Monday 7th March,200511848العددالأثنين 26 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الظواهر الصحية بحائل وحاجتها للبحث والتقصيالظواهر الصحية بحائل وحاجتها للبحث والتقصي

تهتم كثير من الدول بالظواهر والكوارث الطارئة سواء كانت طبيعية أو صحية أو اجتماعية وتبادر إلى إعلان حالة الطوارئ والاستنفار وتسخر كافة إمكاناتها البشرية والمادية للحيلولة دون استشراء أو انتشار تلك الظواهر لما لها من أثر على حياة الشعوب والطبيعة.. جنون البقر جنن الشعوب الغربية وأنفلونزا الطيور أثارت الرعب في أوساط الشعوب الشرقية وتناولها الوسائط الإعلامية وركزت عليها بشكل يتناسب مع أهمية الحدث وحجم المشكلة، في الوطن العربي والخليجي على وجه التحديد تتعامل مع هذه الظاهرة والكوارث بعد استفحالها وأكلها للأخضر واليابس وعندها تستيقظ وتصحو تلك الجهات المعنية من نومها العميق وتعلن الطوارئ بعد أن فات الصوت كما يقول المثل الشعبي.. ولولا تفاعل الإعلام المقروء والمسموع وإثارته لتلك الظواهر لظلت تلك الجهات على عادتها المألوفة نوم عميق وراحة مستمرة.. جريدة (الجزيرة) كثيراً ما تطرح قضايا ومشكلات وظواهر وتنشرها ثم بعد ذلك نجد تفاعلاً من الجهات المتخصصة والمعنية عنها. وهنا يتضح لنا أهمية الإعلام ودوره وضرورته لنشر هذه المشكلات والظواهر دون تحفظ. وثانياً يؤكد غياب البرامج الوقائية والدراسات العلمية والمسوحات الميدانية لكافة مناطق المملكة. ولعل الشأن البيئي ما زال غائباً عن العناية والاهتمام العملي لذا غالبية المؤسسات ذات القواسم المشتركة بينها.. نعود قليلاً للوراء للتذكير فقط، حمى الوادي المتصدع الذي حل بأهلنا في الجنوب -حماهم الله من كل مكروه- فتك وأهلك وأفزع الكثير من أبناء تلك المنطقة وتمت المعالجة له بعد الاستفحال والانتشار السريع مما حدا بالاستنفار للجهات ذات المسؤولية المباشرة وسخرت كافة الإمكانات البشرية والمالية بناء على توجيهات فورية من ولاة الأمر - حفظهم الله- وتوافد المسؤولون الكبار وتحديداً الوزراء وباتوا فيها أياماً وليالي يجوبون القرى والأرياف دون طوابع البروتوكولات المألوفة حتى تغيرت بشرة وجوههم وعانوا من التعب والإرهاق وتم - ولله الحمد- مكافحة هذا الداء الذي كلف مئات الملايين من الريالات والتي بالإمكان استغلالها في تنفيذ مشاريع تنموية.. كنت أظن أنها تجربة يجب الاستفادة منها، ففي حائل بدأت ظاهرة صحية خطيرة بالنمو والزيادة وهو مرض السرطان وداء الكبد الوبائي وباتت الناس تتحدث عنه، ففي جلسة مع زملاء في العمل كان الحديث يدور حول هذه المواضيع، فقال الأول أن زوجتين لأعمامي أحدهما توفيت قبل أسابيع بسبب داء السرطان والأخرى لا زالت تتردد على مستشفى التخصصي بالرياض، وقال الثاني إن زوجة لجاري توفيت بداء السرطان وقريب لي فقد أبناء له بهذا الداء، والثالث من زملائي بالعمل يتردد بوالدته على مستشفى التخصصي بالرياض لمعالجتها من هذا الداء الخبيث، وأنا أعرف قريباً لي توفيت والدته قبل شهر بنفس هذا الداء، كما أعرف شخصاً توفي قبل شهر بداء الوباء الكبدي كما توفيت زوجته قبل أيام بداء السرطان. وسرد الزملاء الكثير مما يسمعون عنه وطرحت المسببات، منهم من قال الصرف الصحي الذي استفحل وظهرت آثاره على الأرض وبات سكان المدينة يعانون منه منذ سنوات وظلت الحلول محصورة بالاجتماعات واللقاءات والتصريحات الإعلامية المعتادة، ومنهم من أوعز السبب للمحولات والتمديدات الكهربائية الملاصقة للمباني السكنية، ومنهم من ألمح إلى مشكلة مياه الشرب، وأصبحنا نحلل ونخمن ولا نعلم السبب.. صحيح أن الشؤون الصحية بحائل غائبة ومغيبة لأننا نلتمس العذر لها في ظل انعدام الطاقات البشرية المؤهلة والإمكانات الطبية التي تساعدها على اكتشاف هذه الحالات واقتصر دورها على تحويل المرضى إلى مستشفى التخصصي بالرياض، وهنا نلقي باللائمة على المستشفى التخصصي كونه الذي يتولى التشخيص وإجراء التحاليل المخبرية وإعطاء الجلسات الكيميائية لعلاج هذا الداء الخطير، فمن المفترض أن يكون هناك إحصائيات عن مدى انتشار هذا المرض في مناطق المملكة واشعار الجهات الصحية في حالة ملاحظة زيادة نسبة انتشاره في احد المناطق لتتولى دراسة المسببات وإجراء المسوحات الميدانية والتحاليل المخبرية للمياه والتربة ووضع الحلول العاجلة للحد من الانتشار والاستفحال. فهل نسمع رأي المستشفى التخصصي وكذا وزارة الصحة عن هذه الظاهرة؟

ناصر بن عبدالعزيز الرابح
حائل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved