Monday 7th March,200511848العددالأثنين 26 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

الحبر الأخضرالحبر الأخضر
الباحة تحتضن قادة العمل التربوي (التربية والمواطنة)
د. عثمان بن صالح العامر

يرعى مساء هذا اليوم الاثنين 26 من شهر الله الحرام عام 1426 للهجرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالله أمير منطقة الباحة بدء فعاليات لقاء قادة العمل التربوي الثالث عشر والذي تستضيفه وتنظمه هذا العام الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الباحة بالتعاون مع الأمانة العامة لإدارات التربية والتعليم في الوزارة.. ويحضره معالي وزير التربية والتعليم ومعالي نائبه ووكلاء الوزارة والوكلاء المساعدون وعدد من مديري العموم في الوزارة المعنيين بصورة مباشرة في القضايا المطروحة على طاولة النقاش.. كما يشارك في هذا اللقاء مديرو عموم التربية والتعليم في مناطق المملكة ومديرو التربية والتعليم في الإدارات التعليمية وعمداء كليات المعلمين وعميدات كليات التربية للبنات في مناطق المملكة المختلفة..
ومن نافلة القول هنا ان هذه اللقاءات التربوية لقادة العمل التربوي في المملكة العربية السعودية - والتي بدأت حينما كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وزيراً للمعارف وعلى وجه التحديد في شهر رجب عام 1377 للهجرة إذ عقد في الرياض المؤتمر التعليمي الأول لمديري التعليم والمفتشين بالمناطق.. أقول لقد كانت هذه اللقاءات وما زالت فرصة سانحة للقيام بمراجعة دورية لأداء مؤسساتنا التربوية ومعرفة واقع مدارسنا في الميدان. كما أنها فرصة سانحة لعرض الدراسات والتجارب الميدانية وتبادل الخبرات وإقرار النظم والسياسات المناسبة بعد المشاورة والمداورة مع من هم في الميدان لتحسين وتطوير العملية التربوية والتعليمية بأركانها المعروفة.. ولقد سبق هذا اللقاء باثني عشر لقاء تربويا الأول والثاني والثالث كانت في الرياض والرابع في منطقة تبوك.. وخامسها كان في القصيم تحت شعار (التعليم مشروع استثماري مربح) وقد اشتمل هذا اللقاء على عدة جلسات عمل علمية ثرية وهامة وخلص إلى جملة توصيات كان لها انعكاس إيجابي في الميدان.. تلاه اللقاء السادس الذي كان في عسير عام 1418 وشعاره (استشراف مستقبل التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية) أما اللقاء السابع فقد احتضنته منطقة الرياض التعليمية عام 1419 تحت شعار (العمل التربوي: تطوير وتفعيل) وفي المنطقة الشرقية كان اللقاء الثامن تحت شعار (الإدارة التربوية).. وكانت (التربية الأخلاقية وتحديات العصر) هي شعار اللقاء التاسع في المدينة المنورة.. وفي جدة كان اللقاء تحت شعار (تطوير التعليم.. مسؤولية مشتركة).. وفي 1-1-1424هـ توجه قادة العمل التربوي صوب جازان لمدارسة موضوع هام في العملية التربوية والتعليمية إنه (المعلم في عصر متجدد).. وقبل عام من يومنا هذا كان اللقاء الثاني عشر في مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية وكان موضوع اللقاء متمحوراً حول (الطالب بين متغيرات الحاضر وتحديات المستقبل).. وفي هذا العام يجتمع قادة التربية والتعليم للمطارحة والحوار حول موضوع هام خاصة ونحن في هذا الظرف الزمني الصعب إنه موضوع (التربية والمواطنة) ومن نافلة القول هنا أن المواطنة من القضايا القديمة المتجددة التي ما تلبث أن تفرض نفسها عند معالجة أي بعد من أبعاد التنمية بالمفهوم الإنساني الشامل بصفة خاصة ومشاريع الإصلاح والتطوير بصفة عامة. ويفسر ذلك ويبرهن عليه ما تناله هذه الإشكالية من اهتمام على المسارات التالية:
تشريعياً: حيث تتضمن دساتير جميع دول العالم تقنيناً لحقوق المواطن وواجباته.
تربوياً: حيث نظم التنشئة التي تسعى إلى تكريس وعي المواطنة قيماً وممارسات لدى النشء من أجل تحقق الاندماج الوطني.
سياسياً: في صورة بنى وآليات مؤسساتية تستوعب مشاركة أفراد المجتمع في بنية الدولة الوطنية المستقلة.
لقد احتلت هذه القضية مساحة كبيرة في الدراسات السياسية والاجتماعية والتربوية، وتعددت أبعاد المواطنة في علاقاتها الممتدة عبر قضايا تتمحور في علاقة الفرد بالمجتمع والدولة من خلال أطر قانونية منظمة للحقوق والواجبات، ومبينة مواصفات المواطن وأبعاد المواطنة حسب المنابع الفكرية للدولة ومرجعية نظيراتها السياسية.
وأنتجت أطروحات الفكر في مختلف دول العالم العديد من الرؤى الفكرية حول مفهوم المواطنة ومبادئها - حقوقها وواجباتها، تنوعت بتنوع مبادئ الفكر ونظريات السياسة. وفي العالم العربي اختلفت أطياف الفكر في نظرتها لهذه المسألة الهامة ليس فقط حسب الاختلاف المنهجي القطري بل أيضا في داخل القطر الواحد باختلاف وتباين الأيديولوجيات التي تعاقبت بتعاقب مراحل الحكم وإدارة الدولة في الحقب الزمنية المختلفة مما أوجد أنماطاً متعددة من الوعي لدى شرائح عريضة من الشعوب العربية تداخلت أحياناً وتصادمت أحياناً أخرى.. وأثرت على دوائر الانتماء مما أدى إلى العديد من الانعكاسات السلبية على مبدأ المواطنة ذاته فضلاً عن ممارساتها من قبل الأفراد.. ويأتي هذا اللقاء التربوي لمناقشة دور التربية في تعزيز المواطنة لدى أبناءنا الطلاب ذكوراً وإناثاً.. والأمل يحدونا بان يخلص المجتمعون إلى برنامج عمل ذي فاعلية إيجابية في هذا الخصوص يكون على أرض الواقع مع بداية العام الدراسي الجديد بإذن الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved