كتب الدكتور حسن بن فهد الهويمل مقالاً بعنوان: (شوقي ضيف في عمره الثاني)، في العدد (11863)، في صفحة مقالات، وهو مقال بمناسبة رحيل أدبينا الألمعي الدكتور شوقي أحمد ضيف، ويشكر للدكتور اعترافه ببعض الحق الذي يكون لزاماً عليه تجاه من نهل هو من علمه الشيء الكثير، إلا أنه أطنب في الحديث، ومال كل الميل إلى عرض اتهامات لا تمت للواقع بصلة، إذ يعوزها الدليل والحجة والبرهان، وكنت أحسب أنه سيحفظ للراحل كامل حقه عليه، فلم ألبث كثيراً حتى فوجئت - كغيري من القراء - وهو يكيل عدة إدانات يبرأ منها كل عارف حصيف لحق الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله -، ومن أهمها: - أولاً: عدم ذكر لقبه الأكاديمي، فقد ذكره عشر مرات بلا لقب الدكتور، بينما يذكر من هو دونه بلقب الدكتور، وهو ما فعله مع الدكتور عبدالله بن سالم بن خلف، والدكتور أحمد يوسف، مع احترامي الشديد للأخيرين، ولست أدري سر هذا الإغفال؟! - ثانياً: اتهم الدكتور شوقي ضيف بالتعصب لحد كبير لمصريته، وقد عوَّل على تاليفه كتباً لشعراء وأدباء يعدون من رواد العصر الحديث بحق، كالبارودي وأحمد شوقي، ومن الأدباء عباس محمود العقاد، وهو شيء لا يوصم الدكتور شوقي ضيف به، وإلا لقلنا إن كل من ألف عن رواد إقليمه متعصب بلا منازع، وهذا ما لا يقبله منصف، ولو كان التعصب بهذا المفهوم عند الهويمل لما قاست المجتمعات منه البتة، ثم إن الهويمل نفسه لم يتجاوز في تأليفه الأدب السعودي، فهل يعد نفسه متعصباً تماشياً مع هذا الحكم؟!.. ثم ربط هذا التعصب بالدعوة إلى الفرعونية المندثرة، وهو ما لا نجده في الواقع المصري، وإن وجد فهو في حيز القليل الذي لا يعبأ به، وإن أعجب فعجبي من هذا الحيف الجائر الذي ندَّ عن الهويمل، فكيف يقبل أن يكون قاذفاً بلا بينة ظاهرة للعيان. كنت أترقب من الهويمل أن يكون حذراً فيما يورده، لا أن يؤخذ عليه، ذلك أن الهويمل يعلم علم اليقين أنه لا يصل إلى درجة الراحل في العلم وكثرة النتاج، وكم هو مؤلم حين يكون الناقد أقل من المنقود.. أكرر شكري وتقديري للدكتور حسن الهويمل فقد قدم ما كان في صدره، وهو حق مشروع شريطة الموضوعية والإنصاف.
أحمد بن عبدالعزيز المهوس |