Friday 4th March,200511845العددالجمعة 23 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

السؤال الأمريكي: لماذا يكرهوننا؟السؤال الأمريكي: لماذا يكرهوننا؟
مضواح بن محمد آل مضواح

أرأيتم لو أن أحد الطغاة السفاحين يستبيح دماء الناس ويقتلهم طوال العام في ثوب واحد وفي نهاية العام يقوم بغسل ثوبه هذا من الدماء البريئة التي تلطخ بها ليلبسه في بداية العام التالي ويعود إلى ممارسة هوايته الشنيعة هذه، هل يتحلل من دماء وأرواح الضحايا بهذا الغسل؟ وهل يبني غير الكره له في قلوب الملايين؟ وهل يجني غير الشرور والعداوة والآثام؟
ما تقوم به وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية كل عام يشبه هذا إلى حد كبير فهي تصدر تقريراً سنوياً عن الحريات وأوضاع حقوق الإنسان في العالم خلال العام المنصرم، موزعة فيه التهم الروتينية على عدد من الدول ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، ولست أرى أن هذا التقرير سوى إعلان لبعض ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية نفسها خلال العام المنصرم وجدول توزع من خلاله خطاياها على تلك الدول، ومن خلال هذا التقرير وهذا الجدول ترمي الآخرين بدائها وتغسل ثوباً لبسته طوال ذلك العام ثم تلبسه ثانية وتنطلق في العام الجديد لمباشرة أعمالها التي تجلب لها الكره والعداء، وهي بهذا التقرير أيضاً تنكأ جراح الشعوب المستضعفة كل عام، وتذكِّرها بهذه المعايير المزدجوة البغيضة.. ويتساءل الأمريكيون عن أسباب كره الآخرين لهم.. سؤال صحيح، ولكن في الزمن الخاطئ واللفظ المغلوط.
بعد جريمة الحادي عشر من سبتمبر رفع الأمريكيون من وتيرة السؤال القديم (لماذا يكرهوننا؟) ومع أن كرهنا الحقيقي موجه نحو هذه الجريمة وأمثالها، ومن اشترك أو تواطأ فيها بأي صورة من الصور، من عرب وأمريكيين وصهاينة وغيرهم، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تعاملت مع معظم العرب والمسلمين كما لو أنهم اشتركوا جميعاً في هذه الجريمة، واستغلت تلك الجريمة استغلالاً قصدت به تفريغ الأحداث والوقائع من مضامينها الحقيقية، فصورت للعالم أنها تتعرض لعدوان عربي وإسلامي يهدد كيانها، بينما حقيقة الأمر لا تتجاوز خلافات بين أمريكا ومنظمات إرهابية صنعتها بنفسها، هذا فضلاً عما يمكن أن يكون قد حدث من تواطؤ بعض المخططين الإستراتيجيين والمؤثرين على صناعة القرار في أمريكا لتمرير هذه العملية، فالمكاسب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية التي جنتها الولايات المتحدة الأمريكية من وراء هذه الجريمة تفوق ما أحدثته من خسائر إلى حد لا يقارن وستستمر في جني هذه المكاسب لزمن طويل.
لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية، عبر المبالغة في تصوير هذه العملية الإجرامية، في تجنيد العالم بأسره للوقوف إلى جانبها لصد العدوان لكنها لم تقف عند هذا الحد بل تجاوزته إلى ما يمكن وصفه بأنه احتلال واستعمار مباشر لعدد من الدول وتحت ذرائع إضافية مثل الضربات الاستباقية وتفكيك المنظمات الإرهابية والقضاء على أسلحة الدمار الشامل قبل أن تطلق على المدن الأمريكية، ومارست أمريكا ضغوطاً شديدةً وتهديداً متواصلاً ضد بعض الدول بتهمة أنها تقدم ثقافة الإرهاب وترعاها بهدف إجبارها على إعادة بناء سياساتها التربوية ومفاهيمها الثقافية وفق أنموذج تقترحه أمريكا بدعوى أنه يسهم في مكافحة الإرهاب وهو في الحقيقة يعمل على بناء عقول هشة تستوطنها ثقافة الضعف والانهزام والصغار حتى تكون مهيأةً عقلياً وفكرياً ودينياً وثقافياً لتقبل المحتل أو المستعمر.
وفي سبيل ذلك كله اقترفت الولايات المتحدة من الفظائع التي تتم خلف الجدران وبخاصة تلك التي حدثت في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو من قبل الأمريكيين وأمثالها في معتقلات جنوب العراق من قبل البريطانيين، وهذا التسرب للصور إلى الصحافة والإنترنت ليس لأن هناك نزاهة وشفافية أدت إلى كشف مثل هذه الجرائم بل كان عملية مقصودة لتحقيق أهداف من أهمها بث مزيد من الرعب من خلال رسالة مفادها أن ما يحدث خلف الجدران قد يضاهي ما تحدثه الآلة العسكرية الأمريكية من تخريب وتدمير للمنشآت والمنازل وإبادة جماعية لكثير من العرب والمسلمين حتى وهم يحتفلون بأعراسهم ومواليدهم ويؤدون عباداتهم ثم ينسب الأمريكيون هذه الفظائع إلى تجاوزات نفر من الأفراد، مرددين أن هؤلاء الأفراد لا يمثلون الأمريكيين ولا الثقافة الغربية مطلقاً، أما إذا اقترف منحرف عربي أو مسلم جريمة ما فإنهم يملؤون أرجاء الدنيا صراخاً وافتئاتاً بأنه يمثل العرب والمسلمين جميعاً.. أرأيتم ظلماً كهذا في تاريخ البشرية؟.
إن السؤال الأمريكي (لماذا يكرهوننا؟) سيظل حياً في العقول لزمن طويل، لأن الأمريكيين يشعرون في قرارة أنفسهم أنهم اقترفوا أفعالاً تصنع النقمة والكره لهم تماماً، وفي ظل استمرار هذه الأفعال وما تخلفه من آثار ستمتد لأجيال كثيرة فإن السؤال الصحيح والعادل الذي يجب أن يوجهه الأمريكيون لأنفسهم هو: على ماذا يحبنا الآخرون؟.
وإذا كان الأمريكيون قد اعتمدوا إجابة واحدة على سؤال الكراهية هذا، مفادها أن الآخرين يكرهون الأمريكيين بسبب إعلائهم لقيم الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة، وسعيهم لنشرها في كل أرجاء العالم فإن لدى الشعوب المستضعفة آلاف الإجابات الأخرى والصادقة، وإذا كانت هذه الشعوب متفقة في الغالب على صحة هذا السؤال، من حيث توفر مبررات الكراهية في الممارسات الأمريكية، فهناك دلائل قوية على أن هذه الشعوب تتفق بالإجماع على خطأ الإجابة الأمريكية في المنهج والمضمون.
فمن حيث الخطأ في المنهج نجد أن الأمريكيين سألوا أنفسهم سؤالاً ترتبط إجابته الصحيحة بالآخرين، ثم أجابوا عليه بأنفسهم في حين يفرض المنطق والعقل أن يوجه هذا السؤال إلى الآخرين لتصبح صيغته: (لماذا تكرهوننا؟) ثم تسمع أمريكا إجابة الآخرين عن أسباب ما مشاعرهم هذه تجاهها، وتصغي إليهم جيداً.. (فلا يعرف القهر ولا الظلم والاستبداد إلا من يكابده، ولا المصيبة إلا من يعانيها).
ومن حيث المضمون نجد الأمريكيين قد اختاروا الإجابة التي تروق لهم مع علمهم سلفاً أنها غير صحيحة، فالشعوب الأخرى ليست قطيعاً من الحيوانات المتوحشة التي تحتكم لقانون الغاب ولا تهوى حياة غير حياة الصحاري والقفار وليست نفوس تلك الشعوب مجبولة على الشر والقسوة وكراهية الديمقراطية وما يفترض أن تتضمنه من قيم العدل والحرية والمساواة وحقوق الإنسان وهذا مع شديد الأسف ما تصوره الإجابة الأمريكية، ولو حدث أن استثنى الأمريكيون وقالوا بأنهم يقصدون بسؤالهم هذا وما ساقوه من إجابة عليه الإرهابيين فقط فإنما يقدمون أدلة أخرى دامغة على سوء النية والعدوان، فالأمريكيون اليوم يتعاملون مع أفراد الشعوب المغلوبة على أمرها بوصفهم إرهابيين جميعاً أو داعمين وممولين للجماعات الإرهابية وفي أحسن الأحوال أعداء لقيم الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة وأغبياء يجهلون هذه القيم ولا يفهمونها، وتتظاهر أمريكا أنها ستعلِّم البشرية هذه القيم وأنها تستطيع تقديمها للشعوب من خلال الوعود والأماني ومشية السلحفاة أو بجهود لا تتجاوز تلك المبذولة في صناعة الكوكاكولا وتعليبها وتسويقها.
أمر محير حقاً كيف لأمريكا أن تأمر الناس بالبر وتنسى نفسها؟! أي دين أو ملة أو ثقافة تجيز لدولة عظمى أن تطلب من الناس احترام حقوق الإنسان في الوقت الذي تنتهكها وتسلط جلاوزتها لتجريد المستضعفين منها؟! وأن تنادي بالحرية للجميع، في الوقت الذي تحاول احتكارها لنفسها، وأن تتغنى بالعدل وفي الوقت الذي لا تعني هذه القيمة عندها حينما تتعامل مع الآخرين أكثر من وسيلة لظلمهم وابتزازهم؟ وأن تمارس الضغوط الشديدة باسم الديمقراطية والمساواة في الوقت الذي تقيم وتدعم أنظمة تمارس أبشع أنواع الاحتلال والاستبداد والطغيان والتمييز العنصري.
في الماضي، وبالتحديد عندما كان الاتحاد السوفيتي على قيد الحياة، كنت أنا وأمثالي نشعر بالاعتزاز عندما نصرح بحبنا لأمريكا لأننا كنا نعتقد أنه بمجرد تخلصها من الاتحاد السوفيتي فإنها ستلتفت بقوة إلى كل المآسي ذات الطابع السياسي في العالم وتقضي عليها وقد كانت تمنعها الحاجة إلى بعض القوى المشتركة في إحداث هذه المآسي لمواجهة المد الشيوعي فكان اعتقادنا وكانت أمنياتنا (كسحابة صيف لم تمطر) ومع أنني ما زلت أحب أشياء كثيرة من قيم وحضارة الشعب الأمريكي إلا أنني أشعر اليوم بالحرج من التصريح بهذا الحب شأني في ذلك شأن الكثير من المصدومين بالتصرفات والتناقضات الأمريكية واعتمادها للمعايير المزدوجة في تعاملها مع القضايا الملحة في كثير من أرجاء العالم ولم نجد لذلك تفسيراً سوى أنه دجل وابتزاز واستغفال للعقول واحتقار للشعوب ومقايضة رخيصة بحقوق الإنسان، ولست متأكداً إن كان سيأتي يوم تخلو فيه السياسية الأمريكية من سلبياتها هذه وأشعر فيه بعودة ذلك الاعتزاز وعدم الحرج عندما أقول: أحب أمريكا.
إنني أرثي لحال قلة قليلة لا تزال مخدوعة بمعسول الكلام والوعود الأمريكية، فلا يمكن لعاقل في هذا العالم، وإن كان يرزح تحت القهر والاستبداد والاضطهاد ويرى في أمريكا مخلصاً وحيداً له من كل ذلك، لا يمكنه أن يرى فيما تقوم به الولايات المتحدة اليوم أي عمل شريف تقصد من ورائه نشر الديمقراطية وقيمها وتخليص الشعوب من الاحتلال وربقة القهر والاستعباد، فحتى هؤلاء المخدوعون نجد أن السياسة الأمريكية تستعمرهم حتى وهم في السجون أو الملاجئ أو المستشفيات وتستغلهم كوسائل لابتزاز ثروات شعوبهم ومواقف حكوماتهم ومبادئها، فها هو الرئيس الأمريكي يقول: (إن أمريكا تنظر إلى الإصلاحيين في كل أنحاء العالم كما ينظرون هم إليها، إنها تنظر إليهم كقادة للمستقبل في بلدانهم) وهذا القول يعني: بكل وضوح أن هؤلاء المخدوعين ليسوا سوى أدوات تمهد لأمريكا استعمار العالم والتفرد بقيادة المستقبل، وعليهم أن يعدوا أنفسهم من الآن كي يكونوا مثالاً للتبعية إذا ما قدر لهم أن يتولوا مناصب عامة في بلدانهم.
وأرثي أيضاً لحال أولئك الذين يعتقدون أن أمريكا جاءت لنجدتهم وتقديم الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة لهم هكذا لوجه الله دون مقابل أو هدف آخر! إنهم مصابون بسذاجة سياسية مفرطة.. فمن يريد أن يهب الحرية لا يقدم هبته هذه بالمدفعية والطائرة والصاروخ ولا يقتل الأطفال والنساء واللاجئين إلى بيوت الله غير محاربين، ومن يقدم الحرية لا يكمم رؤوس الناس وأفواههم ولا يضع السلاسل في الرقاب ويجر البشر كما تجر الكلاب، ومن يقدم العدل لا يجرد البشر من ملابسهم ويتخذهم هزوا ويتلاعب بنفسيتهم ويخرب عقولهم بالتجارب المحرمة في كل الشرائع والديانات ويحشرهم في الأقفاص كالقرود ويسجنهم دون اتهامات صريحة ومحاكمة نزيهة وعادلة، ومن يريد نشر المساواة لا يتعامل مع الآخرين بوصفهم أقل كرامة وآدمية منه ولا يبتز حقوقهم الإنسانية أو يقايض بها بأي ثمن.
إن لنا على كل هذه الممارسات والنوايا الأمريكية الغربية المشينة أدلة من أفعالهم دامغة وواضحة كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل آخر على وجوده وشهادة من أفواههم عليهم تكاد تُسمع من لا سمع له.. تعالوا اقرؤوا واسمعوا أصدق اعتراف بالغدر وأدق شهادة سياسية قرأتموها أو سمعتموها في حياتكم إذ يقول رئيس وزراء بريطانيا في العام المنصرم 2004م: (لو أن صدام حسين قبل بمثل ما قبل به معمر القذافي، لكان هو وابناه في الحكم).
إنه يشرح السياسية الأمريكية والبريطانية بكل صدق ووضوح، فلسان حاله يقول: لا تهم السياسة الغربية ديمقراطية ولا حرية أو عدل أو مساواة خارج حدودها الجغرافية ولا يؤلمها أو يعنيها أي انتهاك لحقوق الإنسان وكرامته وآدميته وحياته في أي مكان من العالم إذا ما كانت مصالح الغرب المادية والسياسية مضمونة وغير متضررة من هذا الانتهاك، فليظلم وليستبد وليقتل صدام وابنيه، ومعهم كل ظالم مستبد في العالم، كما يشاؤون، لكن يجب أن تكون مصالح الغرب بمنأى عن كل ذلك، وأن يكون للغرب النصيب الأكبر مما يسرقه هؤلاء الظالمون المستبدون من أموال شعوبهم، إنها أدلة وشهادة لا تترك لعاقل أملاً في حسن نوايا الغرب تجاه الشعوب المستهدفة والمغلوبة على أمرها، إنه استعمار مباشر جديد واستبداد يتجاوز كل قهر وظلم واستبداد عرفته البشرية وانتهازية وابتزاز صريح لثروات الشعوب ومقايضة رخيصة بحقوق الإنسان وتمييز عنصري مفزع وازدواجية في تطبيق المعايير والقيم والمبادئ وخلط في تفسير القوانين والقرارات الدولية.
أمريكا: خذوا الديمقراطية الحقة بما فيها من معاني حقوق الإنسان وما تتضمنه من ممارسات صحيحة لقيم العدل والحرية والمساواة، ثم انظروا لأنفسكم وفعالكم من خلالها؛ ستجدون عجباً.. ستجدون أن كل الشعوب المقهورة في هذا العالم ضحية لمقايضتكم الفجة بحقوق الإنسان والقيم الخالدة، في سبيل المصالح السياسية والمادية التافهة الفانية.
أمريكا: مثلما أن العرب أمة لا تتنكر للمعروف أبداً، حتى ولو كان من أسداه إليها عدواً لدوداً، فإنها لن تنسى جراحها ولن تغفر لكم مآسيها، وإن تناستها أو تجاهلتها، ولست أشك لحظة واحدة أنكم تعلمون وتدركون عمق الجراح والإساءات وفظاعة المآسي التي صنعتها سياسة المقايضة اللعينة تلك وما أدميتم به كاهل هذه الأمة من استبداد وظلم وانتهاك لحقوقها وابتزاز لأرضها وثرواتها، فهلا أسديتم للعرب معروفاً يمكن أن يتحدد على إثره نوع ومصير العلاقات بين الأمة العربية والأمة الأمريكية؟ من خلال قيامكم بمعالجة صادقة ومخلصة لكل هذه الأخطاء والمآسي، ولست أشك لطرفة عين أنكم قادرون على هذه المعالجة وتعرفون سبلها، فهلا بدأتم حقاً السير الحثيث في الاتجاه الصحيح فتحترمون حقوق الإنسان دون تمييز أو مقايضة وتعترفون بأن الاستقلال والاحترام المتبادل حق متكافئ لكل الشعوب وتنبذون التعالي والازدواجية في المعايير وتتخلون عن نزعة الاستعمار وتعلنون الحرب على الاستبداد والقهر والإرهاب والتخلف والفقر بوصفها أعداء للبشرية جمعاء.. وهيهات أن تحبكم الشعوب بغير هذا.
أمريكا: سنكتب كل هذا لأجيالنا، والأيام دول، فلا تتمسكوا بسياسات استبدادية استعمارية ستنتهي حتماً في يوم ما وتكونون قد خسرتم الشعوب وهي الباقية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved