عقد مؤتمر عدم الانحياز في نيودلهي

في مثل هذا اليوم من عام 1983 عقد مؤتمر قمة عدم الانحياز في العاصمة الهندية نيودلهي بحضور ممثلي مائة وثلاث دول حيث كانت هذه الحركة ثاني أكبر منظمة دولية من حيث عدد الأعضاء بعد الأمم المتحدة.
وكانت حركة عدم الانحياز قد عقدت أول مؤتمر لها في العاصمة اليوغوسلافية بلجراد عام 1961 .
وأمام هذا المؤتمر قال الرئيس المصري جمال عبد الناصر أحد الآباء الروحيين لهذه الحركة: وفقا لفهمي، هناك فارق بين عدم الانحياز والحياد.
الحياد تعبير يستخدم أثناء الحروب فقط، أما عدم الانحياز فيعني أنه ينبغي أن نقرر سياستنا وفقا لما نعتقده، لا وفقا لما يرضي هذه الدولة أو تلك.
وكانت الولادة الحقيقية لحركة عدم الانحياز قد تمت في مؤتمر باندونج عام 1955 الذي شاركت فيه 29 دولة من دول العالم الثالث حديثة العهد بالاستقلال التي كانت تسعى للتخلص من الارتباط بإحدى الكتلتين العظميين: الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حلف شمال الأطلنطي، والاتحاد السوفييتي وحلفائه في حلف وارسو.
أوجدت حركة عدم الانحياز نمطا فريدا للأسلوب الإداري، وصل إلى الاتفاق على عدم وضع دستور أو مبادئ أو سكرتارية دائمة للحركة، ويعزى ذلك - من وجهة نظرهم - إلى أن الاختلاف في أيديولوجيات ومصالح هذا العدد الكبير من الدول يحول دون إيجاد بنية إدارية يقبلها جميع الأعضاء، ومن ثم فالإدارة دورية وشاملة تضم جميع الدول الأعضاء، حيث تنتقل رئاسة الحركة إلى الدولة المضيفة للقمة، التي تستمر في رئاستها إلى أن يعقد مؤتمر القمة التالي، حيث تتولى الرئاسة من بعدها الدولة المضيفة له، وهكذا.
وبذلك فقد وضع عبء البنية الإدارية على عاتق الدولة التي تتولى الرئاسة، حيث يتحتم عليها إنشاء قسم كامل في وزارة الخارجية لمعالجة القضايا الخاصة بالحركة، وبما أن دول عدم الانحياز تجتمع بانتظام في الأمم المتحدة، فإن سفير الدولة التي تتولى الرئاسة في الأمم المتحدة يقوم بعمله كسفير لشؤون دول عدم الانحياز لدى المنظمة الدولية.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وانتهاء الحرب الباردة تراجعت أهمية هذه الحركة بشدة وأصبح وجودها غير محسوس بعد أن كانت أحد التكتلات الدولية المهمة خلال سنوات الحرب الباردة.