Monday 7th March,200511848العددالأثنين 26 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

الكلمة لك.. فكرة جديدة حبذا لو تم تفعيلها وتعميمهاالكلمة لك.. فكرة جديدة حبذا لو تم تفعيلها وتعميمها
عبد الله صالح محمد الحمود (*)

لقد غمرتني الفرحة والبهجة، وأنا أطالع برنامجاً تليفزيونياً، يحمل اسماً فريداً هو (الكلمة لك) يقدمه الدكتور المبدع الخلاق عبد الله الفوزان الأستاذ المشارك في علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، والذي ظهر من خلال قناة إم. بي. سي والتلفزيون السعودي. لقد كان برنامجاً نوعياً، وبالرغم من أنه يختص إعلامياً بمواجهة الإرهاب ومخاطره، إلا أن ما لفت نظري وزاد من شغفي نحو المشاهدة والمتابعة له، هو مشاركة نخبة من شبان الوطن، معظمهم - إن لم يكونوا جميعهم - طلاب في عدد من كلياتنا التعليمية، فقد أعجبني ذلك الطرح العلمي من هؤلاء الفتية، وهم يتلقون أسئلة واستفسارات مقدم البرنامج، وأتأمل وأتنبأ لهم في الوقت نفسه بمستقبل زاهر - بمشيئة الله - خدمة لوطنهم المعطاء، وقد كانت تطرح عليهم أسئلة ربما يعتقد البعض من المشاهدين وقتها أن من المفترض ألا يقحم فيها إلا أشخاص يكبرونهم عمرياً، وربما تجاه جيل يسبقهم، إلا أن المفاجأة السارة التي حدثت أمامي أنهم في سن الشباب، والمتعارف عليه في علم الاجتماع للفئة العمرية التي تتراوح بين 20 و30 سنة، بل كان البعض منهم أقل سناً من 20 عاماً. إن ما وددت التعليق عليه هنا، هو أن هؤلاء الفتية لم تكن لهم القدرة على العطاء المعلوماتي الممزوج بثقافة علمية إلا من خلال أسباب أكسبتهم هذه المعطيات، فلا شك أن من أساسيات هذه الأمور منحهم الثقة في الطرح والمناقشة سواء جراء تربية آبائهم لهم، أو ممن يختلطون معهم بين وقت وآخر، وصولاً إلى المعلم الذي يلتقي بهم في مؤسساتهم التعليمية، ولهذا إذا ما أردنا أن يكون لدينا جيل مقدام، وجيل يدرك ما يحتاج إليه مجتمعه، وينهل من علوم ثقافية متعددة، لابد لنا من مؤازرته وتذليل كل السبل الممكنة له، فالتعليم التلقيني التقليدي المبني على طرائق الحفظ، والقائم على أن العطاء والهيمنة في بيئة الدراسة هما للمعلم أو الأستاذ الجامعي فحسب، وأنه لا مشاركة للطالب في إلقاء الكلمة تلو الأخرى، وإبداء الرأي، تمهيداً لبناء شخصية علها تنضج مبكراً، وتثري مجتمعاً لن يقوم - بعد الله - إلا على سواعد أبنائه وبناته، فبدون ذلك لن نحصل على أجيال يعود نفعها على وطنها، بنمط مغاير ومتطور، كما أن المعلم خصوصاً في هذا العصر لا بدّ أن يتسم بمواصفات المربي الشريك مع طلبته، والمربية الشريكة مع طالباتها، لا أن ينفردا وحدهما داخل بيئة التعليم، ويمضيا قدماً في سياسة تعليمية جلها يتوقف على النهج التلقيني فحسب، ذلك النمط الذي لم يعد يجدي في زمن أصبحت فيه المعلومة تسابق الزمن، ولهذا فنحن في حاجة إلى إيجاد نقلة نوعية في طرائق التدريس، تلك التي يشارك فيها المعلم والأستاذ طلابه من خلال بيئة تعليمية تربوية موحدة كاسرة الحواجز النفسية، وتملأ عقول الأجيال بعلوم معرفية في سن مبكرة حتى نرى شراكة ذات معنى بين المؤسسة التعليمية والحياة العملية.

(*) الباحث في شؤون الموارد البشرية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved