* الرياض - الجزيرة: رأس وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمكتبه في الوزارة بالرياض أمس جلسة لمجلس الدعوة والإرشاد بحضور أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة أعضاء المجلس لمناقشة عدد من المسائل والموضوعات المتعلقة بأمور الدعوة إلى الله تعالى. وقد ارتجل معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمة في فاتحة هذا الاجتماع الثالث عشر من اجتماعات المجلس، رحب فيها بأصحاب الفضيلة والمعالي أعضاء مجلس الدعوة والإرشاد، وسأل الله - جلّ وعلا - أن يكلل جهود الجميع بالنجاح. وقال معاليه: ويسرني في البداية أن أشكر لجميع أعضاء المجلس تفاعلهم فيما سبق وجهدهم في إنجاح هذ المجلس، كما أننا نطمح إلى مزيد من الفاعلية لهذا المجلس على الأقل في جهاتنا الممثلة في هذا المجلس وإذا اتفقنا على قرارات فإنها تنفذ في الجهات التي هي أعضاء في مجلس الدعوة والإرشاد، ومما هو معلوم لدى الجميع أن المشكلة الأولى في هذا الوقت هي المتعلقة بتيار التكفير، والتفجير، والغلو، وما يقابله من تيار الانفتاح غير المدروس، او ما يكتب في الصحافة من نشر لأفكار وآراء أحياناً لا تكون على مساس وعلى قاعدة منطلقة مما تميزت به المملكة العربية السعودية. ومضى معاليه يقول: إن بلادنا - ولله الحمد - بلاد متميزة في عقيدتها، ومستمسكة بكتاب ربها وبسنّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أساس لا يمكن أن نحيد عنه، وكذلك بأقوال أهل العلم والرجوع إليهم فيما يكون من أمور عامة أو خاصة.. وفي السياق ذاته، أبان معالي رئيس مجلس الدعوة والإرشاد قائلاً: إن تطوير الأداء في الأجهزة، أو تطوير المعطيات السياسية، أو توسيع المشاركة حول إصلاح فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية، أو في بعض نواحي العمل، ونحو ذلك، هذا مطلوب إذا كان في إطار، إطار الشريعة الإسلامية، هذا ما يحرص عليه ولاة الأمر - وفقهم الله - ولكننا نجد أيضاً بعض الكتابات التي تريد تغريبنا بالبلد، وهذا أمر غير مطلوب، بل هو مرفوض، ولذلك مشكلتنا الرئيسة حقيقة مدافعة الغلو في الجانبين، الغلو الفكري العقدي الديني بما يمثل التيار التكفير والتفجير، وكذلك الغلو فيمن يتناول قيمنا، وأصولنا، ويتناول أساسات هذا البلد التي قامت عليها، بل ذهب بعضهم إلى تناول أئمة الإسلام، فنالوا من الإمام أحمد، والإمام ابن تيمية، والإمام محمد بن عبدالوهاب، وكتبوا كتابات متنوعة، فهذا يتهم ابن تيمية بأنه مريض نفسي، وآخر أن الإمام أحمد هو كذا، والثالث يقول: إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب إنه كذا، هذا ليس المقصود منه ذوات هؤلاء العلماء، وإنما المقصود منه الأساس الذي قامت عليه الدولة، لأن أساس العلم الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية هو أساس الدعوة السلفية، وهؤلاء الأئمة هم رموز هذه الدعوة، وهم أئمتها وقدوتها، فإذا اهتزت الثقة بهؤلاء فهو قطع للحاضر عن الماضي، وبالتالي إفساد للأمور بشكل أو بآخر. وبين معاليه قائلاً: إن أعضاء المجلس وما يمثلونه من جهات لا شك الجميع يبذلون الكثير والكثير في هذا الصدد، لكننا بحاجة إلى أن يكون هناك مزيد من الفاعلية في الجهات الممثلة في المجلس، خاصة في تيار التفكير، والتفجير، والغلو، والإرهاب، لأن الإرهاب وإن كان ظاهرياً أنه خف، لكن هذه الخلايا تنام فترة، ثم بعد ذلك تنشط حتى ولو بعد سنتين، أو ثلاث، فحادث التفجير الذي وقع في العليا عام سبعة عشر نام سنوات، وظهرت تفجيرات أخرى، لذلك محاربة هذا الفكر ليس سهلاً، وليس قصير المدى، لا بد أن يكون طويل المدى، وأن تؤصل مبادئ الوسطية والاعتدال بالمفهوم الشرعي الصحيح على وفق سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعليم الناس العقيدة الصحيحة، وأصول أهل السنّة والجماعة في لزوم الجماعة، وطاعة ولاة الأمور، والإنقياد لأهل العلم، وعدم الإفتاء بغير علم، ونحو ذلك. وعبر معاليه عن تطلعه للإخوة أصحاب المعالي والفضيلة أعضاء مجلس في جهاتهم إلى مزيد من النشاط، والتركيز على خطر هذا التيار، وأن نكون أكثر فاعلية، وقال - في هذا الصدد -: إنه قد لا تأتي موضوعات كثيرة تتعلق بذلك فيما يعرض من جدوى، لكن هذا لا بد أن يستصحب دائماً، لأن المشكلة تتأزم، واليوم نسمع فلان فقد من الجامعة، طالب كان في الكلية ولم يعد في الكلية، وآخر كان في مسجده أين راح؟ لا نعلم أين ذهب؟، وأب يقول والله أنا فقدت ابني من أيام، إذا معناه أن هناك نشاطا لجلب هؤلاء الشباب لتيارات ولمنظمات الجماعات الإرهابية بشكل أو بآخر. وفي ختام كلمته، سأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد، بعد ذلك بدأت مناقشة جدول أعمال الجلسة الثالثة عشرة لمجلس الدعوة والإرشاد.
|