* نيويورك - (ا. ف. ب.): أعلن مجلس الأمن الدولي عزمه على تأمين حماية الأطفال في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة ووضع حد لإفلات المسؤولين عنهم من العقاب، فيما يقدَّر بحوالي 300 ألف عدد الأطفال الجنود في العالم. وقد ورد هذا الالتزام في إعلان تلاه مساء الأربعاء الماضي روغاتيان بياو وزير خارجية بنين التي ترأس هذا الشهر مجلس الأمن، في أعقاب مناقشة عامة حول المعاناة التي يواجهها الأطفال بسبب النزاعات المسلحة. وأضاف بياو أن المجلس بدأ العمل لتبني قرار قريباً بمبادرة من بنين وفرنسا لتعزيز إجراءات حماية الأطفال في البلدان التي تشهد نزاعات. وكان المجلس تبني قرارات حول هذا الموضوع لم تنفذ، أما الآن فثمة اتجاه لتشديد وسائل المراقبة وإبلاغ المجلس ووضع آليات لفرض عقوبات على المسؤولين عن التجاوزات. وقال المسؤول عن هذه القضية، اولارا اوتونو الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، للدول الأعضاء في المجلس إن (أطفال العالم ينتظرون من المجلس خطوات تنقذهم، وأنا أعرف أنكم لن تتخلوا عنهم). وقد استوحى اوتونو كلمات أغنية لبوب مارلي عنوانها (استمعوا إلى الأطفال يبكون) ليوجه نداء حاراً إلى المجلس لوضع حد للتجاوزات التي تطول الأطفال (من بيسلان إلى بونيا ومن مزار الشريف إلى دارفور). وكان حوالي 350 شخصاً بينهم عدد كبير من الأطفال لقوا مصرعهم خلال عملية خطف رهائن في إحدى مدارس بيسلان (اوسيتيا الشمالية، روسيا) في أيلول - سبتمبر الماضي. وبونيا هي كبرى مدن ايتوري في شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية وتقع مزار الشريف في شمال أفغانستان، ودارفور في غرب السودان الذي يشهد حرباً أهلية. وقال اوتونو إن وضع الأطفال قد تحسَّن خلال الأشهر الأخيرة في أماكن كثيرة بعد النزاعات، ومنها أفغانستان وأنغولا وإثيوبيا وإريتريا وليبيريا وسيراليون وتيمور الشرقية. لكنه أضاف (ما زال علينا القيام بمزيد من الخطوات لأن كثيراً من الأطفال ما زالوا يتعرضون لأعمال وحشية خلال النزاعات). وأضاف أن أكثر من 250 ألف طفل - جندي يستغلون بطرق مختلفة عبر استخدامهم مقاتلين وجواسيس أو يستغلون جنسياً. وتعتبر وفود من الأمم المتحدة أن عددهم قريب من 300 ألف. وتتعرض عشرات آلاف الفتيات للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي. وأضاف اوتونو أن (عمليات الخطف ازدادت كثيراً كما يحصل في أوغندا والنيبال وبوروندي). وقال إن أكثر من 15.1 مليون طفل منذ 2003م، قد نقلوا من بلدانهم، وأن 4.2 مليوني قد أجبروا على الفرار. ويقتل ما بين 800 وألف طفل شهرياً من جراء الألغام. وخلال السنوات العشر الأخيرة قضى أكثر من 10 ملايين طفل في نزاعات وأصيب ستة ملايين بجروح خطيرة. ودعا عدد من الدول الأعضاء إلى فرض عقوبات قاسية على البلدان التي ترتكب فيها تجاوزات ضد الأطفال. ويتضمن تقرير رفعه عنان إلى مجلس الأمن لائحة بـ 54 مجموعة مسلحة تعتبر مسؤولة عن التجاوزات في 11 بلداً هي بوروندي وساحل العاج وأوغندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والصومال والسودان وكولومبيا وبورما والنيبال والفيليبين وسري لانكا. ويحدد مشروع القرار الذي طرحته بنين وفرنسا خمسة انتهاكات خطيرة للقانون الدولي على صعيد استغلال الأطفال: قتل أو تشويه الأطفال وتجنيد الأطفال جنوداً، واغتصاب الأطفال أو ممارسة العنف الجنسي عليهم ومهاجمة المدارس والمستشفيات وخطف الأطفال. وينص مشروع القرار على وضع آلية للمراقبة والإشراف حول هذه المسألة في البلدان المعنية وتشكيل لجنة في إطار مجلس الأمن لإصدار توصيات بفرض عقوبات على الأطراف المسؤولة.
|