Thursday 10th March,200511851العددالخميس 29 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تحقيقات"

الأسواق منتزهات مؤقتة.. والسفر للخارج فرصتهم للاجتماع الأسريالأسواق منتزهات مؤقتة.. والسفر للخارج فرصتهم للاجتماع الأسري
تقسيم أيام الأسبوع بين النساء والرجال يؤدي إلى تفكيك الأسرة

* الرياض - عائشة العامودي:
تحتاج الأسرة بعد عناء أسبوع عمل ودراسة إلى اجازة نهاية الأسبوع للذهاب إلى الأماكن الترفيهية و المنتزهات للتنزه والراحة والاستمتاع.
ومع وجود ضوابط معينة وقوانين تمنع افراد الأسرة الواحدة من الاجتماع بهذه المنتزهات والأماكن الترفيهية للاستمتاع مما يدفعهم ذلك الاكتظاظ بالأسواق وانتظار الاجازة الصيفية للسفر خارج البلاد.
حول موضوع المنتزهات وتجمع الأسرة في الأماكن الترفيهية كان لنا هذا التحقيق.
ظاهرة غريبة في الرياض
الأستاذة سهام الدوسري بادارة التربية الخاصة.. تحدثت حول الموضوع قائلة: ظاهرة غريبة تبرز في المجتمع السعودي وخاصة في مدينة الرياض التي هي عاصمة البلاد وتعد من أكبر مدنها مساحة وسكاناً حيث يعدل سكانها ثلث سكان المملكة علماً أن هذه الكثافة تتطلب توفير كثير من المنتزهات ومراكز الترفيه التي -ولله الحمد- نجدها متوفرة وعلى مستوى جيد من الاعداد وتتوفر فيها أحدث الاجهزة والالعاب، ولكن توجد لهذه المنتزهات ومراكز الترفيه ضوابط وقوانين معينة خاصة في مدينة الرياض تمنع الأسرة الالتقاء بها جميعاً في وقت واحد.
وتؤكد الدوسري أن تحديد عمر الطفل عند الدخول وتحديد أيام في الاسبوع للسيدات واخرى للرجال يعمل على تفكيك شمل الأسرة في اجازة نهاية الاسبوع.. ويؤثر على نفسية الأبناء حيث يتم الغاء هذه النزهة بسبب هذه الأنظمة في الوقت الذي يكون فيه جميع أفراد الأسرة بحاجة للاجتماع والاستمتاع بجميع الامكانات المتوفرة وخلق جوي آخر يختلف عن جو المنزل من حيث التعاون والتعبير عن الرأي واكتساب مهارات أخرى.
وتجزم سهام.. أن تطبيق نظام العوائل في جميع المراكز والمنتزهات مع وجود (الأمن الأسري) ممثل بالأب والأم مع ابنائهما يسهم بطريقة مباشرة في الحد من انفراد الأبناء مع اقرانهم من الشباب الذين ربما يكونون سبباً في اكتسابهم سلوكاً غير لائق، كذلك يحد من انفراد رب الأسرة في المنتزهات والاستراحات التي تساهم أيضاً في ابتعاده عن متابعة ابنائه وبناته.. ويمنع مكوث الابن ذي السن الحادية عشرة مع السائق فترة تنزه الام مع بناتها من الخطر.
تفهم المسئولين ضرورة
وتتمنى الدوسري.. تفهم المسئولين بأهمية تواجد افراد الأسرة خاصة في المنتزهات ومراكز الترفيه يحد من اتجاه الأبناء إلى الوسائل الاخرى من التقنيات الحديثة التي تؤثر على سلوكهم وتكسبهم عادات وتقاليد مخالفة للشريعة الإسلامية وأصول التربية الأسرية ويسهم وجود أفراد الأسرة مجتمعين على تقوية الروابط وتنمية روح الولاء والتعاون دائماً، كذلك لا يكون هناك مجال في وجود المعاكسات والمضايقات من بعض النفوس ويؤمن الحماية للفتيات والأطفال من التعرض للخطر.
الأسرة تفقد الأمان
ويؤيد الأستاذ عبدالعزيز الهويمل رجل أعمال وأب لأربعة أبناء رأي الأستاذة سهام الدوسري بفتح باب المنتزهات للعوائل والأسر حتى تستطيع الاسرة الاستمتاع بجو عائلي ويساعد الآباء على الحفاظ على ابنائهم وحمايتهم في ظل روابط معينة وتحت حماية الجهات المسئولة.
ويرى الهويمل.. أن الأسر تفتقد الأمان في المنتزهات حيث تذهب الأم مع ابنائها دون الأب أو الأخ الأكبر، وقد يذهب الأبناء مع السائق في حالة انشغال الأب.
ويؤكد الهويمل: أنا لا اعرف منتزهات الرياض ولا اجتمع بأبنائي للنزهة الا خارج الرياض كمدينة جدة والمنطقة الشرقية، لذا نأمل النظر في موضوع منتزهاتنا وفتح الأبواب للأسرة للاستمتاع والترفيه.
ارتداء الملابس غير اللائقة
أبو أحمد الحارث موظف قطاع خاص وله بنات وأبناء.. يرى أن هذا الأمر دفع كثيراً من البنات إلى عدم احترام المنتزهات وعدم الالتزام بالأدب في الحجاب واللبس واتاح لهن الفرصة لارتداء الملابس غير اللائقة من خلال ما يسمعه من زوجته وبناته، الأمر الذي دفعه الى منع بناته من الذهاب للمنتزهات وانتظار الاجازة الصيفية للسفر خارج الرياض للتنزه بسبب هذه القوانين والأنظمة.
مشاهدة الدش والانترنت
أم عبدالله الغامدي سيدة أعمال تحدثت قائلة أن ترك الابناء في المنزل أثناء تنزه الام مع بناتها يدفعهم إلى امور غير سوية كمشاهدة الدش والانترنت والمعاكسات الهاتفية خصوصاً أن أبناء هذا الجيل واعون فهم يعون كيف تفتح القنوات المشفرة، وقد يذهبون مع اصدقائهم للتفحيط، وما يزيد الأمر سوءاً بقاء الأطفال فوق سن الحادية عشرة مع السائق أو الخادمة وتعرضهم للخطر خاصة إذا كان الأب غير متفرغ للخروج مع ابنائه للنزهة.
وتتمنى أم عبدالله فتح مجالات التنزه الأسرية وربط أفراد الاسرة في أماكن الترفيه لزيادة التكاليف ولدرء السوء من الشباب ولتعويد الأجيال القادمة على أن الجميع أسرة واحدة خاصة وأننا في دولة تتمتع بالأمن وضبط كل ما هو مخالف ولله الحمد.
الأبناء يحتاجون للتكاتف
أمامة (أم عمر) مديرة مدرسة في المرحلة الابتدائية وأم لتوأم طفلة وطفل.. تسرد معاناتها قائلة: يغمرني الحزن والألم عندما يطلب مني ابنائي الذهاب للنزهة، فأنا لا استطيع أخذ البنت وترك الولد خصوصاً عند الذهاب إلى أماكن الترفيه أو حديقة الحيوانات، فمنع عمر من الدخول على الرغم من صغر سنه وضخامة حجمه وهو توأم البنت يدفعني إلى عدم الدخول والرجوع للمنزل علما أن ابن اختي بنفس العمر وحجمه صغير يرتاد هذه الأماكن مع والدته مما يزيد الأمر تعقيداً لابني.
وترى أم عمر أن المشكلة تكمن في الأبناء الذكور ذوي الأعمار فوق الحادية عشرة حيث لا يستطيع أحدهم الذهاب مع اصدقائه أو المكوث في البيت وحيداً أو مع السائق، وهم يحتاجون الى التكاتف الأسري والتنزه مع اسرهم والحاجة إلى أماكن ترفيهية تجمع الأسرة معاً حتى لا تستمر معاناة الأبناء في هذا العمر الصغير الذين يتعرضون للضياع والانحراف وتفتح الأبواب للشباب للتنزه مع الأهل بوجود الجهات المسئولة لضبط الامن ولحماية الأسر.
الاجتماع بالأسواق والأرصفة
في حين تحدثت أمل السنيدي مدربة بمركز التدريب التربوي قائلة: يتمتع المجتمع السعودي بروابط قوية بين افراده وخاصة افراد الأسرة الواحدة ولا يخفى علينا مدى الاهتمام المتزايد بتوفير أماكن الترفيه المناسبة بمختلف الأعمار ولكن تخصيص بعض المنشآت الترفيهية للنساء وحرمان الأبناء الذكور خاصة من هم فوق سن العاشرة قد يعيق تحقيق الهدف من بناء أسرة واحدة والالتقاء خارج المنزل وبالتالي دفع الأسر للاتجاه إلى الأسواق والأرصفة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved