Thursday 26th May,200511928العددالخميس 18 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

السلطان المغولي خدابنداه أوليجاتو يقود حملة للاستيلاء على بلاد الشامالسلطان المغولي خدابنداه أوليجاتو يقود حملة للاستيلاء على بلاد الشام

في مثل هذا اليوم من عام 1312 قام السلطان المغولي محمد خدابنداه أوليجاتو بحملة عسكرية للاستيلاء على بلاد الشام.. عرف العالم المغول في طورهم الأول شعباً همجياً، أباد الناس، وهدم الحضارة، وأفسد في الأرض، وألقى الرعب والفزع في الأفئدة والقلوب، وعانى العالم الإسلامي من جراء عاصفة هذا الطور خراباً وتدميراً، ثم لم تلبث هذه العاصفة أن هدأت وسكنت، وجاء الوقت الذي تأثر فيه المغول الهمج بحضارة المسلمين، فاعتنقوا دينهم، وشرعوا في إصلاح ما أفسده آباؤهم، وأقبلوا يسهمون في الحضارة الإسلامية.
بتولي السلطان محمود غازان عرش الدولة الإيلخانية سنة 1295 بدأ عصر جديد في تاريخ المغول، حيث كان أول مرسوم يصدره ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وبإسلامه أسلم أكثر من مائة ألف شخص في فترة قصيرة، وانقطعت الروابط التي كانت تربطه ببلاط الخاقان الأعظم للمغول في الصين.
وأدى اعتناق محمود غازان الإسلام عن إيمان وإخلاص إلى قيامه بعدد من الإصلاحات، تناولت شئون الإدارة والمال والاقتصاد والقضاء والعمران والتشييد في بلاده، وأفسحت لاسمه مكانًا بارزاً في أبطال التاريخ وكبار المصلحين وصناع الحضارة.
واشتهر غازان بحبه للثقافة والمعرفة، وشغفه بالتاريخ، وإتقانه للفارسية، وعنايته بالفنون والصناعات اليدوية، واشتغل في فترة من حياته بالكيمياء، وكان له معمل في قصره يقضي فيه أوقاتاً طويلة بين كتبه وتجاربه، ومن أعماله التي تدل على حبه للعمارة والبناء قيامه بتجميل عاصمة مملكته (تبريز) بأبنية فخمة تشمل مسجداً عظيماً، ومدرسة كبيرة، وداراً للكتب، وداراً لحفظ الدفاتر والقوانين التي استنها، ومرصداً فلكياً، وبستانًا، ومستشفى وخانقاه للمتصوفة.
وتوفي غازان، وهو لا يزال في ريعان الشباب سنة 1303 وعمره لم يتجاوز الثالثة والثلاثين.
اعتلى أولجايتو العرش الإيلخاني خلفاً لأخيه السلطان محمود غازان، وذلك في 21 من يوليو 1304 ولم يكن عمره قد تجاوز الرابعة والعشرين، وتسلم قيادة الدولة وهي في أوج بهائها وعظمتها، فإصلاحات غازان قد أصابت كل أنحاء الدولة، ودفعت بها خطوات واسعة نحو الحضارة والمدنية والإنسانية.
وبعد ثلاثة أيام من الحكم أصدر (أولجايتو) مرسوماً بإقامة شعائر الإسلام، واحترام القوانين الشرعية التي أصدرها أخوه محمود غازان، وإلزام المغول كافة باعتناق الإسلام، وأبقى رشيد الدين فضل الله الهمداني في منصب الوزارة كما كان في عهد أخيه، وكان عالماً كبيراً ومؤرخاً عظيماً، صاحب الكتاب المعروف (جامع التواريخ)، وهو يعد أهم كتاب تناول تاريخ المغول في هذه الفترة.سار أولجايتو على نهج أخيه غازان خان في حسن معاملة رعاياه، وإقامة العدل بينهم، ونصرة المظلومين منهم، ومنع تعدي المغول على الناس، واستمر في تشييد المؤسسات الاجتماعية التي تنهض بالناس من بناء المدارس والمستشفيات والحمامات والملاجئ، وأعاد بناء مرصد مراغة الذي بناه هولاكو.
وأما عن سياسته الخارجية، فقد نجح في فتح إقليم جيلان وبسط سيطرته عليه، ولم يكن المغول قد تمكنوا من السيطرة عليه من قبل، وحافظ على علاقات ودية مع دول أوروبا المسيحية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved