Wednesday 16th March,200511857العددالاربعاء 6 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

في الملتقى الخامس للأقسام العلمية بكلية التربية للبناتفي الملتقى الخامس للأقسام العلمية بكلية التربية للبنات
الأميرة د. سارة بنت عبد المحسن في محاضرتها: التعليم والإعلام يتحملان مسئولية أساسية ويخدمان رسالة واحدة بوسائل مختلفة

* خاص الجزيرة - جواهر الدحيم:
النشاط الثقافي والتوعوي في جامعاتنا يشكل رافداً أساسياً للعملية التعليمية والتربوية، وفي ملتقاها الثقافي الخامس طرحت كلية التربية للبنات الأقسام العلمية، موضوع (فكر الجيل.. من أين؟.. وإلى أين؟) عنواناً لهذا الملتقى الذي يعد استكمالاً لموضوعات الملتقيات السابقة التي تناولت على التوالي (ثقافة الطفل المسلم في عصر العولمة) و (المرأة نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر) و (أولادنا وصناعة المستقبل)، و (العلاقة الزوجية كيف نبنيها ومشكلاتها كيف نحتويها).
رعاية كريمة وأهداف نبيلة
برعاية صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي حرم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز افتتح هذا الملتقى، وبدأت فقراته بتلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم كلمة العميدة الدكتورة نورة بنت عبدالعزيز المبارك أكدت فيها على أن هذا الملتقى يحمل خصوصية الالتقاء مع أهداف الحملة الوطنية ضد الإرهاب، وأن أكبر مقاومة للإرهاب هي التلازم بين التربية والتعليم، والأسرة والمجتمع، والشعب والدولة، وأشارت إلى أن تعميم النشيد الوطني على المدارس له دوره في تعزيز الروح الوطنية والحماس لخدمة الوطن في نفوس ابنائه وبناته.
وفي كلمة اللجنة المنظمة للحفل التي ألقتها الدكتورة سمية بنت عبد الرحمن الباني كان التأكيد على أن تربية جيل صالح يبني ولا يهدم تقع على عاتق بنات اليوم أمهات المستقبل، وأن فتح باب الحوار داخل الأسرة الواحدة بين الآباء و الأمهات والأبناء يعد بدايةً حقيقية للتربية السليمة التي تبدأ من داخل الاسرة.
بين الإفراط والتفريط
أما المحاضرة الرئيسية في الحفل فكانت لسمو الأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعود بعنوان (فكر الجيل من أين وإلى أين بين الإفراط والتفريط) وسمو الأميرة المحاضرة استادة جامعية، ومفكرة إسلامية معروفة، صدرت لها أكثر من عشرة مؤلفات، وطرحت قضايا المرأة المسلمة برؤية مستنيرة في عدد من كتبها منها (المرأة المسلمة والظلم الاجتماعي) و (واقع الفتيات في ظل العولمة وتشكيل القيم) و (رعاية الإسلام لحقوق المرأة وأثر ذلك في بناء المجتمع الإنساني) فضلا عن أنها عضو في عدد من الهيئات العربية والإسلامية والدولية التي تخص المرأة كما حصلت على عدد من الجوائز اهمها (جائزة المرأة العربية المتميزة) لعام 2003م على مستوى العالم العربي من مركز مشاركة المرأة العربية بباريس.
وركزت المحاضرة في محاضرتها على عدة أهداف أهمها مسئولية التعليم والإعلام والحاجة إلى خدمة رسالة واحدة بوسائل مختلفة، وأكدت أن أساس مشكلة التطرف والإرهاب بدأ بغياب الحوار الواعي داخل الأسرة يجعل من الأب مستبداً في البيت، والمدرس مستبداً في المدرسة ويفقد المجتمع روح الشفافية والمشاركة والمصارحة.
وناقشت المحاضرة الواقع المعاصر الذي تعيشه المملكة العربية السعودية ووصفته بأنه واقع يمر بأحداث متسارعة وسط عوامل خارجية خطرة ومؤثرة أو قوى تدعونا للانفتاح الذي يقودنا إلى التخلي عن قيمنا ومبادئنا.
وقالت: إن مواجهة ذلك لا يتم الا بتماسكنا أسرياً واجتماعياً وشعبياً بالعض على النواجذ بالمبادئ التي قامت على أساسها المملكة العربية السعودية، وتحكيم شرع الله في كل شيء، فهو منهج حياتنا وعاقبة أمرنا.
وأكدت أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التي مر بها الوطن طرحت قضية المواطنة بوضوح وأبرزت أهمية الولاء لهذا الوطن وواجب الدفاع عنه وعن عقيدته السمحة بكل الوسائل المتاحة.
شفافية الحوار ووضوح الرؤية:
وقد حظيت المحاضرة بمداخلات ومشاركات قيمة من الحضور، فقد تحدثت الدكتورة حصة المبارك عن مناهج التربية الوطنية ودورها في ترسيخ الولاء للوطن في قلوب الناشئة. وعطفاً على الحديث عن المواطنة الحقة عقبت سمو الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي بأن علينا أن نبدأ بأنفسنا في تطبيق الأنظمة الموجودة فعلياً، وأضافت إن حب الوطن ليس شعاراً يرفع ولكنه عمل وعطاء واخلاص.
وتحدثت الدكتورة وفاء التويجري عن عدم توفر الخبرات الخاصة في المجال التربوي، فعلقت المحاضرة الأميرة سارة بأن الخلل الحقيقي يكمن في عدم وجود خطة حضارية لدينا لبناء الإنسان، فالمئات الذين يتخرجون من الجامعات يفتقرون إلى الوعي الفكري الفاعل الذي يجعل العلم يستمر مع الطالب أو الطالبة بعد التخرج، وأسلوب حفظ المقررات للامتحان لا يؤدي إلى هذا.
أما الكاتبة المعروفة الدكتورة نورة خالد السعد فتحدثت عن الفرق بين ما يعيشه طلابنا وبين ما يدرسونه في الجامعات.. وقالت: إن المواطنة الحقيقية تبدأ بزرع الشعور لدى كل مواطن ليتعامل مع الممتلكات العامة وكأنها ممتلكاته الخاصة من حيث الحرص والاهتمام، وهذه أولى خطوات بناء الإنسان المتحضر.
ولما تطرق الحوار إلى أهمية توسيع مفهوم المواطنة والوطنية ليشمل كل القطاعات الخدمية في الوطن ولا يقتصر فقط على القطاعات الحكومية، اضافت سمو الأميرة المحاضرة د. سارة أن على القطاع الخاص أن يقوم بدور فاعل في البناء الفكري والتربوي للمواطن الصالح، وأن المؤسسات الفكرية والتربوية التي تقدم خدمات عامة للمواطن في الدول الغربية تنفق عليها مؤسسات القطاع الخاص امواله الطائلة من خيرات هذا البلد، فماذا قدم لمواطنيه؟ أن الإتكال على الدولة في كل شيء عهد ولى ويجب أن نبدأ بوعي جديد نحو العمل بالمواطنة واثبات ذلك فعلياً.
وخلص الحوار إلى أهمية التخطيط الهادف لتعميق الشعور بالمواطنة لدى الأفراد و المؤسسات وترسيخ قواعد الأمن الفكري في إطار ضمان المشاركة الشعبية الواعية والهادفة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved