Friday 10th June,200511943العددالجمعة 3 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

صور من مسيرة الملك المؤسس من خلال كتاب (الإمام العادل)صور من مسيرة الملك المؤسس من خلال كتاب (الإمام العادل)
عبدالله بن حمد الحقيل /أمين عام دارة الملك عبد العزيز الأسبق

الإمام العادل صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود، سيرته - بطولته - سر عظمته.
هذا الكتاب من تأليف السيد عبد الحميد الخطيب، وقامت بطباعته مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1370هـ.
ويتكون الجزء الأول من 334 صفحة .. أمّا الجزء الثاني 192 صفحة.
هذا هو أحد الكتب التي تناولت سيرة الملك عبد العزيز وبطولته، أما مؤلف هذا الكتاب فهو السيد عبد الحميد الخطيب، والتحق بخدمة الملك عبد العزيز فعُيِّن عضواً في مجلس الشورى، ثم وزيراً مفوضاً للمملكة في باكستان.
وقد كتب المؤلف كتابه بناءً على رغبة عميد الكلية العربية في باكستان ليُترجَم إلى اللغة الإنجليزية، ويدَّرس فيها، لكنّ الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع - رحمه الله -، مدير المعارف في عهد الملك عبد العزيز عندما قرأ الكتاب اقترح ألاّ يُكتفى بطبعه ونشره في باكستان، وإنِّما يجب أن يُطبع ويُنشر باللغة العربية، لأنّ العرب - في نظره - أشد الحاجة إلى قراءته، وشباب بلادنا أولى بمعرفة سيرة ملكهم، وما حدث في بلادهم من التطورات، وقد قدَّم الشيخ محمد بن مانع للكتاب فقال: (قرأت جميع هذا الكتاب قراءة تأمُّل واستفادة وتحقيق فوجدته كتاباً ممتعاً وافياً كافياً في موضوعه سلك فيه مؤلفه .. مسلك التحقيق والإخلاص، وبيان الحقائق التاريخية التي لم يسبق تدوينها، وإنّه لمن أصدق المصادر).
وقد تحدث المؤلف في بداية الجزء الأول عن (حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية التي كان يدعو إليها الملك عبد العزيز، وحاول تعليل تسمية الوهابية) والدفاع عنها، واستخدم تلك التسمية في ثنايا كتابه، ثم استعرض تاريخ الدولة السعودية في دوريها الأول والثاني، وبعد ذلك استعرض المؤلف حياة الملك عبد العزيز، مولده، نشأته، بطولته، استيلاءه على الرياض، توحيده لنجد والأحساء، علاقته بالأتراك والبريطانيين، وضمِّه لبلاد عسير وجبل شمر، ثم أخذ يفصل علاقة الملك عبد العزيز بالشريف حسين، شريف مكة، والخطوات الأولى لإنشاء المؤسسات الإدارية، وتصميمه على جمع الشمل ووحدة الكلمة وإعادة مجدها المبني على دعائم الإسلام.
أما النصف الثاني من هذا الجزء فقد خصصه لاستعراض بعض المشكلات الداخلية والخارجية التي واجهها الملك عبد العزيز في سبيل ترسيخ نفوذه وبناء دولته، وتنظيم الأمور الإدارية وتوحيد المملكة العربية السعودية، والعلاقات مع مصر واليمن وتأسيس الجامعة العربية، وجهود الملك عبد العزيز لصالح قضية فلسطين، وعلاقته بدولة الباكستان.
أما الجزء الثاني من الكتاب فقد خصص المؤلف القسم الأول منه للحديث عن أُسرة الملك عبد العزيز، وكبار أنجاله ورجال دولته وحاشيته وصفاته الشخصية، من خلال إيراد أحداث تدل على تلك الصفات.
أما القسم الثاني فقد تحدث المؤلف فيه عن بناء مؤسسات الدولة والمشاريع الإصلاحية التي أنجزها الملك عبد العزيز حتى وقت تأليف الكتاب.
أما القسم الأخير من الجزء الثاني فقد أورد فيه المؤلف مقتطفات من أحاديث وخطب ونصائح ألقاها الملك عبد العزيز في اجتماعات ومناسبات مختلفة وخاصة خلال مواسم الحج، وتوضيح السياسة التي كان الملك عبد العزيز يريد السير عليها والمشكلات التي كانت تواجهها بلاده .. وتُعَدُّ هذه المقتطفات من الوثائق المهمة التي تلقي الضوء على الفترة الأخيرة من عهد الملك عبد العزيز.
ويركز هذا الكتاب على الثلاثين سنة الأخيرة من عهد الملك عبد العزيز، وبخاصة بعد توحيد المملكة كأهم إنجازات الملك عبد العزيز، وما ترتب على ذلك من نتائج وأحداث وعلاقات والتزامات، وتعود أهمية الكتاب إلى كون مؤلفه أحد موظفي حكومة الملك عبد العزيز .. هذا بالإضافة إلى كون المؤلف معاصراً للأحداث التي يتكلم عنها في كتابه وقريباً منها أو مشاركاً فيها.
ومن هنا جاءت أهمية هذا الكتاب فقد قدَّم فيه مؤلفه معلومات تاريخية مفيدة عن تاريخ موحِّد هذه البلاد ومؤسِّس نهضتها وباني دعائمها الملك عبد العزيز - رحمه الله - حيث يسجِّل المؤلف الوقائع كما وقعت، وهذا هو الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه تدوين التاريخ، لأنّه أمانة تتناقل من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل، ومن إنسان إلى آخر، وناهيك بحمل هذه الأمانة وثقلها.
والكتاب استطاع أن يعطي الصورة الواضحة للملك عبد العزيز الذي قضى حياته جهاداً وترك وراءه الكنز الكبير من الخصائص والصفات والأعمال المجيدة. وإنّ في حياة الملك عبد العزيز وسيرته وعبقريته وفي سجاياه وفي فتوحاته وحروبه، مورداً ثراً لا ينضب معينه، ومهما كتب الباحث فإنّه لن يستطيع أن يحصي الإنجازات التي قام بها، وملاحم البطولات التي سجَّلها، فلقد نذر نفسه للدفاع عن الإسلام وتأمين العدل والأمن والطمأنينة والأمان لهذه الأمة وإعلاء لكلمة التوحيد، وإنّ تاريخه حافل بجلائل الأعمال والبطولات النادرة، وقاد أُمَّته إلى ميادين المجد والكرامة والوحدة والسؤدد والأعمال الجليلة التي تمثلت اليوم وتجسًّدت في هذا الكيان الكبير (المملكة العربية السعودية) حيث أصبحت بفضل الله شامخة يرفرف الأمن والتوحيد على أرجائها، وسارت فيها عجلة التنمية إلى الأمام .. هذا وبالله التوفيق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved