Tuesday 19th April,200511891العددالثلاثاء 10 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

في موكب الحياةفي موكب الحياة
المربي الناجح
د. عبد الرزاق بن حمود الزهراني

تربية الأبناء وتربية الجيل عملية أساسية لقيام المجتمع الفاعل والفاضل والسليم، وهي عملية يشترك فيها البيت والمدرسة ووسائل الإعلام والحي بما فيه من مسجد وعلاقات جوار، وجماعة رفاق، والمربي الناجح لا بد أن يتمتع بعدد من الصفات الحميدة التي تعينه على أداء مهمته وبلوغ هدفه، ولعل أهم تلك الصفات كما أوردها (محمد نور سويد في كتابه: منهج التربية النبوية للطفل) تتمثل في الآتي:
أولاً: الحلم والأناة، أخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة).
ثانياً: الرفق والبعد عن العنف، قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفيق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) رواه مسلم، وقال أيضاً: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَع من شيء إلا شانه) رواه مسلم، وقال: (من يُحرمِ الرفق يحرمِ الخير كله) وقال: (إذا أراد الله بأهل بيت خيراً، دلهم على الرفق).
ثالثاً: القلب الرحيم، روى البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم، قلنا يا رسول الله: كلنا يرحم، قال: ليس الرحمة أن يرحم أحدكم صاحبه، وإنما الرحمة أن يرحم الناس).
رابعاً: أخذ أيسر الأمرين ما لم يكن إثماً، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما خُيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط، إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله تعالى) متفق عليه.
خامساً: المرونة، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب، هين، لين، سهل) رواه الترمذي، وقال حديث حسن. والمرونة تقتضي التوسط والاعتدال، إن التطرف صفة ذميمة في الأمور كلها، ولذلك يجب على المربي أن يكون معتدلاً في تصرفاته، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطالة في الصلاة وهي عمود الإسلام عندما يكون بين المأمومين شيوخ وأطفال ونساء وذوو الحاجة.
سادساً: الابتعاد عن الغضب، لأنه يفقد الإنسان رشده، ويغيب في أثنائه العقل، ويفقد الإنسان السيطرة على نفسه. قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب). وقال لمن طلب نصيحة خاصة: (لا تغضب) كررها ثلاث مرات، رواه البخاري.
سابعاً: التخول بالموعظة الحسنة، فالقلوب لها مداخل، وكثرة الكلام تؤدي أحياناً إلى التنفير، فعلى المربي أن يختار الوقت المناسب لإسداء النصح، وتقديم التوجيه والإرشاد.
وفي الختام أسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

فاكس 012283689

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved