أجزم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يتحمس للرد على البيان الأهلاوي الأخير إلا لأنه صادر بتوقيع رجل بقيمة ومكانة الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، ولأن اتحاد الكرة برئاسة الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز حريص على توضيح الأمور والتعليق على كثير من النقاط التي لم يوفق البيان في الاعتماد عليها، وربما يساء فهمها من قبل الجمهور الأهلاوي والجماهير السعودية بوجه عام..
كما أنني على يقين تام بأن أستاذنا محمد العبدي لم يبادر بطرح رأيه الجريء وتحليله العلمي للبيان إلا بسبب إدراكه أن مضامين البيان وتوقيته وأبعاده ليست في مصلحة الأهلي، ولأنها كذلك لا ترتقي إلى مستوى شخصية الأمير خالد بن عبد الله، ولا تتفق مع روائع فكره وبذله وسنوات خدمته.. فكان بحق طرحاً صحفياً منصفاً ومخلصاً للأمير خالد بمثل ما يخدم الأهلي ويبين أخطاءه ويضع النقاط على حروفه..!!
نحن بدورنا نشير إلى أن الأمير خالد بن عبد الله ليس كغيره من إداريي الأندية ممن تستهويهم لغة الملاسنات ويغريهم وهج الفلاشات وصخب التصريحات، ولا نريد أن يضيع الأهلي في زحمة الانفعالات والتجاوب مع المغالطات.. لذلك نأمل أن يكون ما جرى عبارة عن خطأ أهلاوي طارئ يمكن اصلاحه واحتواء آثاره وانعكاساته، لسبب بسيط وهو أن الأهلي سيكون وحده الخاسر الأكبر والجاني على نفسه بنفسه..!!
الأهلي والاتجاه الخاطئ!
في شتى هموم وشؤون الحياة وليس في الرياضة وحدها، من السهل إطلاق الشعارات وتوجيه الاتهامات إلى حيث تريد وبالأساليب التي تتفق مع قناعاتك وتحقق أهدافك، لكن من الصعب والصعب جداً في هذه الأثناء أن تقرأ واقعك وتشخص مشاكلك وأمراضك وبالتالي تتمكن من إيجاد الحلول الممكنة والعلاجات الشافية..
اللجوء لهكذا ممارسة باتت مكشوفة مبرراتها ومقاصدها، فتارة لإشغال الجماهير وصرف أنظارهم عن العلل الحقيقية، وأخرى لامتصاص الغضب وثالثة لمصادرة تفوق ونجاحات المنافسين والتقليل من شأنهم، ورابعة للحضور وإبراز الذات وتسجيل الانتصارات الشخصية.. نعم من حق أي متضرر أن يسجل موقفه ويبدي وجهة نظره ويدافع عن حقوقه وأن يلوم ويذكر بالاسم من يتسبب في إيذائه والتجني عليه، شريطة ألا تتجاوز الحدود المسموح بها وألا تكون قائمة على النوايا السيئة والاتهامات الباطلة والإساءات الشخصية، لأنها في هذه الحالة ستفقد قيمتها وتثير الشكوك في أهدافها ومصداقيتها، كما أنها ستمنع وتقطع طريق الوصول إلى الحقيقة..!!
كثيرة هي الأندية التي تورطت وذهبت ضحية الانقياد لنظرية المؤامرة ومفهوم الاستعداء، لم تعد قادرة أو بالأحرى لاتملك الوقت الكافي والعقول السوية لمراجعة حساباتها والتدقيق جيداً بقوائم (ما لها وما عليها)، وجدت في ترويج معتقداتها وتسويق أفكارها المقلوبة وكلماتها المضحكة خير وسيلة لعلاج أمراضها وإخفاء سلبياتها والتعتيم على أخطائها..!!
آخر المتورطين وأبرزهم النادي الأهلي، هذا الذي بدأ في الآونة الأخيرة يسير في نفق مظلم ومهلك، تقوده الأوهام، تتلاعب به وتضحك عليه الخيالات فانضم بكل جدارة واستحقاق لقائمة المرجفين، واستبدل لقب قلعة الذهب بقلعة أخرى مليئة بالمغالطات والشكوك والريبة، ترك الفهم الصحيح والقراءة الجادة لحاضره ومستقبله وطموحاته، فأصبح يتخبط بتصرفاته ويخطئ في حساباته وكذلك في مستوى نظرته وطريقة تعاملاته وأيضاً لغة خطابه وأسلوب تفاهمه.. وهنا الفجيعة الكبرى والغاية المنشودة والمشبوهة من ضجيج التصريحات وتهاويل البيانات..!!
قبل وقوع الكارثة
إزاء ما حدث من جماهير الأهلي في لقاء البنزرتي التونسي، ثم مباشرة في لقاء التعاون والحزم، وتحسباً لما هو آت وما يمكن أن تحمله الأيام القريبة المقبلة من أوضاع تتعدى المنافسات الكروية إلى خروج عن الأطوار وتخلي عن الحكمة وضبط النفس، ولأننا صراحة لسنا بحاجة إلى مزيد من العبث والشحن واللعب بنار الإيذاء والكراهية لمجرد تبرير الفشل والقفز فوق الحقائق والوقائع.. لهذا كله ومن أجل وطن يسوده الحب، ورياضة تتزين بالمنافسة الشريفة والروح العالية والأخلاق النبيلة، ومن المفترض وبشيء من الحزم والإصرار وعدم التهاون والإبطاء أن تعمل الجهات المعنية على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، والتمسك به دون إخلال بمحتوياته أو تراجع عن بنوده وقراراته..!!
اليوم، هنالك ضرورة ملحة لمواجهة (الفلتان) والتصدي له بكل أشكاله وألوانه وأياً كانت مصادره وأسبابه ومسمياته، على اعتبار أن أي تباطؤ في تنفيذ هذا المبدأ سيعني أن أجواء فوضوية ومخاطر جمة سوف تخيم على عقولنا قبل ملاعبنا الرياضية..!!
الأمير ممدوح والعيون الساخطة!
في الوقت الذي يواصل فيه النصر تألقه وتوهجه وجدارته في الوصول إلى الأدوار النهائية لمسابقتي الدوري والكأس بالرغم من الظروف الصعبة والمزعجة التي يعاني منها وفي مقدمتها حرمانه الاستفادة من اللاعبين غير السعوديين، أقول في هذا الوقت الذي كنا نتوقع فيه الإشادة والإعجاب بما يبذله رئيس النصر المكلف الأمير ممدوح بن عبد الرحمن نجد بين حين وآخر أن هنالك أصواتاً ومطالبات نصراوية تنادي بتغيير الرئيس لدرجة أن بعضها يؤكد على أنه تم بالفعل ترشيح واختيار الرئيس البديل عبر أنباء صحافية أشارت إلى عدد من الأسماء من بينها الأمير فيصل بن عبد الرحمن والأمير طلال بن بدر والأستاذ عساف العساف والأستاذ خالد البلطان..
الغريب هنا إنه بالرغم من تضارب وتناقض هذه الأخبار وتداولها في وقت حرج وحساس ومصيري لمشوار النصر، إلا أنه لم يصدر من إدارة النصر أي تعقيب أو تعليق، على النقيض تماماً مما تقوم به دائماً بالنسبة للأخبار غير المهمة والانتقادات الحيادية الموجهة إليها أو للفريق أو النادي عموماً..
الأكيد أنه بالإضافة إلى التأثير السلبي الناتج عن هذا التصعيد في إثارة أجواء مربكة وغير مستقرة للفريق، فإن الجمهور النصراوي هو الآخر أصبح متردداً وتفكيره مشتتاً ليس في استيعابه لما يدور وإنما في مسألة مشاركته وتقرير مصيره.. بدلاً من أن يكون دائماً وأبداً آخر من يعلم..!!
غرغرة
* في الأمسية الرياضية الناجحة لملتقى السيف، واصل الشيخ علي الجميعة مواقفه الأبوية ودعمه السخي لأندية منطقة حائل..
* هل يفطن بعض الإداريين في الهلال إلى وجود أشخاص قريبين منهم متحمسين لإثارة البلبلة داخل مجلس الإدارة وزعزعة استقراره..؟!
* ليست المرة الأولى التي يثبت فيها الزميل راضي المصارع أنه صوت إعلامي وقلم مبدع لم يتم استثماره والاستفادة من مواهبه..
* باستثناء ناد بعينه فإن جميع الأندية عانت وتضررت من الأخطاء التحكيمية، كان آخرها القادسية..
* مع احترامنا الشديد للقادسية وجدارته في التأهل لدور الأربعة، إلا أن خروج الشباب جعل الطريق ممهداً أمام النصر لبلوغ النهائي..!
* أبناء الغالب الكرام صورة مشرفة للبذل والعطاء وواجهة مضيئة لنادي الغوطة ومدينة موقق.
* المفاجأة الحقيقية تكمن في وجود فريق جميل وأنيق بمستوى الوطني في غياهب الدرجة الثانية.
| 
"الريـاضيـة"