* الرياض - فارس القحطاني: مما لا شك فيه أن برنامج التدخل المبكر للكشف عن أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء كان له الفضل بعد الله تعالى في علاج العديد من الحالات التي كانت تحمل هذه الأعراض، والبرنامج يتبع عدة إجراءات أولها الفحص ثم تقديم العلاج المناسب لكل حالة. (الجزيرة) التقت مع العاملين في مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي وعدد من أولياء الأمور الذين استفادوا من برنامج الكشف المبكر لأمراض التمثيل الغذائي والذي أعاد لهم الأمل بأطفال سليمين أصحاء. في البداية التقينا بالدكتور محمد راشد رئيس مختبر الكشف عن أمراض التمثيل الغذائي والغدد بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الذي قال إن أمراض التمثيل الغذائي تشكِّل نسبة عالية في المنطقة العربية وعددها يفوق ثلاث مائة مرض وهي مرتبطة بزواج الأقارب. واتضح من الأبحاث أن بعض الأمراض يمكن التعامل معها من خلال التدخل العلاجي. وقال الدكتور محمد إن أمراض التمثيل الغذائي الوراثية مسؤولة عن 20% من التخلف العقلي و25% من الوفاة المفاجئة، وقد أوضحت بعض الدراسات التي أجريت في مستشفى التخصصي أن ما بين 500 -100يوجد مصاب واحد نتيجة أمراض التمثيل الغذائي الوراثي. كما أن زواج الأقارب ينتج عنه 25% المواليد يصابون بالمرض و50% من المواليد يحملون المرض و25% من المواليد غير مصابين وغير حاملين للمرض. وأوضح الدكتور محمد أن الكشف المبكر بدئ عام 1963م وهو يشمل بعض قطرات من دم الطفل ويتم تحليله وهذا الكشف المبكر يخفف من العبء النفسي على أسرة المولود ويكون شكل العلاج على حميات غذائية خاصة. وفي عام 1994م تم تطبيق نظام فحص طيف الكتلة الذي يتم من خلاله قياس 5 مركب خلال دقيقتين ولكن نسبة النتائج الصحيحة منخفضة جداً. وأردف الدكتور محمد أن الهدف من المشروع هو الكشف على جميع المواليد والتأكد من الحالات الإيجابية ومعالجة جميع الحالات وتحديد طبيعة أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء ومدى حدوثها في المملكة وإيجاد نظام وطني لتحديد وعلاج الأمراض، وكذلك وضع نظام وطني للاستشارات الوراثية وإيجاد برنامج تدريبي لأطباء الأطفال وبرنامج تدريبي لأخصائيي التغذية وبرنامج توعية عام. وأوضح الدكتور محمد أن البرنامج له أربع مراحل أولها القيام بجمع ما يقارب 75 ألف عينة والقيام بالفحص عن 15 مرضاً في تلك العينات وكذلك دراسة المشكلات التنظيمية وتسجيل النتائج وإيجاد قاعدة معلومات ثم وضع إستراتيجية لمكافحة هذه الأمراض ونشر النتائج والبرامج عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، كما أن البرنامج سوف يساهم في الاقتصاد الوطني بحيث يمنع بعون الله أن يكون هناك طفل معاق مما يتطلب علاجه وتلبية احتياجاته ما يفوق السبعين ألف ريال سنوياً. كما تحدثنا مع المواطن علي العنزي وهو والد طفلتين استفادتا من خلال برنامج الكشف المبكر لأمراض التمثيل الغذائي، وقال كان لدي طفلتان ولدتا في مستشفى الملك فيصل التخصصي الأولى تم تحليل دمها بعد أسبوع من ولادتها وقد تم إرسال عينة من دمها إلى مركز الأبحاث الذي أفاد بأن الطفلة تعاني من نقص في أنزيمات الجسم ولكن تم تدارك الوضع بإعطاء برنامج غذائي محدد وعلاج ولله الحمد تعافت وأصبحت بصحة كاملة، وفيما يخص شقيقتها الصغرى فقد تم تحليل عينة من دمها في ثاني يوم منذ ولادتها واتضح أنها تعاني من نفس الأعراض التي كانت تعاني منها شقيقتها الكبرى ولكن تم تحديد المرض وكان نقص في إنزيمات الجسم وأعطيت دواء منعها من الأصابه بأمراض أو إعاقات. وأضاف العنزي أن المرض أو الخلل الذي قد يتطور لدى طفلتيه في حال لم يتم اكتشافه قد يتسبب مع الوقت لهما في إعاقه مستديمة وخطر على حياتهم والتسبب في الموت لا سمح الله. ووجَّه العنزي رسالة إلى أهل الخير ورجال الأعمال إلى دعم برنامج التدخل المبكر عن أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء والذي يمثِّل أمل كل أسرة في الاستفادة من هذا البرنامج والخروج من شبح الإعاقة أو وفاة الطفل لا سمح الله. ومن جانبه أوضح المواطن أبو عبد الرحمن أنه وخلال ولادة زوجته لطفلهما الثامن طلب الطبيب أخذ تحاليل دم للمولود وقد استفسر عن صلة القرابة بين الزوجين واتضح في نتائج التحليل أن الطفل يعاني من أحد أمراض التمثيل الغذائي وقد قام الطبيب بإعطاء دواء معين ونظام غذائي للطفل. ومن المحتمل أن يؤدي مرض نقص الأنزيمات في الجسم لو لم يتم علاجها وفحصها مبكراً فقد يؤدي إلى الإصابه بإعاقه أو إلى الوفاة. وفي الختام دعا أبو عبد الرحمن رجال الأعمال وأهل الخير إلى دعم هذا البرنامج الوطني الذي يهدف إلى فحص المواليد منذ لحظة ولادتهم والقيام بإعطائهم برنامجاً يحميهم من الإصابة بالإعاقه أو الوفاة، وكضمانة لهم في مستقبل واعد خالٍ من الإعاقة.
|