جلس ثلاثة أمام منزل والشارع الواسع قبالتهم، فقال أحدهم: ذاك (عمرو) إنه يفتخر أنه جامعي. بعد خمسة أعوام صاروا ينظرون إليه، يحملقون في عينيه الوقّادتين ولا يعرفون السر الذي يميزه عنهم، سألوه عن طعامه، عن موعد نومه، عن أشياء أخرى، احتاروا كثيراً، فلم يعرفوا السر ثم تباعدوا عنه. قال لهم: جئت أعلّمكُم. قالوا: ماذا!! مَنْ أنت؟! - المشكلة أن كل واحد يظن نفسه البطل، وهذا من السذاجة، إن علينا أن نتعاون، أن يشجع بعضنا بعضاً، أن نتعلّم من بعض، قال أحدهم: ماذا تظن نفسك؟ قال لهم: إن الأمم تقدّمت علينا لأنهم متعاونون يعرفون قيمة الفرد ويساعدونه ويؤازرونه. قالوا: أنت مجنون، أنت تفكر في الأمم، أتظن نفسك المنقذ؟. قال لهم: نحن العلماء ورثة الأنبياء وكل ما يقال عن الأنبياء سيقال لنا، وقد قالوا عن رسول الله عليه السلام مجنون وساحر. خرج عنهم ووجد قدميه تقودانه إلى مكتبة.
|