنا بقادتنا الذين ضحوا براحتهم في سبيل أسعادنا وتوفير العيش والرخاء والأمن والاستقرار لنا بحيث اصبحت الضأن تعيش في الصحراء بجوار الذئب دونما خوف أو وجل لان هذا الوطن قد حباه الله بحكومة رشيدة ومسؤولين يسهرون الليالي في سبيل الحفاظ على هذا الامن والرخاء الذي أصبحت به هذه المملكة مضرب الامثال وفي الختام ابتهل إلى الله العلي القدير بأن يحفظ لهذه الأمة قائدها ورائد مسيرتها جلالة مولانا الملك فيصل بن عبدالعزيز المعظم واخوته الميامين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعندما جاء دور الشعر استجاب الشاعر الكبير الشيخ عبدالله بن خميس لطلب أهالي ثادق والقى القصيدة التالية تحية لهذه المناسبة الخالدة ومشاركة للأهالي فرحتهم.


تلك المنى فقبِّل وعانق
وأرشف الراح من ثغور العواتق
واصدحي يا بلابل الأيك نشوى
وخذي نحو ربعها يا أيانق
واسكب اللحن ياحمام ورتل
لبست أجمل المطارف (ثادق)
هزها الشوق فاستحالت طيوبا
فصباها من نفحة الورد عابق
زارها الفضل والنبوغ فأضحت
تتهادى في رائق، أو شائق
صافحت كفها المنى اين منها
وامق لغة الزمان بوامق
كلها في فم الزمان تحايا
كلها الشعر، أين منه الرقائق
طأطئي الرأس يا (غرابة) شوقا
وأحيلي صم الحزون نمارق
وتبجح (بعيثران) وردد
نغم الشوق، والطلوح البواسق
الرؤى حفلا وكانت سرابا
جاء (سلمان) فاستحالت صوادق
الفتى العبقري والنابه الفذ
ورمز الوفاء ودمث الخلائق
هذه (ثادق) فزرها حبيباً
واحلل الموق والقلوب الخوافق
ذات عهد مع الكفاح قديم
يوم فصل القضاء لحكم (البنادق)
تشهد الراية الخفوق عليها
كلمة الله بين دهم الفيالق
لك منها ذوب القلوب ثناء
ترجمته على اللسان الحقائق

ومن القصائد التي تضمنها برنامج الحفل قصيدة للشاعر عبدالرحمن الوهيبي يقول فيها:


وتبسمت فوق الرمال جوانح
لمآثر عمت على الأوطان
عبدالعزيز أضاء فيها مشعلا
في ليل داج أسود الحلكان
وعلى خطاه بنى الأشاوس للعلا
مجداً عظيما ثابت الأركان
أنعم بها من أسرة عربية
حكمت بكل عدالة وتفان
حتى غدت هذي الجزيرة منبراً
ومنارة للعلم والعرفان
أهلا بسلمان الأمير وصحبه
أهلاً بمن قدموا من الأعيان
عبرتموا كل الدروب بهمة
حتى غدا النائي قريبا داني
هذي مصحات وتلك مدارس
ومساجد ومنابر ومباني
الفيصل الباني أقام صروحها
واشادها بالدين والإيمان
حتى غدت كل البلاد خميلة
والكل عاشو في ربوع أماني
يا سيدي عفوا إذا هي قصرت
مني القوافي لاضطراب جناني
فلكم على هذي الربوع فضائل
جلت على التعداد والتبيان
فيلحفظ المولى مليكا مخلصاً
وولي عهده في أجل مكان
هل يبلغ القصد العظيم لساني
فأنال من در المديح معاني
اني لأنظر في الجموع فلا أرى
إلا فتى من خيرة الفتياني
يا سيدي هذي البطاح تقول لي
قم نمق الورد الجميل أماني
يا سيدي هذه الهضاب تحثني
لترى الخزامى في عبير بياني
أهلاً بسلمان الأمير وصحبه
أهلا بمن قدموا من الاعياني
شرفت ثادق إذ حللت بأرضها
فاضاء نور باهر اللمعان
صحراؤنا بشت لدن إشراقكم
وتفتح القيسوم في الودياني

هذه صورة سريعة للاستقبال الكبير والحفاوة العظيمة التي قوبلت بها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ومثلما رأينا جانبا من حفاوة أهالي ثادق بسموه كانت كل المناطق والمدن التي زارها تقابله بنفس المستوى وهو دليل على حب هذا الشعب لهذه الأسرة الكريمة التي تحرص دائماً على خدمة الوطن والمواطن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved