Friday 8th April,200511880العددالجمعة 29 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "سين وجيم"

أي النساء اللائي يتعرّضن لهذا المرض؟ أي النساء اللائي يتعرّضن لهذا المرض؟

حالتنا الصحية النفسية قلقة؛ فوالدة أولادي (زوجتي) (38 سنة)، وجدتي (71 سنة)، وخالتي (60 سنة) يعانين من هشاشة العظام وتردي الحالة النفسية.. وقد اضطررنا ونحن نسكن في بيت واحد فقط لقلة ذات اليد أن نفتح ملفاً طبياً، لكن حتى مع هذا لم يُجْدِ ذلك.. مما جعل خوفاً شديداً يخيِّم على (الأسرة) إذ لم يفد العلاج، لا سيما والجدة تعاني من أسفل الظهر آلاماً عند القيام من النوم.
أما الزوجة فهناك مَن قال: هشاشة عظام، وهناك مَن قال: روماتيزم، فهل نجد رأياً نقف عليه، وقد سبق لكم معنا وجهة نظر أفدنا منها كثيراً في حالتين:
1- حصول طلاق الغضبان، وعادت المياه إلى مجاريها واتحدت الأسرة حمداً لله تعالى.
2- رأيكم الكريم حول (القولون العصبي) الذي شفي منه (والدي) عافاه الله تعالى وحفظه، فهل من رأي؟ ودمتم..
أحمد م. ع. - مكة
ج - بعد مناقشة وضعكم الصحي مع نخبة كريمة من الاستشاريين في (طب العظام) تبين ما يلي:
1- غرابة إصابة الزوجة بهشاشة العظام لكونها في سن (38) ولم تصل بعد إلى (سن اليأس).
2- لا يوجد (روماتيزم) لدى الجدة، وما حصل لها من مضاعفات مرضية هو بسبب كثرة تناولها الأدوية المختلفة.
3- هناك انزلاق غضروفي بسيط لدى الخالة أسفل الظهر ويحتاج هذا إلى أشعة مبكرة.
4- مضاعفات الهم لديكم جميعاً والمبالغة في الخوف زاد من الألم العضوي.
5- كثرة الذهاب من طبيب إلى آخر شكَّل مرضاً نفسياً مكتسباً يزول بإذن الله تعالى تدريجياً.
وفي الجملة يمكنكم زيارة الرياض أو البكيرية للمعاينة على الطبيعة.
لكن هناك نقص في الوصفات الطبية والتقارير، فلم أر شيئاً عن الضغط أو السكر أو الأملاح، وكان دون شك يجب إرفاق كافة ما يهم الثلاثة؛ لتكون المعاينة تامة.
وإلى حين ما ترونه من الزيارة أو بعث كافة التقارير فلعلكم تستفيدون مما نشرته إحدى الصحف حول هشاشة العظام، جاء هناك:
مشكلة هشاشة العظام كبيرة جداً سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي أو حتى على مستوى الدولة الاقتصادي، حيث إن معظم المستشفيات في الولايات المتحدة وأوروبا تحتضن العديد من السيدات اللواتي يعانين من مشاكل ومضاعفات هشاشة العظام؛ مثل الكسور في الحوض وعظمة الفخذ وفقرات العمود الفقري وباقي العظام الأخرى.. إن هذه المشكلة التي يمكن تفاديها بالتشخيص المبكر واتخاذ وسائل السلامة والعلاج المناسب لتفادي مضاعفاته من الممكن أن توفر الكثير من المال للمريض والدولة وكذلك التقليل من المعاناة النفسية والطبية لهؤلاء المرضى، وتصرف آلاف الملايين من الدولارات في الولايات المتحدة لهذه المشكلة سنوياً، وتظهر هذه المشكلة في الدول المتقدمة نظراً لتحسن أو الزيادة في عمر المريض، وبالتالي حدوث المشكلة مقارنة مع الدول النامية، ويجب أن نوضح أن امرأة من كل اثنتين ممن بلغن سن اليأس سوف تتعرض لكسر بسبب هشاشة العظام من المراحل المتبقية من حياتها، كذلك أن حوالي 20% من السيدات اللواتي يتعرضن لكسر عنق الفخذين يمتن بسبب هذا الكسر، ويجب أن نعلم أن في الولايات المتحدة يحدث حوالي مليون ونصف المليون كسر سنوياً بسبب هشاشة العظام؛ أي بمعدل كسر واحد في كل 20 ثانية، وأن 71% من النساء المصابات لا يعرفن أنهن مصابات ولم يتم تشخيصهن مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وقد تم إنشاء العديد من الجمعيات الدولية والوطنية لمكافحة هذه المشكلة التي من الممكن بقدرة الله سبحانه وتعالى الحد من خطورتها واستخدام الوسائل الكفيلة بعلاجها التي سوف نتحدث عنها بإيجاز.
إن اضطراب هشاشة العظام مرتبط بالتغيرات الهرمونية في النساء، ويؤدي إلى تنخر العظام وبالتالي يؤثر على الهيكل العظمي بكامله، ويحدث في النساء خاصة بعد سن اليأس، يؤدي مرض هشاشة العظام إلى ازدياد خطر الإصابة بالكسور وغالباً ما يتم تشخيصه على إثر حصول كسر.
يحدث المرض بشكل تدريجي مسبباً هشاشة العظام في الطبقة الداخلية المليئة بالثقوب بدلاً من الطبقة الخارجية المضغوطة، وكذلك في نهايات العظام الطويلة لأسفل الذراعين والفخذين والفقرات الشوكية، كل هذه تصبح معرضة بشدة للكسر، ويحتمل أن تستغرق الكسور بعض الوقت لتلتئم؛ مما يتيح المجال أما تزايد مخاطر الإصابة بالتهابات وتشوهات قد تقود إلى العجز أو الموت، تدل بعض التخمينات على أن حوالي 20% من النساء اللواتي يصبن بكسر في الورك تتسبب المضاعفات في موتهن، بينما نصف المتبقيات على قيد الحياة تحدث لديهن إعاقة. التراجع التدريجي للفقرات الشوكية كنتيجة لخسارة العظام لكثافتها وللثقل التي تحمله يسبب نقصاً في طول الشخص وانحناءً إلى الأمام وتحدباً في أعلى العمود الفقري وهو ما يسمى بالحداب الصدري Tholacic Kyphosis ويشار إليه تقليدياً باسم حدبة العجوز.
كيف يتكون العظم؟
يبدأ الهيكل العظمى لكل إنسان كغضروف ما يلبث بعد حصول الحمل بوقت قصير أن يتقوى بالكالسيوم المستمد من طعام الأم الحامل، وفي هذه العملية يستغني عن المزيد من الغضروف أو تنمو العظام ويكبر الجنين. إن العظم مثل أي نسيج حي آخر يتحلل ويتبدل خلال حياته، وهذا النشاط يخضع في المرأة لتأثير هرموني الأستروجين والبروجسترون. تتأسس قوة العظام في بداية سن الرشد عبر نمط صحي من الحياة يتضمن نظاماً غذائياً واسع التنوع وغنياً بالكالسيوم وفيتامين (د) الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم وكذلك التمارين الرياضية التي تحفز على صنع العظام. تصل العظام ذروة تكتلها بين العشرين والثلاثين من العمر، ويتوقف مستوى كتلة العظم على فعالية الهرمونات وعلى مستوى الصحة العامة وكذلك على الجينات وفيما إذا كانت المرأة تتناول الكحول والتدخين، ومن المعروف أن العديد من المصابات بهشاشة العظام لم يصلن أبداً إلى الكتلة العظمية الأمثل للعديد من الأسباب، ولهذا تأثير مضاد على عملية بناء العظم بأكمله وعلى بقية الجسم. الكالسيوم هو معدن أساسي مستعمل من قِبل القلب والأعصاب والعضلات، وإذا لم يتوفر منه ما يكفي لتلك الأجزاء الحيوية من الجسم تقوم العظام بإطلاقه في مجرى الدم.
تبدأ خسارة المعادن العظمية من الهيكل العظمي قرابة العام الخامس والثلاثين من عمر المرأة كجزء من التقدم الطبيعي في السن، وتزداد الخسارة في السنة التي تلي سن اليأس، بعد ذلك يستمر فقدان الكتلة العظمية بمعدل 5% كل سنة.
مَن هن المعرضات للخطر؟
هشاشة العظام خطر يحدق بشكل خاص بالنساء بعد سن اليأس، والنساء اللواتي دخلن في سن مبكر لليأس، والنساء اللواتي خضعن لعملية استئصال المبيضين أو عانين لفترة طويلة من تدني مستويات هرمون الأستروجين، كما أن هناك عوامل أخرى يحتمل أن تزيد من قابلية تعرضهن لهذا المرض، منها:
التاريخ المرضي للعائلة، فهشاشة العظام حالة تميل للتوارث ضمن العائلات، وهي تسود بين النساء البيض والآسيويات أكثر من الإفريقيات ونساء أمريكا الجنوبية.
إن التشكيل الناقص للكتلة العظمية يعد أكثر عوامل الخطر أهمية إذا لم تكن هنالك أصلاً كتلة عظمية كافية فإن تأثيرات هشاشة العظام تظهر بسرعة وفي مرحلة مبكرة.
إن النقص الهرموني يعتبر من العوائل المهمة في حدوث هذه المشكلة، وإن أية حالة تتسبب في انخفاض مستويات الاستروجين تسرع في خسارة الكتلة العظمية.
إن النقص الغذائي غير المكتمل وخصوصاً نقص الكالسيوم وفيتامين (د) من خلال تغذية سيئة يعني قلة العظم المتجدد وكثرة الكالسيوم المتسرب خارج العظم إلى الدم ليعوض عن النقص، إن ممارسة تمارين التحمل بشكل منتظم والتمارين الرياضية المتكررة تخدم زيادة الكتلة العظمية، وبدونها تستمر الخسارة في العظام، النساء النحيلات لديهن منذ البداية كتلة عظمية أقل، لذلك فإن تأثير الخسارة في الكتلة العظمية يتضح بشكل أسرع، من الأرجح أن يكون لديهن تاريخ من الكسور.
التدخين، فمن المعروف عن التبغ أنه يزيد من خطر هشاشة العظام، والمدخنات في معدل عام تبدأ أعراض سن اليأس لديهن قبل غير المدخنات بحوالي سنتين.
إن احتساء الكحول يؤدي إلى هشاشة العظام؛ حيث إن الكحول يهاجم الخلايا التي تشكل العظام وتمنع امتصاص الكالسيوم، كذلك الإفراط في تناول الكافيين، وذلك بشرب أكثر من ثلاث كؤوس يومياً من المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل القهوة والشاي ومشروبات الكولا، يمكن أن يزيد من خطر حصول هشاشة العظام، وإن الإكثار من تناول الحليب يمكن أن يصد هذا التأثير.
يوجد العديد من العقاقير الموصوفة لاستعمال طويل الأمد يمكن أن تسبب هشاشة العظام، وتتضمن هذه العقاقير مضادات التشنج وهرمونات الغدة الدرقية ومضادات الحموضة التي تحتوي على الألمنيوم، وكذلك علاج الميثوريكسات الذي يستعمل لعلاج الروماتيزم والسرطان، وكذلك الهيبارين المستعمل لمنع تجلط الدم وعلاج الكوليسترامين المستعمل لتخفيض مستويات الكوليسترول في الدم وبعض المركبات الاستيرويد مثل الكورتيزون والبريدنيسلون، وهذه تعطى لعلاج مجموعة من الحالات بما فيها مرض الفصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتيزمي والربو ومضاعفات الحساسية وكذلك تصلب الأنسجة المتعددة والاضطرابات الجلدية المزمنة.
إن بعض الحالات المرضية تسبب خسارة عظمية، فمتلازمة كوشينج التي تفرط فيها الغدد الادرينالية بالنشاط وتزيد في إنتاج المركبات السيترودية، وكذلك تفرط في نشاط الغدة الدرقية Para thyroid التي ينظم أحد هرموناتها مستويات الكالسيوم في الدم، وفي حالة عدم وجود ما يكفي من هذا الكالسيوم فإنه يجلبه من العظام، كذلك فإن مرضى الغدة الدرقية وسوء الامتصاص نتيجة لاضطرابات الجهاز الحمضي قد يؤثران أيضاً على الكتلة العظمية.
تشخيص هشاشة العظام
إن الكثافة غير العضوية للعظم bone mineral densomitry BMD يمكن قياسها بجهاز الأشعة السينية ثنائية الطاقة لقياس الامتصاص dud energy x - ray absorpitometry DxA في هذا الاختيار يتمدد المريض بكامل لباسه فوق سرير أو منضدة لحوالي 15 دقيقة، بينما يحرك ماسح الأشعة السينية منخفض القوة فوق العمود الفقري والوركين والرسغين. إن جهاز قياس كثافة العظم bone densomiter يحسب كثافة العظم بتحليل كيفية امتصاصه للأشعة السينية وكمية ما يتسرب منها عبره، ترسل المعلومات مباشرة إلى شاشة حاسب إلى قريب، تدرج النتائج طبقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية وتقارن الكثافة غير العضوية لعظام المريضة بمتوسط الكتلة العظمية لشابة بالغة، في هذا تكون الكثافة غير العضوية للعظام BMD في حالة هشاشة العظام الخفيف وما يعرف Osteopnid بين 1 و2.5 بينما تفوق في هشاشة العظام المعتدل إلى الحاد نسبة 5.2 باستعمال هذا الدليل يستطيع الطبيب أن يحسب احتمال الكسر في كل الأعمار، مع أن المقاييس تعني بشكل خاص النساء من سن اليأس بسبب نقص الاستروجين المرتبط بهذه المرحلة يوصى باستعمال جهاز الأشعة السينية ثنائية الطاقة لقياس الامتصاص للنساء فوق الـ65 من العمر وقبل هذه السن للنساء تحت عوامل الخطر، وتوجد العديد من التطورات الحديثة في تشخيص هشاشة العظام، حيث إن التقنيات في هذا المجال في تطور مستمر، والآن تجري دراسات على جودة العظام وليس الكتلة، وذلك باستخدام أجهزة التصوير ثلاثية الأبعاد ووسائل أخرى، ولكن لم يتم تعميمها بشكل واسع، وكذلك يمكن استخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. ولتشخيص هشاشة العظام يتم إجراء المخبرية مثل مستوى الكالسيوم وفيتامين (د) ومستوى الهرمونات في الدم، خصوصاً هرمون الغدة الدرقية Para thyroid ووظائف الكلى وكذلك التحليلات المناسبة حسب نوعية المرض.
كيف تعالج هشاشة العظام؟
إن مكملات الكالسيوم وفيتامين (د) لا تزيد الكتلة العظمية بشكل أساسي، لكنها قد توصف لمنع ارتشاف العظام، عموماً فإن المتطلبات اليومية المثالية لامرأة بعد سن اليأس لا تستعمل علاج الهرمون البديل هي 1200 ملغ من الكالسيوم أما كربونات أو سيترات الكالسيوم مع حوالي 400-800 وحدة من فيتامين (د) ويفضل استخدام 0.25 ميكرو جرام من مستحضر (1 الفاكالسيترول) - calciterol &1 أما النساء اللواتي يستخدمن الهرمون البديل وهن قليلات في الوقت الحاضر نتيجة للدراسة التي تحظر من استخدام الهرمون البديل وعلاقته بسرطان الثدي والجلطات وقلة فائدته في الوقاية من أمراض القلب فإنهن ينصحن باستخدام 1000 ملغ من الكالسيوم في اليوم مع فيتامين (د)، وتوجد الآن العديد من المستحضرات العلاجية التي يمكن أن تستخدم لمنع هشاشة العظام والتقليل من مخاطر الكسور وبالذات كسور الحوض والفقرات العظمية. ومن أكثر هذه العلاجات شيوعاً هو مستحضر فوساماكس Fossa max الروكلاكسفين E.vista الذي يستخدم بشكل يومي ولديه خاصية عدم التأثير على الثدي والرحم وكذلك مستحضر الكالسيتونين.
إن السيدات اللواتي في سن اليأس ويعانين من أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة والاحمرار وتغير المزاج والعصبية وقلة النوم والتركيز والشعور بالاضطرابات النفسية وجفاف الجسم داخلياً وخارجياً فإنه من الممكن استخدام هرمونات الاستروجين والبروجسترون، وبالتالي المساعدة على علاج هشاشة العظام، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي مباشر مع الإيضاح لهن بمخاطر استخدام هذه الهرمونات والمواظبة على إجراء الفحوصات الدورية بانتظام بما في ذلك فحص الثدي الشخصي وإجراء أشعة الماموغرام، وإذا تخوفن من استخدام الهرمونات فإنه من الممكن استخدام العلاجات البديلة مثل الاستروجين النباتي المسمى الفيتو أسترجين ولكن تأثيرها يكون مؤقتاً وقليل الفائدة على المدى الطويل.
ولا ننسى النصح بأخذ التغذية السليمة لمريضة هشاشة العظام، حيث تنصح بأخذ الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من الكالسيوم مثل الحليب والبيض والجبن واللوز والفستق، أما الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د) فهي اللحوم الحمراء والكبدة والسمك الدهني والحليب المقشود والزبدة والبيض، كما أن تصنيع هذا الفيتامين يتم في الجسم عبر تأثير ضوء الشمس على الجلد خصوصاً في طرفي النهار، ولا بدَّ من التشديد على منع استخدام الكحول والتدخين والنصح بالحركة الرياضية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved