* لديّ ولد في الخامسة من عمره مصاب بتخلف عقلي لا ندري سببه، ولم يفد معه العلاج، ولا الرقية. هذا المرض اليوم هو شغلنا الشاغل.. وحتى لا تسألنا فليس في (الأسرة) من قبل الأبوين أي مصاب بمرض كهذا. وحالة هذا الولد مستقرة من حيث الأكل والشرب، ومن حيث استقرار تخلفه العقلي فهو راكد. وقد أكد لنا أ.د. أحمد بهادر منشار أن هذا قد يعود إلى (غذاء الجنين) من السائل الرحمي الملوث أثناء الحمل، إلا أنه توقف عند هذا فلم يزدنا عليه. فهل لهذا علاج..؟ وكيف يكون غذاء الجنين للسائل الرحمي..؟ ..م.م.م. سليمان.. (جدة) ج- لعل الطبيب المذكور لم يقل (غذاء) هكذا؛ لأن السائل الرحمي لا يُتغذى منه لكنه يستنشق.. فالجنين قد يستنشق السائل الرحمي لكن الملوث، وهذا حسب علمي وقراءاتي يسبب - بإذن الله تعالى - التخلف العقلي.. ويختلف هذا التخلف بين جنين وجنين آخر. هذا من جانب، ومن جانب آخر يبدو لي أن هذا التخلف مكتسب وليس وراثياً، وهذا يعطي باباً واسعاً من أسباب العلاج؛ (فما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواءً علمه مَنْ علمه وجهله مَنْ جهله).. فعالجوه بدوام الرقية وتكرار ذلك، مع ضرورة البحث عن العلاج العضوي والعقلي.. ولعلكم إن كان لديكم (كافة الأشعة والتقارير والوصفات الطبية مهما كانت) تزودونني بها مع ضرورة ذكر (الأطباء) الذين عاينوه لإمكان مناقشتهم والاتصال بهم لفَهْم ما بنوا عليه أمره. وبين يدي تقرير طبي جيد حول الإجابة عن السؤال الثاني أنقله هنا لتمام الفائدة.. قال ذلك التقرير ما نصه: إنَّ السائل الملوث بالعقي في حوالي اكثر من 20% من الولادات. وتحدث الحالة عادة عند الرضع المولودين في تمام الحمل أو بعد اكتماله. ويؤدي ذلك عادة إلى التهاب رئوي (ذات الرئة) الناجم عن استنشاق العقي عند حوالي 5% من هؤلاء الرضع. ومن ضمن هؤلاء الرضع يحتاج إلى 30% للتنفس الصناعي ويتوفى منهم حوالي 5 - 10%. ان مرور العقي ضمن السائل السلي يؤدي إلى حدوث ضيق في التنفس ونقص في الاكسجين عند الجنين ويتلوث ذلك الرضيع بالعقي.. واحياناً يحتاج هؤلاء الاطفال إلى الانعاش بعد الولادة مباشرة وبسرعة لإنقاذ الطفل ومخه ورئته. المظاهر السريرية: عادة يتم استنشاق جزيئات سميكة من العقي إما وهو في رحم أمه قبل الولادة أو بعد أخذ النفس الأول (وهو الأمر الغالب). هذه الجزيئات من العقي قد تؤدي إلى الانسداد للطرق التنفسية الصغيرة ومِنْ ثَمّ حدوث الضائقة التنفسية في غضون الساعات الأولى من حياة الطفل مع زرقة أحياناً في الحالات الشديدة. وقد يؤدي ذلك أيضا إلى خروج الهواء من الرئة إلى الصدر وحدوث ما يسمى (استرواح الصدر). في العادة يبدأ تحسن الطفل بعد 72 ساعة، وقد يسوء ويؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم إنقاذ الطفل وتوصيله بالتنفس الصناعي.. لذا فإن الولادة في المستشفيات الحديثة تنقذ الطفل بإذن الله. كيف يمكن الوقاية يمكن ذلك بالولادة في الأماكن المجهزة ووجود الأطباء ذوي الخبرة، حيث يجب الانتباه إلى الطفل وهو في بطن أمه قبل الولادة وعدم حدوث العقي والمباشرة بالولادة الفورية في حالة وجود ضائقة جنينية أو تباطؤات متأخرة أو ضعف في ضربات قلب الجنين. كما يجب الانتباه إلى الطفل بعد الولادة مباشرة والتقليل من فرصة استنشاق العقي بمص المفرزات بسرعة بعد ولادة الرأس. أما العلاج فيعتمد على حالة الطفل وشدة تأثره بالسائل العقي ويحتاج إلى تفاصيل طبية القارئ في غنى عن معرفتها. وبالنسبة لخطورة العقي فقد وجد ان نسبة الوفيات عند الرضع الملوثين بالعقي أعلى منها عند غير الملوثين به، ويعتبر استنشاق العقي مسؤولاً عن نسبة كبيرة من وفيات الرضع. أما في حالة اصابة الرئة فيندر بقاء مشاكل في الرئة، وإن وجدت فهي تشمل على السعال العرضي والازيز وفرط الانتفاخ المستمر لفترة طويلة تصل حتى 5 - 10 سنوات. والأخطر مما سبق ذكره اصابة الجهاز العصبي المركزي نتيجة للاختناق الذي قد يسبب تخلفا عقليا وإعاقة مدى الحياة التي يجب تجنبها بالولادة في الاماكن المتخصصة وعدم التأخير في مراجعة المستشفى في حالة الولادة بغيره.
|