* الطائف - فهد سالم الثبيتي:
عادت من جديد الظاهرة الغريبة التي مسرحها إحدى المزارع الواقعة في منطقة العرفاء شمال الطائف 40 كم، التي كانت تشكو من طلقات نارية مكثفة تنهال عليها باستمرار في كل يوم مجهولة المصدر نفقت على إثرها العديد من الأغنام قتلا جراء هذا الرصاص الكثيف الذي يستمر لأكثر من خمس ساعات متواصلة دون توقف، مما شلَّ حركة المنطقة وزرع الرعب في نفوس العمالة الموجودة بكثرة في هذه المنطقة المليئة بالمزارع الكبيرة والاستراحات والمأهولة بالسكان الذين يخافون أن يقتلوا مع هذه الأغنام.
وكانت وزارة الداخلية قد وجهت بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على هذه المزارع المتضررة من الطلقات النارية التي تصل إليها بعد أن كشف مصدرها من تدريب خاص بالرماية مواجه تماماً لهذه المزارع والمنطقة. ورفعت اللجنة نتائج ومرئيات إبان وقوفها على الموقع والالتقاء بصاحب المزرعة المتضررة، وبناء على ذلك أصدرت وزارة الداخلية أوامرها وتوجيهاتها المُبلغة لإمارة منطقة مكة المكرمة بنقل مقر التدريب لموقع آخر أو بناء جدار عازل طوله 35 \15م يمنع وصول الرصاص للمزرعة، وقد تم إبلاغ المسؤولين عن تدريب الرماية عن طريق مركزي شرطة العرفاء والحوية وعليه قد توقف إطلاق النار منذ شهر ذي القعدة من عام 1424هـ وظل متوقفاً طوال الفترة، إلا انه عاد مجدداً وبشكل كثيف منذ اسبوعين تقريباً الأمر الذي ساعد في هروب عدد كبير من العمالة وتهجيرهم، ففي البداية بدلاً من أن يقوموا برعاية الأغنام والاهتمام والعناية بالمزرعة أخذوا يرفعون الرصاص الكثيف من الأرض وبات هذا عملهم اليومي، إلا ان المزارع تبدو خالية تماماً في الوقت الحاضر منهم بعد هروبهم إضافة إلى عودة الخوف والفزع لدى الأهالي بالمنطقة، وكانت النتيجة مع هذه العودة لإطلاق النار مقتل تسعة رؤوس من الأغنام داخل الحظائر المواجهة لمقر التدريب وهي من أصل ستمائة رأس ربما تتناقص خلال الأيام القادمة.
كما نتج عن ذلك إصابة حارس المزرعة (عبد الونيس) مصري بطلقتين ناريتين في أنفه، والأخرى في جانبه الأيمن بالقرب من قلبه وبقي متأثراً بالإصابة داخل المزرعة لحين حضور الدوريات الأمنية ورجال الشرطة من مركز الحوية الذين قاموا بنقله الطريق العام لحين وصول إسعاف الهلال الأحمر الذي نقله إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف كونه يعاني من إصابات خطرة بفعل الطلقات النارية وتم تنويمه. وقد تأثرت كامل المزارع المواجهة للموقع الصادر منه إطلاق النار حيث أُتلفت الليات البلاستيكية الموصلة للمياه بالمزرعة بالإضافة إلى تعطيب المكائن الخاصة بالمياه وتأثرت حظائر الأغنام من جراء هذه الطلقات.
مركز شرطة الحوية اطلع على هذه الأحداث وعودتها من جديد لدى وقوفه على كامل الأضرار وذلك بحضور الملازم محمد العصيمي وتم إعداد محضر وتقرير للواقعة ليتم رفعه لاحقاً لدى إدارة الشرطة بالمحافظة وقاموا بالاتصال على المسؤولين بتدريب الرماية لإبلاغهم عما حدث وتم إيقاف هذا الإطلاق ليعاودوا العملية مرة أخرى صباح أمس الأحد.
صاحب المزرعة المتضررة (عبد الله القرشي) أبدى أسفه لما حدث واستغرب عودة إطلاق النار وبكثافة مرة أخرى بعد ان توقف لأكثر من عام وفق التوجيهات والأوامر الصادرة من وزارة الداخلية وإمارة منطقة مكة المكرمة.
وأشار القرشي إلى أن المزرعة مملوكة لوالده وللأسرة منذ 25 عاما، مؤكدا أن الأغنام الموجودة بها عددها يتناقص من جراء قتلها بفعل الرصاص الذي ينهال على حظائرها من الجنوب باتجاه الخط الرئيسي، مشيراً إلى أنه التقى بمدير شرطة محافظة الطائف اللواء مساعد بن محمد العتيبي وبمساعده العميد سعد الثبيتي وأخبرهما بعودة إطلاق مرة أخرى وان ذلك يشكل خطراً عليهم وعلى السكان بالمنطقة المقابلة للموقع وهم بدورهم أبلغوا مركز شرطة الحوية للاطلاع والوقوف على ما حدث، مؤكدا أن الشرطة وقفت على الحدث بعد إصابة حارس المزرعة وتم إخراج الرصاص من الأغنام.
يذكر ان (الجزيرة) انفردت بنشر تفاصيل بداية الحادثة وذلك بالعدد 11424 يوم الخميس 16 من ذي القعدة 1424هـ وبعد أن توقفت لأكثر من عام عادت مرة أخرى.
| 
"الاخيــرة"