Thursday 17th March,200511858العددالخميس 7 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "سماء النجوم"

موظف...!موظف...!

فتح عينيه في تثاقل.. تثاءب وتمطى بيديه يميناً وشمالاً وهو على سريره..
نظر إلى ساعة الحائط.. إنها لم تزل العاشرة إلا ربعاً..
غسل وجهه وأطرافه.. لبس ثيابه وشماغه.. ركب سيارته.
الطريق خالية.. ما زالت آثار النوم بادية على سحنات وجهه..
التثاؤب يعاوده من جديد وهو على مقود سيارته..
وصل مقر عمله.. ركن السيارة.. دخل مكتبه.. وجلس تثاءب من جديد.. وضع كفه على فمه المفتوح.. وصوت تثاؤبه يعلن نشاطه الظاهر!!
كومة من الأوراق والمعاملات منثورة على طاولته.
دخل مراجع إليه وفي يده معاملة..
لم يشعر به.. كان مغمض العينين وهو يتثاءب..
لم تزل يد المراجع ممدودة إليه وهو في تثاؤبه..
انتبه ثم ابتسم وأخذ المعاملة.
جلس المراجع على كرسي في زاوية من زوايا المكتب.
أما هو فأخذ يقلب كومة الأوراق بحثاً عن القلم..!
لم يجده، رفعها ملفاً ملفاً، ورقة.. ورقة وهو يغالب تثاؤبه.
فتح درج طاولته الأعلى.. وجد قلم حبر.. لم يكتب أي شيء.
كان القلم خالياً من الحبر.
فتح أدراج الطاولة.. لم يجد قلماً آخر..
رن الهاتف.. أنظار المراجع ترمقه على استحياء
لم يشعر بنظرات المراجع وهو سارح في حديثه مع الهاتف!!
كانت يداه تتعاقب بين سماعة الهاتف وبين فمه المتثائب!!
المراجع يتململ في خجل وضجر.. أما هو فلم يزل سابحاً في حديثه وتثاؤبه..
وضع سماعة الهاتف.. نظر إلى الجالس أمامه وساءله على جلوسه.. تذكر للتو المعاملة التي أخذها منه..
أخذ يبحث عنها بين الأوراق المبعثرة على المكتب.. وجدها بعد عناء..
خرج يبحث عن قلم
رجع إلى المكتب من جديد وهو خالي الوفاض..
المراجع يسارقه النظر..
أخيراً وجد القلم في جيبه الأيسر مع جواله!!
قرأ المعاملة على عجل..
ومهر توقيعه المبجل في جانب المعاملة..
وسلمها إلى المراجع..
نظر إلى الساعة.. كانت تقترب من الثانية عشرة والربع، موعد الصلاة.. وموعد خروج الهانم من المدرسة، خرج وهو يتثاءب..
خرج ولم يعد.

ناصر المسعد

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved