اطلعت على تعقيب الأخ حمود بن عبدالعزيز المزيني وما كتبه المؤرخ د. محمد بن سعد الشويعرعن نشأة بعض البلدان في نجد وكذلك استدراك الأخ عبدالله بن حمد بن محمد العسكر بالعدد المؤرخ في 21-3-1426هـ والعدد 11921 المؤرخ في 11-4-1426هـ فأردت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع حرصاً مني في الإفادة والاستفادة شاكراً ومقدراً سلفاً لهذه الجريدة جهودها فأقول مستعيناً بالله تعالى: أولاً: ذكر الأخ حمود المزيني أن أمير سدير عبدالله بن جلاجل عين بدلاً من حمد بن عثمان أمير المجمعة وقد خطأه الأخ عبدالله العسكر والصواب ما ذكره الأخ عبدالله العسكر لأن الذي عين بدل حمد بن عثمان - رحمه الله - هو أخوه عثمان بن عثمان بن حمد بن علي بن سيف بن عبدالله بن سواج الشمري - رحمه الله - سنة 1191هـ حيث استلحق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله- حمد المذكور - رحمه الله - وولى أخاه عثمان المذكور في زمن ولاية الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود - رحمه الله - واستلحق معه سويد بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن سليمان بن حماد بن عامر الدوسري أمير جلاجل - رحمه الله - ومعهما غيرهما في حصاره لبلده حرمة بسدير، كما ذكر ذلك المؤرخ عثمان عبدالله بن بشر -رحمه الله- واستعمل عبدالله بن جلاجل بن إبراهيم بن سليمان بن حماد بن عامر الدوسري - رحمه الله - أميراً على بلدان سدير ومقره جلاجل وعثمان المذكور أمير على المجمعة ومن بعده ناصر بن عقيل بن بدر الملقب (جعوان) في زمن تلك الإمارة أي إمارة عبدالله بن جلاجل على بلدان سدير ويرجع أمير المجمعة وجميع أمراء سدير إلى الأمير عبدالله بن جلاجل المذكور في جلاجل لأنه مرجع جميع أمراء بلدان سدير. وبهذا يتضح جلياً ما ذكره الأخ عبدالله العسكر أن عبدالله بن جلاجل لم يحصل له إمارة مباشرة على المجمعة وهذا هو الصحيح. ثانياً: إمارة ابنه محمد بن عبدالله بن جلاجل - رحمه الله - هي كسابقة إمارة أبيه على بلدان سدير، ومعلوم أن محمد بن جلاجل كان أميراً على بلدان سدير من قِبل مشاري بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله - سنة 1235هـ بعد سقوط الدرعية سنة 1233هـ كما ذكر ذلك عثمان بن بشر - رحمه الله - في تاريخه (عنوان المجد في تاريخ نجد) وأنه نزل قصر جلاجل وصار أميراً لبلدان سدير وفي فترة تلك الإمارة كان أمير المجمعة هو مزيد بن حمد بن عثمان بن حمد بن علي بن سيف بن عبدالله بن سواج الشمري، ويرجع المذكورهو وباقي أمراء بلدان سدير إليه في مقره في جلاجل. ثالثاً: بما أن الوثائق تعتبر رافداً من الروافد وتوضيح الحقائق التي يغفل عنها المؤرخون في تواريخهم، فلدي وثيقة مؤرخة سنة 1231هـ توصي بأن مقر أمير سدير محمد بن إبراهيم أبا الغنيم - رحمه الله - هو جلاجل والذي ولاه الإمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله- بعد عزل عبدالله بن محمد المعيقل -رحمه الله- ومحمد بن إبراهيم أبا الغنيم من أهل جلاجل من الدواسر وذكر فيها محمد بن عبدالله بن جلاجل - رحمه الله- أمير بلدان سدير من قِبل مشاري بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود - رحمه الله - كما أسلفت وأمير وادي الدواسر في ولاية الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله - وذكر فيها أيضاً عبدالكريم بن معيقل وهو الشيخ عبدالكريم بن معيقل - رحمه الله - من أهل القرائن إلى القضاء وولي إمارتي القصيم وسدير في ولاية الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود - رحمه الله - وهذا مقره المجمعة. وموضوع الوثيقة أن الأمير محمد أبا الغنيم ولى علي بن مجحد على نصيب لولوة بنت جلاجل في ركية آل محمد... إلخ. ومعلوم أن ما ذكر بعاليه للشخصين والمكان يختص بجلاجل كما أن هناك أمراء لبلدان سدير وكان مقرهم المجمعة مثل محمد بن عبدالله بن الأمير - رحمه الله - من أهل ضرما سنة 1242هـ في ولاية الإمام تركي بن عبدالله - رحمه الله - تم عزله وجعل مكانه محمد بن عبدان من أهل الأحساء فلما توفي جعل مكانه أحمد بن ناصر الصانع - رحمه الله - سنة 1244هـ. كذلك حمد بن سالم - رحمه الله - في ولاية الإمام سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - كذلك حمد بن يحيى بن غيهب - رحمه الله - في ولاية الإمام تركي بن عبدالله - رحمه الله- كذلك عبدالله بن محمد بن معيقل -رحمه الله- في ولاية الإمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - كذلك عبدالله بن إبراهيم بن عبدالله الحصين - رحمه الله - سنة 1257هـ في ولاية الإمام تركي بن عبدالله - رحمه الله -. ويرجع جميع أمراء بلدان سدير إلى الأمير الرسمي في مقره في المجمعة وكما ذكر الأخ عبدالله أن مقر الإمارة العامة لسدير في عهد الدولة السعودية الأولى متنقلاً بأكثر من بلد من سدير. هذا ما أردت إيضاحه وبيانه إكمالاً للفائدة.وبالله التوفيق.
عبدالعزيز بن محمد بن سليمان الفائز/الرياض |