* بغداد - تكريت - القاهرة - الوكالات: قامت القوات الأمريكية بعد ظهر أمس بتطويق عدد من الأحياء السكنية بمدينة الدور جنوب تكريت شمال العاصمة بغداد بالدبابات والمدرعات، وشنت حملة اعتقالات ومداهمات بحثاً عن منفذي هجوم بعبوة ناسفة على دورية عسكرية أمريكية أسفر عن تدمير إحدى السيارات. وأوضح مصدر بشرطة مدينة تكريت أن من بين المعتقلين الشيخ سامي شوقي الدوري وهو من أقرباء عزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني في النظام العراقي السابق، مشيراً إلى أن عملية التطويق والمداهمة والتفتيش ما زالت مستمرة. إلى ذلك أشارت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية إلى أن ممارسات القوات الأمريكية في مدينة تل عفر شمالي غربي بغداد أضافت إلى معاناة سكانها من الصعوبات المعيشية، خاصة وقد أثار الجنود الأمريكيين الرعب الشديد في نفوس الأهالي جراء اقتحامهم للمنازل وتفتيشها بطريقة فجة ومستفزة. وأضافت الشبكة الإخبارية في تقرير لها أمس الخميس حول الأوضاع في مدينة تل عفر عقب مداهمة فرق أمريكية وعراقية مشتركة لها يوم الثلاثاء الماضي بدعوى البحث عن متمردين أن السكان يلتزمون منازلهم، خوفاً من الخروج إلى شوارع المدينة التي تجوبها القوات الأمريكية ليل نهار مطلقة النار على كل من تشتبه به. وهو ما أدى إلى نفاد كميات الطعام القليلة التي كانت بالمنازل وتضور سكانها جوعاً حتى أن بعض المنازل لم يعد بها سوى الملح. وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن إغلاق معظم المحال التجارية ومنافذ بيع البقالة بسبب خوف أصحابها على أموالهم وأرواحهم زاد الأمر سوءا.. بالإضافة إلى عدم وصول المساعدات الحكومية للمدينة، فضلاً عن معاناة السكان من انقطاع مياه الشرب النقية منذ أسبوعين إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي. وتواجه القوات الأمريكية والعراقية حرب شوارع ضارية على حد قول الشبكة الإخبارية خاصة وأن المدينة لها طبيعة جغرافية خاصة، حيث الأزقة ضيقة مما يعرض هذه القوات لإطلاق نيران وقذائف هاون من مصادر مجهولة يصعب تحديد مصدرها. وكانت فرق أمريكية وعراقية مدعمة بمائة دبابة ومدرعة عسكرية من طراز برادلي قد داهمت المدينة فجر الثلاثاء الماضي، لتعقب من سمتهم متمردين والبحث عن أسلحتهم. من جهة أخرى قتل شرطيان الأربعاء في هجمات في الموصل وأصيب عدد كبير من الأشخاص بجروح، كما أفادت شرطة المدينة شمال العراق. وقال العقيد في الشرطة فتحي خضر (إن مساعد قائد شرطة تلكيف قتل في هجوم شنه مسلحون على منزله في الموصل). وأضاف أن الهجوم أسفر عن جرح زوجة الضابط واثنين من أولاده واثنين من أقربائه. وجرح شرطيان أتيا بعيد ذلك إلى المكان في هجوم جديد. وكان الضحية الذي يعمل في تلكيف شمال الموصل قد نجا من هجوم قبل شهرين وفقا للمصدر نفسه. وفي هجوم آخر، قتل مسلحون شرطياً أيضاً في الموصل وجرح خمسة مدنيين في إطلاق قذائف هاون على مركز للشرطة في هذه المدينة الواقعة على بعد 370 كلم شمال بغداد وفقا لمصادر أمنية. في غضون ذلك، لقي أربعة مسلحين مصرعهم عندما انفجرت السيارة المفخخة التي كانوا في داخلها مساء الأربعاء قبل أوان تفجيرها في مدينة تلعفر شمال العراق، حيث يشن الجنود الأمريكيون والعراقيون عملية أمنية، بحسب مصدر أمني. وقال أحمد أمجد النقيب في شرطة المدينة الواقعة على بعد 80 كلم غرب الموصل (قتل أربعة متمردين في انفجار السيارة المفخخة الذي حصل قبل أوانه). ووقع الانفجار حوالي الساعة 19.30 (15.30 ت غ) في حي السراي المعروف بأنه معقل المسلحين، كما أضاف الضابط في اتصال هاتفي من الموصل. ومن جانبها أعلنت مصادر أمنية عراقية أن مساعد قائد شرطة تكريت قتل في هجوم شنه مسلحون على منزله في الموصل. ونقل راديو سوا الأمريكي عن مصدر عسكري عراقي قوله إن الهجوم أسفر عن جرح زوجة الضابط واثنين من أولاده وأقربائه، كما جرح شرطيان وصلا إلى المكان في هجوم ثان. وفي هجوم منفصل ذكرت مصادر أمنية في الموصل أيضا أن مسلحين قتلوا شرطياً وأصابوا خمسة مدنيين بجروح في إطلاق قذائف الهاون على مركز للشرطة. ومن جهة أخرى أكد مولى عبد المطلب رئيس الحركة الآشورية العراقية ان استمرار الاحتلال الأمريكي يشكل تأثيراً سلبياً على الأوضاع الميدانية، إلا أنه حذر من اندلاع حرب أهلية إذا ما انسحبت القوات الأمريكية في الظروف الراهنة. وقال عبد المطلب في حديث لإذاعة صوت العرب أوردته أمس أن دائرة العنف في العراق ستتوقف مع إعادة بناء الدولة الجديدة. وأشار إلى أن العملية الدستورية ستساعد في استعادة التوازن والقضاء على كل مبررات العنف.
|