Monday 7th March,200511848العددالأثنين 26 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
توقيت الانسحاب السوري
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حسنا فعل الرئيس بشار الأسد حينما أراح واستراح.. أراح السوريين والعرب جميعاً، بعد أنْ أعلن عن انسحاب القوات السورية إلى منطقة البقاع اللبنانية المحاذية للحدود اللبنانية السورية، يتبعها في مرحلة ثانية الانسحاب إلى الحدود وفق بنود اتفاق الطائف، وتوافقاً مع القرار الدولي 1559.
واستراح الرئيس الأسد ومعه السوريون والعرب الذين يزعجهم ما يخطط لسوريا، إذ لابدّ وأنَّ قرار الرئيس بشار سيريحه شخصيَّاً والسوريين من الضغوط التي تكثفت دولياً، وبالذات من القوى الكبرى التي تسعى لتحرير مخططاتها في المنطقة خدمةً لمصالح باتت مكشوفة تتوافق مع أجندة يجري تنفيذها.
وهذه القوى سوف لن تدع سوريا ولبنان بعد القرار الرئاسي السوري، فقد صدرت إشارات من واشنطن تشير إلى أنَّ الانسحاب يجب أنْ يكون كاملاً وفوريَّاً متسلحة بالقرار الدولي 1559 معتبرة أنه مطلب الأسرة الدولية.. والواقع إنَّ التفسير الأمريكي فيه تجنٍ كثيرٌ على الحقيقة والإمكانات التي يجب أن تراعى في مثل هذه الحالات.. فالرئيس الأسد أعلن عن أنَّ القوات السورية ستنسحب بالكامل إلى منطقة البقاع، ومن ثمّ إلى منطقة الحدود اللبنانية السورية، وأنَّ المجلس السوري اللبناني يجتمع خلال هذا الأسبوع لإقرار خطة الانسحاب.
وهكذا فإنَّ عملية الانسحاب لابدّ أنْ تتم وفق خطة مركبة، خطة تقنن سحب القوات السورية وتجميعها في منطقة البقاع تمهيداً لتمركزها على الحدود، وهذا تصرف تلجأ إليه جميع الجيوش عند انسحابها، خاصة أنَّ القوات السورية في حالة حرب مع القوات الإسرائيلية وتغطية انسحابها وإعداد مواضعها الجديدة تحتاج إلى خطط ووقت.
وخطة أخرى للقوات اللبنانية التي ستحلُّ محلَّ القوات السورية المنسحبة، وذلك فإنَّ المجلس السوري اللبناني سيعنى بهذه المسائل حتى لا تترك الساحة اللبنانية مسرحاً للفوضى يعيد الأوضاع المنفلتة التي كانت سائدة إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي عانى منها لبنان، وكان لسوريا دور إيجابي في وقفها وإنهائها.
إذن التوقيت الذي تضمنه القرار الرئاسي السوري توقيتٌ منطقي يتوافق مع المتطلبات العسكرية والأمنية في مثل هذه الحالات.. والوقت الذي تضمنه خطاب الرئيس بشار الأسد يمكن أنْ يتقلص أو يتمدد حسب الظروف السياسية والأمنية المستجدة، وسرعة إنجاز المهام التي على القوات السورية المنسحبة إنجازها، إذ يمكن أنْ يتم الانسحاب قبل الموعد المحدد وأنَّ مجلس التنسيق السوري اللبناني قد يجتمع مبكراً ويقرّ خطط الانسحاب السوري وخطط الإحلال من قبل الجيش اللبناني، فمثل هذه التحركات العسكرية لا يمكن الإعلان عنها مسبقاً، حتى وإنْ اتخذ القرار السياسي للانسحاب.
المهم: إنَّ القرار اتخذ، ولذا يجب تهيئة الأوضاع والظروف لإنجاز الانسحاب عسكريَّاً وليس التشكيك في أهداف ومواعيد الانسحاب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved