Wednesday 13th April,200511885العددالاربعاء 4 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

في ربيع غائم ممطر بين سراتها وتهامتهافي ربيع غائم ممطر بين سراتها وتهامتها
العرضيتان.. تتوسدان واديي قنونا ويبه وتتضوعان بالكادي والفل والياسمين

* جولة ميدانية - كتبها وصوّرها حمّاد بن حامد السالمي:
* تقع العرضيتان - الشمالية والجنوبية - في الحد الشرقي لمحافظة القنفذة، مما يلي محافظات ومراكز، منطقتي عسير والباحة.
* وتمتاز العرضيتان كلاهما بجغرافيا تجمع بين الجبل والسهل، فهما تتربعان، على مسايل وأشعب لأكبر واديين في تهامة هما (قنونا ويبه).
* حللت في نمرة وثريبان، وهما حاضرتا العرضيتين هذا العام، وهذه هي الزيارة الثانية، وكنت محظوظاً أن وصلت في منتصف شهر مارس، فالسماء تجود بغيث عميم، والأودية تزخر بغيول وفيرة، والأشجار البرية تنفض عنها غبار الشتاء، فترتدي ألبسة خضراء زهرية من كل لون.
* في مرتفعات وأشعب ثريبان في العرضية الجنوبية، كما في نمرة في العرضية الشمالية، وكذلك في أطراف واديي يبة وقنونا، مناظر طبيعية مبهجة، تزينها زهور الكادي والفل والياسمين ودوار الشمس والطلح مما جعله الله متعة للناظرين.
* في تصوير بديع لمثل ما تقدم من مناظر خلابة، يقول شاعر من خثعم من هذه الديار:


بالنظر.. ربي من عسوم المطر سقاك
سبحان ربي.. اللي خلق صورتك سوَّاك
وهب الجبال الشامخة لاوية علاك

ما حرّم ما شفت مثلك ومثل أنهاركوأشجارك اللي مايلات غصونها..
* أما خيرات هذه الديار الجميلة، فيصورها الشاعر جابر بن مضحي حيث يقول:


عندنا الإبل والأغنام وأبقار وسمان وسماني
والقوافل تجيب الحب ذا يزرعونه في يبه
وادي قنونا شبه لبنان لا وردن بثمارها
والنخل ذا يجيب التمر مايل على خلجانها
- ما لقينا بلاد الناس تثمر مثيل بلادنا
كل واحد يشل الكبر لا بد يلقى هاوية

* وفي كثير من المدونات الأدبية والتاريخية هنا، تطغى وصفيات جميلة، مبعثها التناغم بين الإنسان والمكان في العرضيتين، فهذا الأستاذ عبدالله بن حسن الرزقي، يستخدم عدسة التصوير الشعري، لتجسيد رقصة الربيع في ديرته الجميلة، فيقول:


طاب للسّمار في العرض السمر
في ربا النظر على ضوء القمر
فيه يشدو الطير صداحاً على
شجر الصومل ذي الظل العطر
ترقص الأغصان في زهو على
نغمات الغيل فيه بالسحر
صور الإشراق فيه تحف
جل من قد صاغ بالنظر الصور
وإذا طالعته عند الأصيل
لا تجل من حينه عنه النظر
كل شيء فيه يبدو ضاحكاً
في صفاء لا يعكره كدر

* ومن بين الطلوح والسدور وحماحم الرياحين في تهامة القنفذة، ينساب شعر الأستاذ حمزة بن محمد الشريف، شاعر تهامة، فهو الذي ما انفك يشدو بقرى وأودية وجبال وشعاب العرضيتين.
والقصيدة التالية، كتبها من وحي زيارتنا الأخيرة للعرضيتين، حيث يقول:


شذى العرضيتين شذى المعاني
من (الخيطان1) ينفح في (بيانِ2)
يسابق وادي (الحفياء3) صبحاً
إلى (يبةٍ4) يسافر للعيان
ويحمل ذلك الشوق المندّى
تزين حروفُه عقد الجمان
(ثريبانٌ) تضمُّ (نخال6) شوقاً
وتهفو (الجوف7) تنشد للتداني
جنوبا يصدح الإلهام لحنا
وقافية مضمّخة البيان
شمالاً ترسل القيعان عطراً
به (نمرا8) تفيض على القِنَانِ
وتهفو (للمعقص) في وئام
ويرنو (للجناح10) الناظران
وسوق (حباشةٍ11) ماضٍ جديرٍ
على العرضيتين جناهُ دانِ
رسول الله شرّفه بيوم
على الأيام لم يقرن بثان
وعند (ثميدةٍ12) صُنعت (قلوتٌ13)
تميد على كهوف (الجمبُخانِ)14
جبال (عمارةٍ)15 حمرٌ وفيها
حديد من وثيق الهندواني
مواقعها إلى التاريخ تسمو
وماضيها يُسجّلُ للزمان
وفوق جبالها الشماء نقشٌ
لأمسٍ من أعاجيب الزمان
وبين ترابها والخصب ودٌّ
مع الأيام موثوق القِران
ونالت من يد الأكرام حظّاً
سعوديَّ العطايا والأماني
نَمَتْ وتقدمت في كل شأن
وللتعليم يزهر في المكان
وأعطت في مجالاتٍ وساعٍ
على درب التقدم والتفاني
إلى تلك المواقع من بلادي
يتوق القلب يستبق الثواني
تعيش حضارةً وتفيض ذكرى
وتحيا العمر في حلل الأمان

هوامش:
1- اسم واد
2- اسم واد
3- الحفياء أو الحفيان اسم واد
4- اسم واد
5- بلدة
6- بلدة
7- بلدة
8- نمرة بلدة
9- بلدة
10- بلدة
11- سوق حباشة المعروف وقد حضره النبي صلى الله عليه وسلم
12- جبل كان موقعاً لصنع الذخيرة من حجارته
13- الذخيرة والرصاص (لهجة شعبية)
14- نوع من السلاح والذخيرة (لهجة معربة من التركية)
15- بلدة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved