Sunday 6th March,200511847العددالأحد 25 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

المياه البيضاء.. الرؤية ضبابية ! ! !المياه البيضاء.. الرؤية ضبابية ! ! !
التعرض الدائم للشمس والأشعة فوق البنفسجية من احتمالات الإصابة

ما طبيعة هذا اللون الرمادي الفاتح الذي يظلل عيون ملايين المسنين وبعض الصغار في كل أنحاء العالم . . د.أحمد عبد الهادي اختصاصي طب وجراحة العيون في مركز النخبة الطبي الجراحي والحاصل على ماجستير طب وجراحة العيون وصاحب التخصص الدقيق في الجزء الأمامي في العين وجراحة المياه البيضاء يجيب في السطور التالية عن تلك التساؤلات . .
* ما هي المياه البيضاء؟
- عدسة العين من المفروض أنها تكون شفافة تماماً بحيث تنقل الضوء المنعكس من الأجسام التي ننظر إليها لتوصله للشبكية وبالتالي يمكن للشخص الرؤية. والمياه البيضاء عبارة عن عتامة في عدسة العين الداخلية سواء كانت بسيطة أو كثيفة.
* لماذا سميت بالمياه البيضاء؟
العتامة الموجودة هي تغيرات في البروتينات الموجودة داخل عدسة العين وتتحول من كونها شفافة ثم تنقلب إلى لونها المميز الذي يستطيع أي شخص من رؤيته وهو الرمادي الفاتح ثم إلى اللون الأبيض التام ولهذا سميت بالمياه البيضاء.
* ما هي أعراضها؟
- يشعر المريض بصعوبة في الرؤية أو عتامة أو ضبابية كما لو أنها دخان ويشعر بصعوبة في القراءة حتى لو في سن مبكر إن كانت هذه العتامة مركزية.
* الصعوبة في القراءة هل تكون بأنه يشعر بأن الكتابة غير واضحة أو وجود ضباب؟
- نعم يشعر بضباب وتزداد في بعض الأحيان عندما تكون المياه البيضاء في الجزء المركزي للعين وذلك للعين وناتج عن أن حدقة العين تضيق بالتعرض للشمس أو في القراءة . . . وتكون في الحالات المتقدمة كثيراً.
* هل يمكن أن يشعر بوجود ضباب دون أن يكون واضحاً للمشاهدة بالعين المجردة وجود مياه بيضاء؟
- وارد جداً حتى مراحل تعتبر متقدمة من المياه البيضاء ممكن لا تظهر للعين المجردة فقط الكشف المجهري يبين التشخيص.
* عندما يشعر المريض بهذه الأعراض ما هي الخطوات التي تقوم بها كطبيب متخصص؟
- كبداية نجري له فحصاً شاملاً للعين بما فيها فحص النظارة. فإذا وصل المريض إلى قناعة أن النظارة ممكن تغنيه عن عمل أي إجراء جراحي نفضل له الاستمرار بالنظارة. أما العملية الجراحية فتكون حسب الاحتياج كخطوات فنبدأ بالنظارة وإعطاء قطرات طبية توسع حدقة العين لإبعاد العتامة عن المنطقة المركزية والعملية الجراحية نخير فيها المريض . . فبعض المرضى عملهم دقيق ويتطلب قراءة متواصلة كالمهندسين والمدرسين وغيرهم, ممكن بمجرد أن يقل نظره من 6-6 إلى 6-9 أو 6-12 يقول إنه محتاج إلى عملية. بينما شخص آخر عمله لا يحتاج إلى الدقة ممكن يصل إلى مراحل متقدمة من المياه البيضاء وهو غير محتاج للعملية . . . وهنا لابد من النقاش بين الطبيب والمريض يصل فيها إلى قناعة وفيها يحدد ما إذا كان يحتاج لعملية أولاً وفي بعض الأحيان تكون ضرورية وفيها يمكن رؤيتها بالعين المجردة وتسبب معها ارتفاع ضغط العين وهنا تقع الخطورة.
* نفهم من هذا أن التدخل الجراحي يكون عادة في مراحل متأخرة ما لم يختر المريض غير ذلك؟
- في المراحل المتقدمة من المرض تزيل النظارة هذه الغمامة وقد يستخدمها من سنة إلى سنتين دون تدخل جراحي. قديماً كان لا بد من الانتظار إلى وصول الحالة إلى مرحلة متأخرة للتدخل الجراحي أما الآن أصبح العلاج في المراحل المتقدمة أسهل عن طريق استخدام الليزر أو الموجات الصوتية.
* في أي سن تظهر المياه البيضاء؟
- في 70 إلى 80% من الحالات تصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 إلى 60 سنة وكلما زاد العمر زادت النسبة. في بعض الحالات تكون حالة خلقية أي موجودة منذ الولادة سواء في إحدى العينين أو كلاهما. في حالات أخرى ناتجة عن صدمات أو خبطات للعين في أي سن. والحالات الزائدة بسبب التقدم في العمر ناتجة بسبب بعض الأمراض العضوية كالسكر.
* هل هناك بعض الأفراد يصلون إلى سن 50 أو 60 دون الإصابة بهذا المرض . . . . بمعنى آخر هل هي حتمية؟
- ليست حتمية . . فهناك 10% لا يكونون مصابين بهذا المرض.
* هل هناك عوامل وراثية تؤثر على هذا المرض؟
- بعض الجينات مؤثرة ويعتبر تشكيلة من الأمراض مع بعض بما فيها وجود المياه البيضاء . . بمعنى أن الوراثة لها دور.
* هل هناك أنواع من الطعام أو الممارسة الحياتية تزيد من احتمالات الإصابة بالمياه البيضاء؟
- لا يوجد تأثير للطعام. فلم يثبت حتى الآن وجود تأثير إلا لمرضى السكر. أما من حيث ممارسة الحياة اليومية فإن التعرض الدائم للشمس والتعرض للأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء والأعمال التي تعرض صاحبها للعنف وإمكانية الإصابة بضربات تزيد من احتمالات الإصابة بالمياه البيضاء مبكراً . .
* معنى ذلك أن المناطق الجغرافية ذات المناخ البارد والشمس النادرة لا تنتشر فيها المياه البيضاء؟
- لم يسبق أن وجدت علاقة بالمناخ عموماً. كما أن نسبة المصابين بالمياه البيضاء عالية في أمريكا وأوروبا بالنسبة للسن الصغير بالرغم من وجود الجو البارد . . . لكن التأثير الأكبر يعود للأشعة التي يتعرض لها الشخص.
* ما هي مراحل العلاج؟
- نبدأ بالنظارة الطبية، نضع قطرات لتوسيع حدقة العين لكي تبعد العتامة من المنطقة المركزية. بالنسبة للموضوع الجراحي نبدأ نخير المريض خصوصاً إذا كانت في مرحلة متأخرة أو يتطلب عمله قراءة مستمرة أو عمله دقيق يحتاج لدرجة نظر لا تقل عن 6- 6 إلى 6-12 ويريد إجراء العملية. ويأتي ذلك عن طريق التحدث مع الطبيب بشكل يرضي المريض. وفي بعض الأحيان توصل المياه البيضاء إلى مرحلة يجب فيها إجراء العملية لأنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين.
* ما هي الأساليب التقنية المختلفة لعمليات معالجة المياه البيضاء؟
- في الوقت الحالي توجد ثلاث طرق وهي:
1- الجراحة التقليدية: ونلجأ إليها عندما تكون الحالة داخل العين غير واضحة للطبيب أثناء الجراحة فمثلاً هناك عتامة على القرنية أو مرض يمنع التدخل داخل العين. وتختلف الموجات الصوتية والليزر بأن الشق الجراحي أكبر ويتم إخراج العدسة وتنظيف المكونات الداخلية بعد سحب المياه ومن ثم زراعتها مرة أخرى.
2- الموجات الصوتية: جهاز يدخل داخل العين عن طريق فتحة صغيرة تصل إلى 1.5مم ويتم سحب المياه البيضاء عن طريق التفتيت بالموجات الصوتية وشفط المكونات البروتينية الموجودة في العدسة بعد التفتيت، ثم سحب العدسة في نفس الوقت وتزرع عدسة لينة من خلال الفتحة ذات 1.5 مم.
3- الليزر: نفس فكرة الموجات الصوتية ونفس فكرة التفتيت ولكن الطاقة الناتجة من الليزر في التفتيت أقل من الموجات وبالتالي الآثار الجانبية على القرنية أقل وأريد أن أوضح أن الليزر يتم بجراحة أيضاً يعني هناك شق جراحي يدخل منه الجهاز ويحصل التفتيت ثم شفط للمياه البيضاء لأن هناك من يعتقد أن الليزر لا يحتاج إلى شق جراحي.
* أيهم أكثر أماناً؟
- الموجات الصوتية . . لأن عمليات الليزر لعلاج المياه البيضاء - إلى الآن - ليست منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وتحتاج إلى خبرة جراح محنك.
* ما المدة التي يستغرقها كل نوع من هذه الأنواع؟
- مدة العمليات بدأت تقل فالتخدير أصبح بالقطرة ولابد أن يكون المريض متعاوناً في كل خطوة من الخطوات: التخدير الموضعي حول العين بالإبر ويأخذ 10- 15 دقيقة. ثم إجراء الجراحة سواء بالموجات الصوتية أو بالجراحة التقليدية تستغرق من ? ساعة مع جراح متوسط الخبرة وقد تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة لو كان الجراح ذا خبرة طويلة. في عمليات الموجات الصوتية على حسب تفتيت العدسة عدسة لينة 10 - 15 دقيقة وبعضها ننتظر ? ساعة . . ويمكن القول إن وقت العملية أو الجراحة تستغرق من 15 - 30 دقيقة بخلاف وقت التخدير.
* بعد إجراء العملية ما هي الفترة اللازمة لاستعادة الوضع الطبيعي للعين؟
- بعد العملية لا تزيد فترة إقامة المريض في المركز عن ساعة أو ساعتين. بعض المرضى يطلب تخديراً كلياً. وفي هذه الحالة يبقى المريض حوالي 5 إلى 6 ساعات ومن ثم يستطيع أن يذهب لمنزله. في اليوم الثاني بعد العملية يستطيع 80 % من المرضى أن يرى بنسبة 90%. ومع التحسن التدريجي في فترة نقاهة أطول فيستعيد المريض النظر كما كان قبل إصابته بالمياه البيضاء خلال مدة ما بين شهر أو شهر ونصف الشهر. وفي حالة وجود بعض الغرز تحتاج لإزالة أو ضبط بالنظارة أو غيرها. أما في حالة الموجات الصوتية والليزر خلال أسبوع يستعيد معظم درجة الإبصار ويستطيع فيها الاستغناء عن النظارة نتيجة زرع العدسة. وهناك نقطة أحب أن أنوه عنها وهو أن بعض المرضى بعد العملية يقول أنا لا أرى 6-6 وهنا نقول إن الرؤية بعد العملية تعود في ثاني يوم منها بنسبة 90 % من الدرجة التي كان عليها المريض قبل الإصابة بالمياه البيضاء فإذا كانت درجة إبصار المريض قبل العملية 6-6 حتى بوجود نظارة نقول إن من الممكن أن يصل إلى نفس الدرجة بعد العملية إن شاء الله.
* ما هي الحالات التي يمنع فيها إجراء العمليات الجراحية للمياه البيضاء؟
- لا يوجد حالات تعتبر ممنوعة. ولكن يوجد بعض الحالات التي يجب فيها اتخاذ الحيطة في بعض الأمراض مثل التهاب القزحية. أو أن المياه البيضاء وصلت إلى مرحلة أدت إلى ارتفاع ضغط العين هنا لابد من عملها. وقبل إجراء العملية - على سبيل المثال - لمريض يوجد عنده التهاب قزحية أو التهاب داخل العين لابد من تغطية العين بكمية قوية جداً من القطرات والأدوية قبل إجراء العملية بفترة بأقل من أسبوع وبعد العملية أيضاً. وفي بعض الحالات مثل ارتفاع ضغط العين بأخذ المريض أدوية لإنزال ضغط العين قبل إجراء العملية.
* هل هناك وقاية من هذا المرض؟
- لا توجد وقاية. والحل الوحيد الذي ننصح به المريض هو استخدام نظارة شمسية لحماية العين من وصول أشعة الشمس الضارة للعين.

د.أحمد عبد الهادي
اختصاصي طب وجراحة العيون

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved