سعادة رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) سلمه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فقد اطلعتُ على زاوية (بلا تردد) للكاتبة هدى المعجل في العدد 11934 حول المداهمات التي تقوم بها أجهزة الأمن مشكورة، تحدثت فيه الكاتبة عما يحدث في المنازل والأحياء المهجورة في بعض المدن؛ حيث تحولت إلى أوكار للفساد والمخالفات والدعارة وإيواء الهاربين.. إلخ. ثم ختمت الكاتبة المقال بالقول: إن (العادات والتقاليد والأديان السماوية وسلوكيات العامل) هي السبب في ذلك. وهنا أعقب بالقول من وجهة نظر شخصية بحتة: إن هذا القول ربما لا يكون صحيحاً بدرجة كبيرة؛ فالأديان السماوية الصحيحة غير المحرفة التي ينتسب إليها هؤلاء (وإن كان فيهم مسلمون)، وما ينشأ منها من عادات وتقاليد لسلوكيات الشعوب، وخصوصاً الشرق آسيوية، لا تدعو إلى الفساد أو الرذيلة، هذا من جهة، أما السبب في رأيي فهو يكمن في التساهل من قِبل أرباب العمل والمسؤولين عن تسيب العمالة وهروبها، ونحن نعلم يقيناً الخطر الذي يأتي معهم، ومع ذلك نستقدم ونطالب بتسهيل الإجراءات، ونرى أن القوانين التي تحد من العمالة وأخطارها تتقاطر كمطر الخريف على استحياء على الرغم من أن الأجهزة الأمنية عرت الكثير من الأحياء وكشفت الزيف تلو الزيف لهؤلاء العمالة، واتضح مدى سذاجة الكثير بالتعاطف مع العمالة وفتح السبيل لهم، ولم يرتدع الكثير من أفراد المجتمع على الرغم من الحوالات المالية الخيالية للعمالة وعلى الرغم من القتل، فهذا كفيل اغتيل في منزله، وهذا طفل وضع في فرن المطبخ، ورضيع آخر غرز فيه الغرزة تلو الغرزة، ومع ذلك نتهرب ونخاف في نقدنا من هم يسيؤون استخدام الحق في الاستقدام. أنا - كمجرد قارئ - غير موافق على القول: إن الديانات والعادات والتقاليد هي السبب، ولكن التعامل المرهف السابق مع المخالفين وسَّع دائرة الخطر وبطء الإجراءات وقدرة المواطن على الالتفاف على الأنظمة والقوانين المشرعة للاستقدام. هذا ما وددتُ التعقيب به، مع الشكر للكاتبة الفاضلة على غيرتها وتلمسها الجاد للقضايا المجتمعية عبر كتاباتها المختلفة، والله من وراء القصد.
محمد بن سعود الزويد/الرياض |