Tuesday 5th April,200511877العددالثلاثاء 26 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

عندما تعانقني أوجاعيعندما تعانقني أوجاعي
منال عبدالعزيز العبدالرحمن / الدرعية

مشيك حافياً خير من سعيك في حذاء ضيق!!.. مقولة دائماً نسمعها، أليس كذلك؟.. العود المحترق لا يعطيك أي رائحة؟ أليس كذلك..
ظلم الإنسان ما أصعب أن يكون؟ أليس كذلك، من الأفضل أن تعاني من الظلم من أن تمارسه، أليس كذلك؟!
كما يكون قلبك.. يكون كلامك.. أو هكذا يجب أن يكون.
ها أنا اليوم أحاول التمرد على حيائي.. لأخط كلمات أعجز قولها بشفاهي.. لقد تجرأت أناملي لتخط هذه الأحاسيس ويبوح بها فكري..
ها هو يومي كعادته يرحل مثقلاً بالهموم.. أحببت الوحدة منذ زمن بعيد ولكن ما بال تلك الكوابيس الكئيبة تعكر علي صفاء حياتي.
أهو الظلم؟؟ أشعر برغبة شديدة جامحة في الرحيل من أعماق الأماني والأحلام إلى دنيا مليئة بالرحمة وما الرحمة إلا من عند الله.
الظلم قوي وقاربي صغير أمام أمواجه فيرتفع في أفق بعيد ليقضي على قاربي الصغير ليستقر في قاع بحر عميق مخيف.
آآآه إنه الظلم.. إنه الظلم ينتظرني ليكفن جسدي بأحزانه، لم تنقذني مجاديفي المتكسرة التي ما زالت تطفو بي.
آآآه إنه قاربي يطلب النجدة، ممن تطلب النجدة؟ من بحر بلا مرسى..
آآآه يالسخرية الزمن مني..
أصبحت كعصفورة مكسورة الجناح يطل علي الحزن من ثغر جراحاتي..
أريد أن أؤرخ عناقي مع أوجاعي.. لأني أريد أن أتلذذ بدموعي حتى آخر لحظة.
فجأة.. ثقب ما حدث ليدخل في قاربي فأغرق أنا وميزان العقل معاً..
فجأة أيقنت حينها أن العقل والإيمان يصمدان، نعم هو الإيمان من جعلني أتنفس تحت الماء وهو من علَّمني الصمود أمام الظلم..
آآآه منك أيها الظلم.. ترى هذه المرة هل سيكون القدر أكثر صدقاً فيكتب النهاية السعيدة؟
أحسست الآن بطعم الحياة.. أخيراً استجمعت جميع قواي وتأججت نيران قلبي، رفعت أعلام السعادة والحياة من جديد، أجهضت الآمال، أطلقت أسر المشاعر، اعتقلت الآهات.. جميلة هي الحياة، كم تمنيت أن تكون أحلامي حقيقة، كم تمنيت أن أراها على أرض الواقع ليس في المنام وحسب..
لقد ظهرت في حياتي حبيبتي المهاجرة استطاعت ببراعة فائقة أن تجعل من حياتي حلماً وردياً يزفني إلى عرش السعادة، لقد أسعدني حضورها المفاجئ أسعدني بعنف وبخوف وبلهفة وشوق وبصمت.
كنت أبحث عنك لتسقي قلبي بفيض من الحنان.. إنه العطش لشيء من الحب العظيم.. كنت وما زلت أراك كالقمر يضيء شمعة حياتي، فرحتي بقدومك أكبر من أن أكتبها، أكبر من أن تلتهم مساحات السطور.
لقد تجاوز اشتياقي لها كل الحدود.. لكن ما إن عرفتها حتى اكتشفت أنني لم أعرفها معها.. لقد استطاعت بحلمها المتواضع وقلبها الكبير ومشاعرها الدافئة أن تخرجني من هذا الظلم الكبير ظلم الحياة اليابسة إنها بالفعل حياة لها من طبيعة البحر المد والجزر...؟

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved