|
|
انت في
|
تلك الذاكرة المزدحمة المليئة بالأحداث وذلك الرفيق القديم والقهوة المندلقة على فتات الورق العتيق ورائحة عتيقة تملأ المكان وإحساس بالوحدة والخوف، ورغبة في العودة مع حنين الى الرحيل، ومحبرة مغطاة بالكامل في حبر أسود يشبه سواده أسوار ذاكرته.. شخص وحيد على قارعة الطريق يحمل حقائب سفر محشورة بالذكريات صورة لصديق وكنزة صوفية لليالي الشتاء القادم وعطر مسكوب أدى انسكابه الى انتشار رائحته.. وجواز سفر لا علامات ولا دليل ولا معلومات وشريط ذكريات يختزنه في الحقيبة وفي الذاكرة، وفي القلب، لا يعلم الى اين يتجه ولا الى اين يسير حيث لا طعم ولا لون ولا رئحة لاحلامه ومشجع لطموحاته ذلك الرفيق الذي ودعه عند أول فرصة للوداع ورحل وتلك الحقيبة المكتظة بالأشياء فارعة إلا من ذكرياته الوهمية، عاد وقد تغير كل شيء لم يعد هناك متسع من الوقت لأن يلتقي بأحلامه الصغيرة فيسهر طوال الليل يتمنى تحقيقها عند أول بزوغ ولم يعد الليل الذي يطيل السهر فيه لعشقه فقد أصبح ذلك الشخص الوحيد والرفيق الوحيد وحيداً عاد من سنوات غربة لم يغترب فيها خارج حدود مدينته وإنما اغترب داخل نفسه وبين أسوار نفسه وصال وجال في متاهات ذاكرته حملته الكثير من الأمانات والكثير من من الشيخوخة والكثير من الألم وحملها هو القليل من الألم والكثير من الشباب والقوة والطموح أهداها كل أحلامه وأهدته ذاكرة مثقوبة لا مجال فيها للاحتفاظ بأكثر... |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |