* كتبت - جواهر عبدالرحمن الدهيم: رعت صاحبة السمو الأميرة شيخة بنت عبدالله بن عبدالرحمن مساء الثلاثاء الماضي حفل افتتاح مركز (فانتل) النسائي والسوق الخيري لصالح جمعية الأطفال المعاقين وقد بدئ الحفل الخطابي الذي أعد بهذه المناسبة بكلمة جمعية الأطفال المعاقين ألقتها نائبة رئيسة جمعية الأطفال المعاقين الأستاذة عاتكة الغصن والتي قالت فيها: يشرفني نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وبالأصالة عن نفسي وكافة منسوبي الجمعية والآلاف من الأطفال الذين تحتضنهم مراكزها في العديد من مناطق المملكة أن أرحب بقدومكن اليوم، وتشريفكن لهذه الدعوة الخيرية التي أقدمت عليها السيدة - مها المالك، من سيدات الأعمال المعروفات، وذلك لما لها من أياد خيرة في مساندة الأعمال الخيرية. وبداية . . أقدم شكري لها لما ساهمت به في دعوتكن في هذه الليلة الطبية. إن هذه الجمعية تمكنت بفضل من الله ثم بدعم أهل الخير من أن تواصل على مدى عشرين عاماً التصدي لقضية الإعاقة بمنهجية علمية متكاملة شملت تقديم خدمات رعاية متخصصة، وتبني خطط طموحة لتنمية الوعي بأسباب الإعاقة وطرق تلافيها، وأيضاً المساهمة في إصدار تشريعات وأنظمة توفر أفضل ظروف معيشية ممكنة لقطاع المعوقين، ويمكن القول: إن الجمعية بحمد لله حققت الكثير من أهدافها على هذا الصعيد. وتوسعت خدماتها لتشمل ست مناطق بالمملكة. قد لجأت الجمعية إلى تبني العديد من الأنشطة والبرامج والمشروعات التي تمثل مصادر دعم كروافد لإيراداتها حتى تضمن بمشيئة الله أن تواصل خدماتها المجانية، وهي تعتمد على تفاعل القطاع النسائي مع رسالتها الخيرية سواء بالدعم المادي أو المعنوي. كل الشكر والتقدير لتشريفكن هذه المناسبة الخيرية، وكل الدعاء أن يثيبكن الله خيراً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . بعدها كانت كلمة مديرة المركز سيدة الأعمال السيدة مها المالك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صاحبة السمو الأميرة شيخة بنت عبدالله بن عبدالرحمن صاحبات السمو الأميرات ضيوفنا الكرام بالأمس القريب تحقق بداية حلم وخطوات الألف ميل بدأت من هنا. فكان هذا المركز: مركز فانتيل مركز المرأة الأول حيث كانت البوابة التي عبرت منها المرأة السعودية الطموحة لمجال الأعمال الحرة والتجارة. قد يظن البعض أن مجال الأعمال الحرة للمرأة السعودية يخاطب شريحة معينة من المجتمع وهي شريحة النساء إلا أنه لا يخاطب النساء فقط بل جميع أفراد الأسرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فتحت سقف واحد جمعنا للمرأة باقة منوعة تلبي كل احتياجاتها حيث وازن المركز بين اهتمامات المرأة الخارجية كالجمال والأناقة وبين الاهتمامات الصحية كالتغذية والرشاقة والاسترخاء. ورغبةً منا في رد جميل هذا الوطن الغالي قد خصصنا جزءاً من مبيعات حفل افتتاح هذه الليلة لفلذات أكبادنا في جمعية الأطفال المعوقين وأخيراً نشكر صاحبة السمو الأميرة شيخة بنت عبدالله بن عبدالرحمن على تشريفها لنا بحضورها الليلة ونشكر كذلك حضور ضيوفنا الكرام وبهذه المناسبة يشرفنا تقديم درع شكر وتقدير لأميرتنا الغالية. ثم قدمت مديرة المركز السيدة مها المالك درعاً تذكارياً لراعية الحفل سمو الأميرة شيخة بنت عبدالله بن عبدالرحمن والتي قامت بعد ذلك بجولة في السوق. الحاضرات يتحدثن ل(الجزيرة): * * وقد التقت (الجزيرة) بعدد من الحاضرات وكان لقاؤنا الأول بصاحبة السمو الأميرة شيخة بنت عبدالله بن عبدالرحمن والتي عبّرت عن سعادتها الغامرة بافتتاح هذه السوق الذي يعود ريعه لجمعية الأطفال المعاقين هذه البادرة الطيبة من سيدات الأعمال وهذا الشعور النبيل تجاه هذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعاً أتمنى أن يقتدى بها باقي سيدات الأعمال. * * كما التقينا بنائبة رئيسة الجمعية الأستاذة عاتكة الغصن التي تحدثت عن فكرة السوق الخيري وعبّرت عن شعورها بهذا العطاء الإنساني قائلة: أبواب الجمعية مفتوحة لأي طفل محتاج داخل الجمعية أو خارجها إنها ليلة طيبة حيث حضرنا بدعوة من سيدة الأعمال مها المالك ومن الموظفات في حفل افتتاح هذا القسم الذي يعود ريعه لصالح جمعية الأطفال المعاقين. لقد شاركت جميع المحلات بالتبرع للجمعية بجزء من ريع البيع ولمدة 3 أيام، وأقدم دعوة لسيدات الأعمال وأتمنى أن يحذين حذو السيدة مها لعمل الخير لأن الله سبحانه وتعالى يعطي المنفقين ويجزل لهم على ما أنفقوه في وجوه الخير وفي خدمة هؤلاء الأطفال المعاقين. وتضيف الأستاذة عاتكة قائلة: هناك والحمد لله دعم من الإعلام ومن مبادرات أهل الخير في بلدنا الخيِّر، فهناك تبرعات بمناسبات تقيمها راعية الحفل وتدعمها. ونحن مطمئنون في هذا البلد الحبيب بأن فلذات أكبادنا المعاقين يلقون دعماً من المسؤولين ومن أهل الخير سواء سيدات الأعمال أو رجال الأعمال بالإضافة إلى أناس يمدون أيديهم بالتبرع مادياً ومعنوياً لهذه الفئة من الأطفال المحتاجين والحاجة ليست مادية دائماً فبعض الأطفال محتاجون معنوياً أقصد نظرة المجتمع لهم وتفهم المجتمع لهم، علينا أن نكون لهم مكان الأم كما لو كان هذا الطفل المعاق ابني. عليَّ أنْ أهتمَ به وأرعاه. فنحن جميعاً في الجمعية يداً واحدةً لمساعدة أي طفل عند إعاقته. منسوبات الجمعية يقدمن أي خدمة لأي طفل معاق. وأقدم الشكر لجميع المساهمين في التبرعات وأدعو الجميع للمساهمة في أعمال الخير كما أشكر تواجدك الدائم وتفاعلك وتوصيل أي نشاط للجمعية وأشكر سيدات الأعمال على مساهمتهن الفعالة. * * ثم كان لنا لقاء مع مديرة المركز مها المالك لتعطينا نبذة عن تجربتها في العمل التجاري النسائي وعن نشاط المركز ثم دور المرأة السعودية في مجال التجارة والاستثمار. إذ تحدثت عن تجربتها في مجال العمل التجاري النسائي، وبدأت بسيرتها قائلة: مها بنت إبراهيم المالك مديرة وصاحبة مركز فانتل النسائي حاصلة على شهادة الماجستير كمبيوتر (تصاميم مواقع)، بدايتي مثل أي سيدة أعمال بدأت من بيتي حيث جمعت رأس المال من تجارتي بالملابس الداخلية النسائية وبعد 13 عاماً فتح الله عليَّ بفتح هذا المركز (فانتل)، وهو مركز متكامل لجميع الأنشطة في مكان واحد، وبعد سنتين من افتتاحه قمنا بتوسعته بناءً على طلب الزبونات والمستأجرات لتكملة الأنشطة حيث يوجد في المركز قسم للأطفال كما يوجد بها حاضنات لرعاية أطفال سيدات الأعمال. وأضافت: يضم المركز عدة محلات تجارية نسائية: ديكور - مجوهرات، بالإضافة إلى قاعة للمحاضرات والندوات تؤجر لهذا الغرض. وقد نجح المركز ويعود ذلك لنجاح المعارض التي يديرها سيدات سعوديات على قدر كبير من الخبرة والنجاح وهن أكفأ من بعض الرجال حيث أثبتن نجاحهن بالجدية في العمل في زمن تقف المرأة فيه إلى جانب الرجل يعملن لنهضة المجتمع و99% منهن سعوديات مثقفات يعملن بكل جد وإخلاص. وقالت: لقد فرحت جميع سيدات الأعمال بهذا السوق فجزء من المبيعات لصالح الأطفال المعاقين وتختلف النسبة بين 10%، 20%، 15% ومن خلال تجربتي أن العمل التجاري إذا لم يكن فيه جزء للتبرع لا يبارك الله فيه وإذا كان مدعوماً من جهة خيرية فإن الله يوفق صاحبه. إن النجاح ليس وليد يوم وليلة ولكنه نتاج تجارب عدة يتخللها إخفاق ونجاح، وصعوبات تُذلل لمن أراد النجاح. كانت لنا هذه اللقاءات مع سيدات سعوديات حطمن هذه الصعوبات ليصبحن في عداد سيدات الأعمال الطموحات. * * كما التقينا مجموعة من السيدات يملكن محلاً تجارياً في هذا المركز تتحدث كل واحدة منهن عن تجربتها والصعوبات التي واجهتها من خلال هذا اللقاء. * * التقينا أولاً بهيفاء العلولا وهي حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية تتحدث عن سبب اتجاهها للعمل التجاري فتقول: أنا من مؤيدي العمل التجاري حيث يكون مردوده أكثر من الوظيفة ووجود ارتباطي بالمنزل وبطفلتي جعلني أتجه للعمل فبدأنا نحن أربع نساء حيث كنا نعرف بعضنا وبدأت فكرة المحل في عمل شيء غريب من الملابس لا يكون موجوداً في المحلات وغير مكرر فتقوم إحدانا بعمل قطعة واحدة من الملابس نطعمها بالأحجار الكريمة وتتميز بالرسم اليدوي. وعن إيجار المحل فهو 37 ألف ريال ونحن والحمد لله نغطي جميع احتياجات المحل ونشجع السعودة في محلنا. * * وتقول الشريكة الأخرى في المحل الأخت رشا الصيخان: كانت البداية أننا اتفقنا نحن الأربع بإيجاد شيء غريب يكون فيه لمسات غريبة، فالجميع يلبس شيئاً مكرراً، كانت بدايتي في العطورات ومخلطات، وكنت أفكر في الملابس ودخلت في الملابس فأعجبتني الفكرة والتحقت بالمجموعة وأتمنى من كل فتاة تريد أن تدخل مجال التجارة أن تحاول الإبداع وتقديم الجديد الذي يقبل عليه الناس ويقدرونه، وأضمنُ لها النجاح بإذن الله. * * وأيضاً تتحدث مشاعل العلولا شريكة في نفس المحل فتقول: كان سبب اتجاهي للعمل أنني مؤيده للأعمال التجارية وتقول إنها تبيع في كل أسبوعين قطعة نادرة لا يوجد لها مثيل، كما تتوفر ورشة عمل، ورسام سعودي يقوم بتنفيذ تصاميمهن وتصف دخلهن بأنه ممتاز ولهن زبائنهن حيث يرسلن الكاتلوجات، وبعد موافقة الزبونة يقمن بتنفيذ القطعة بناءً على طلبها. وهن يؤيدن الطالبات في الدخول إلى هذا المجال والعمل معهن. * * وتقول الشريكة الرابعة لهن الأخت ريم البسام: كنت في البداية خائفة من المشروع وكان هذا الشعور موجوداً عند زوجي أيضاً حيث مشكلة القطع والأفكار والطلب وكانت مشكلة إجراءات المحل والسجل التجاري ورخصة البلدية، والسجل التجاري تعبت فيه جداً وهذا كلفنا حوالي 25 ألف ريال. * * ومع طموحات سيدة أخرى من سيدات الأعمال كان لنا هذا اللقاء مع مها السلمان سيدة أعمال ومصممة مجوهرات تملك محل أيفاسركل حيث تقول: جميع مجوهراتها من الألماس من جنوب إفريقيا. أتجهُ لهذا العمل الحرفي لأكون مقيدة بأي وظيفة حيث أقوم بتصميم القطعة. وهناك مصانع في جنوب إفريقيا وفي إيطاليا تقوم بتنفيذها وأنا لا أعاني من أي مشكلة والمحل له زبائنه، أما الربح فأحياناً يغطي النفقات وأحياناً لا يغطي ثمن العلب. وهناك كلمة أود أن أقولها: نشعر بالتعب والجري وراء المعقب لإنهاء إجراءات رخص العمل. أود أن أقول كلمة يا حبذا أن تكون هناك دورات للطالبات للعمل في المصانع والمحلات التجارية النسائية. * * وتتحدث سيدة أعمال أخرى هي هيا عبدالعزيز المنيع منسقة إدارية بجمعية النهضة: بدايةً اتجهت لخياطة الجلابيات في المنزل وكنتُ أحضر الجلابيات - عندما أسافر - من الكويت وسوريا ومصر ودبي، وهذا لا يتعارض مع عملي وإشرافي على منزلي، فالمرأة السعودية تطورت في المجالات شتى: في التجارة، والعقار والأسهم، فأنا أشجع الفتاة السعودية ومشاركاتها في جميع المجالات. * * وتقول نجلاء الدوسري: أشارك في الأسواق التجارية النسائية في بيع العطورات والأحجار الكريمة والملابس فأعمل بالبيع ولست أملك محلاً. وتقول أختها هياء الدوسري. أقوم أيضاً بالبيع في العطورات والملابس من محل صفوة للعطورات وأشجع عمل البنت التي تعتمد على نفسها وليس على أبيها أو أخيها، فأنا أسعى للعمل مع أختي لسد احتياجاتنا وبحكم أنَّ والدي منفصل عن والدتي، لجأنا للعمل ونتمنى أن يوفر لنا دورات لنعمل في مصانع خاصة بالسيدات. * * وتقول سهى حسن حمد الله، الحاصلة على دبلوم أعمال بنكية، وتملك مع شريكة لها محل سيريو للكرستال: هذا الاسم للمحل هو دمج لاسمي واسم شريكتي محلنا عبارة عن محل يختص بالكرستال والشنط والتحف وغيرها. كان لدراستي دور في اتجاهي للعمل التجاري، فالمرأة فُتحت أمامها مجالات العمل والإبداع والشراكة في العمل جيدة حيث يوزع الوقت والمال، والعمل يكون مثمراً بالتعاون وقد كان لجمعية الأطفال المعاقين نصيب من محلنا بواقع 10% لمدة 3 أيام لأن العمل الخيري واجب على الجميع. * * وتحدثنا سيدة الأعمال منى العجاجي تخصص رسم ونحت في محل مكياج ومخلط من الأعشاب الطبيعية، حيث تحدثت عن تجربتها عن المكياج وتمنت من كل فتاة سعودية أن تتجه لخدمة نفسها حيث قالت: إن أغلب البنات اتكاليات، فهي لا تستطيع أن تضع المكياج لنفسها حيث تذهب إلى المشغل لتصرف مبلغ 500 ريال على المكياج و500 ريال على التسريحة فمن المفروض أن توفر هذا المبلغ لزوجها وتقوم بابتكار أشياء مفيدة لها من أعشاب طبيعية بدلاً من شراء المساحيق التي أغلبها مواد كيمياوية تدمر البشرة وتقضي على نضارتها. وتقول: أتمنى أن تُفتح معاهد خاصة تعطي شهادات للبنات، أو أكاديميات تمنح شهادات مصدقة للمكياج وتعمل في مشاغل محترمة وتوفر فرص العمل للفتيات السعوديات حتى نستفيد من خبراتهن وقدراتهن الإبداعية، فالعاملة (الموظفة) غير السعودية يصرف لها بدل سكن وتذاكر، وتعطى مبلغاً، فلماذا لا تدرس السعودية وتعمل بنصف هذه المصاريف التي تُصرف على الأجنبية، بالإضافة إلى أن يكون هناك محلات تُباع فيها أدوات الزينة والمكياج بدلاً من الذهاب لصاحب المحل لتقول له: أريد ما يناسب بشرتي، وأريد مكياجاً براقاً، فهل هو أدرى بهذا من السيدة وقد يفهم كلامها خطأ، فأتمنى أن تتجه الفتاة السعودية للاعتماد على نفسها وتوفير فرص الدراسة لها. رأي الجزيرة العمل الخيري عمل إنساني يجعل المجتمع أكثر ترابطاً وإحساساً تجاه شرائح المحتاجين والمعاقين، فنحن واجبُنا مدُّ يدِ العون بالتبرع لهذه الجمعية لتؤدي رسالتها السامية على خير وجه.
|