Saturday 9th April,200511881العددالسبت 30 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

السعوديون: مع مَنْ في الحرب ضد الإرهاب؟!السعوديون: مع مَنْ في الحرب ضد الإرهاب؟!
د. محمد بن سعود البشر

بهذا العنوان خصصت مجلة التايم الأمريكية الشهيرة قضيتها الرئيسة في أحد أعدادها عن علاقة السعوديين بالإرهاب بطريقة أبعد ما تكون عن الحقيقة. مراسلو المجلة في عدة عواصم عالمية أعدوا ذلك التقرير من زوايا مختلفة، أشدها وطأة علينا نحن السعوديين ما ذكرته المجلة عن الإسلام الذي تأسست عليه الدولة، ومحاولة ربطه بالإرهاب من خلال الحديث عن الوهابية والمناهج الدينية، وكذلك ما ورد في التقرير من تقليل للجهود الأمنية التي تقوم بها الدولة للقضاء على ظاهرة الإرهاب داخل المملكة ومحاولة إثارة الشكوك حول مقاصدها!! والجهود الرسمية التي تشارك بها المملكة غيرها من دول العالم لمواجهة الإرهاب.
كان تقريراً قاسياً علينا نحن السعوديين، وكان يتداول على نطاق واسع بين النخب السياسية والإعلامية في الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص. مرارة هذا التقرير كان البداية الفعلية لفكرة اختمرت في عقول بعض الغيورين من أبناء الوطن من أساتذة الجامعات الذين لم يؤثروا الصمت، أو اتخاذ موقف سلبي من الهجمة الظالمة التي تعرضت لها بلادنا سياسياً وإعلامياً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ومن منهج المسلم في الدعوة بالحكمة، ومن الإرث السياسي الذي عُرِفت به المملكة في سياستها الداخلية والخارجية القائم على الهدوء والاتزان في التعامل مع مثل هذه الظواهر تبنى هؤلاء الأكاديميون فكرة الإعداد لإصدار شمولي عالمي يوضح موقف السعوديين من ظاهرة الإرهاب، ويناقش أهم القضايا التي تثيرها تلك المصادر عن ديننا وبلادنا وعن الإنسان - في كل مكان - الذي كان ضحية لشعارات أطلقتها مؤسسات ورموز نفعية استغلت (الحرب العالمية على الإرهاب) لتحقيق مآربها الأيديولوجية وأهدافها الإستراتيجية.
الخطاب الذي تضمنه الإصدار وشارك فيه عدد من المفكرين والمثقفين تميز بعقلانية في معالجة القضايا. وتنوع الرؤى الثقافية التي أسهمت في صياغة الخطاب ليحقق الغاية من إصداره التي التقت جميعها على هدف تحرير الإنسان، والثقافات، والدول، والمجتمعات من تبعات (الحرب على الإرهاب). إن هذا الإصدار هو في مضامين فصوله وأبوابه إجابة مباشرة للسؤال الكبير الذي طرحته مجلة التايم. وغيره من التساؤلات التي تثيرها بعض المصادر الغربية عما أسموه ثلاثية (الإسلام، والمملكة، والإرهاب)، لتحقيق أهداف معلومة لكل متابع لسيناريو الحرب على الإرهاب. ومن ذلك ما كتبه جون انثوني في الفصل الثاني من الكتاب عن (المفهوم الغربي المتلون للإرهاب)، وبول فندلي عن المؤسسات السياسية المتطرفة في الغرب التي تكرس نزعة الكراهية للآخر، والبروفيسور رالف سالمي عن المصادر المتعلقة بالمفاهيم الأمريكية للإسلام والإرهاب، وخالد المعينا عن (الحكومة السعودية وتنظيم القاعدة)، ويفجيني بريماكوف عن (تنظيم القاعدة يستهدف السعودية)، وما كتبه السفير الأمريكي السابق في المنطقة العربية إدوارد وولكر عن جهود السعودية في محاربة الإرهاب، وخالد المالك عن (معاناة السعودية من الإرهاب)، وسليمان الربعي عن (مقاييس المملكة في مواجهة الإرهاب)، وختم الكتاب بمقالة لريتشارد كورتيس، وديلندا هانلي عن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا والحملات المغرضة ضد السعودية.
هذه أهم ملامح هذا الإصدار العالمي، الذي يحمل عنواناً محايداً يناسب عقلية المخاطب في الغرب.. ولأن الفكرة سعودية، فقد كان من حقنا أن نبين للرأي العام موقفنا وموقف بلادنا من هذه الظاهرة التي أشغلت عقل الإنسان وفكره، وأن ندفع - بالحجة البالغة - عن منهجنا ومملكتنا قدر استطاعتنا ما تبرأ به ذمتنا، ويقر به ضميرنا، ونؤدي به واجبنا تجاه قيادتنا وبلادنا، فذلك زكاة ما قد علمناه في مجال تخصصنا. وما أوتيناه من بعض معرفتنا بثقافة غيرنا ولغته، فليس من الدين ولا صدق الوطنية أن نتولى يوم زحف علينا من لا يريد بديننا ولا بلادنا خيراً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved