يقول أهل الطب العربي إن لحمة الإبل من أكثر اللحوم إحراقاً (للدم البارد.. وأقلها ضررا للجسد المتمدد طواعية)!! (توقد العاطفة اشعالاً.. وتزيد المودة إبهاجاً).. وتعلن الحب الصاخب ابتذالاً!!؟ تحمل معدلاً غريباً في ارتفاع عصبية المرء تدريجياً.. فتؤجج غيرته بمناسبة وبدون مناسبة تقحمه الضوضاء وتسلبه الهدوء.. وتجعله عربياً لا يقبل الاعتراف بأنصال الحلول..!! تجدهم يوصون بالإكثار من تناولها لمن يعانون من البرود العاطفى الباهت.. أو المشاعر مسلوبة التطوير.. أو لعله لأولئك الذين عشقوا العمل الدؤوب الذي جعل هاماتهم أعنان السماء طولا..!!؟ (1) * أحد أولئك الذين عشقوا الوطن فأحبوا خيراته واستلذوا بأكل لحمته (الرمز).. هو سيد الهرم الرياضي الأول (سلطان بن فهد بن عبدالعزيز). * ولم يكن تأهلنا للمونديال العالمي وللمرة الرابعة على التوالي وكأعظم إنجاز على الإطلاق لرياضة الوطن إلا دليلا واضحا وبرهانا قاطعا على علو كعب كرتنا السعودية وأن الطريق ماض *.. ماض رغم كل صيحات التوجس ونداءات التعبس.. أو لنقل مانشتات التهبيط وعبارات التنديد!! * لم يكن سلطان ككل القارئين للكفوف!! * لم يكن ككل المنصتين أو الناطقين أو حتى الفاعلين!!؟ * كان يصمت فيظنه الجاهل انه الفشل!! * كان يتريث فيقول من بقلبه مرض انه الضعف!! * كان يقدم الفرصة تلو الفرصة لتعود الأجهزة من غفوتها ويكون الإنجاز ويتحقق الطموح * كان في كل مرة يفشل فيها.. يعاود المسير متوحدا.. * يرمقهم بشعاع العين..!! * يرقبهم بطرف اللحظ..!! * يعمل.. ثم يدع للبنان مواصلة التصلب احتراماً..!!؟ * عشق العمل الدؤوب فأوصل منتخبه للعالمية..!! * أبدع فأبدعت أقدام لاعبينا في رسم الإنجاز السعودي الأشم..!! * فله منا كل الحب والعرفان والتبريكات.. (2) * هاربة أنت يا قدماه!!؟ * قاطبة أنت يا حاجباه!! * ناطقة أنت يا مقلتاه!! * فاعلة أنت يا عزيمتاه!! * فاعلة.. ناطقة.. قاطبة.. انه هو.. هو الفتى الهارب من الأرض!!؟ * كان هارباً (لكن الذئب كان حاضراً) والذئب حين يحضر لا يترك فريسته لأحد.. اقسم لكم أنه لا يترك فريسته لأحد!!؟ * قد صدقني البغاة يوم أمس حين قالوا بصوت واحد (لله من أين لنا مثل سامي) * لله من أين لنا حدة ذكاء سامي؟ * فطنته.. مكره.. دهاؤه.. قدرته على الاستدراج .. والاستدراج نحو الفتك بفريسته وبطريقه الموت البطيء!!؟ * ذلك الموت الذي يسري مسرى السم في الدم!!؟ * سامي ابن السابعة والثلاثين ربيعاً.. نضج الأداء.. عقلية الولاء.. روح الانتماء * عودوا معي بالذاكرة كيف كان سامي يصول ويجول في عمر كان فيه غيره يتعثرون في كل كرة ساكنة!!؟ * لكن سامي والشلهوب ومنتشري والحارثي وياسر ومناف والكريري ومبروك وجميع الكتيبة الخضراء لم يكونوا مجرد لاعبين عاديين * لم يكونوا طيورا وديعة ضلت طريقها في بحر لجي متلاطم الأمواج!!؟ * لا لم يكونوا كذلك أبداً (بل كانوا كتيبة حربية تنفذ مهمتها على الوجه الأكمل وتدع لجماهيرها القيام بدور (الزف) نحو أعظم وأكبر وأهم تجمع عالمي في التاريخ.. (3) * الساعة قد فرغت من صلاتي ودعوت لكل المهمشين والناضبين والبراغيث بالهداية.. الهداية قبل أن يموتوا على طريقة البدر.. (بدر بن عبدالمحسن) التي يقول فيها: (اموت وما درى بموتي أحد)!!؟ * أولئك الذين ظنوا بمحاولاتهم اليائسة انهم نالوا من عزيمة رجالنا وطموح أبنائنا في الوصول المتكرر إلى المونديال العالمي فكان الرد أبلغ وأعمق وأهم.. * أبلغ لأنه سيعني أنه المنتخب العربي الوحيد الذي يتأهل للمونديال العالمي لأربع مرات متتالية.. * وأعمق لأن التاريخ قد رصد وأرخ ودون في زمن المهمة الكروية!!؟ * واهم لأننا السعوديون المرتفعون دائماً عن كل المهاترات اللا اخوية والأحاديث اللا انسانية فيكون الرد في الميادين الخضراء حين تهطل كرات الشلهوب وتمطر أهداف سامي!!؟ (4) * بالأمس عانت كوكب الشرق (أم كلثوم) من الإشاعات فطلقت وتزوجت عشرات المرات لتكون خالدة بأعمالها المصاغة بمداد من ذهب دون الخوض في مهاترات الرمق الاخير إياها!!؟ واليوم يعاني فيه جارنا من تطاول جيرانه في التمادي والتناجي والتشاكي عن أمر لن يمس وطنيته أو أخلاقياته أو حتى ولاءه!!؟ * وكأني بغد يوما (جديداً) سيعاني فيه (منتخبنا) من بقايا شائعات مندسة في رمضاء الغيرة والحسد والعياذ بالله.. * حسناً فليبارك الوصوليون حظهم الآن * وليفعل جيرانه ما بدى لهم مستقبلاً * فما فعلته بهم (الكتيبة الخضراء) حري بأن يبقيهم كهشيم دكة السيل من أطرافه!! * إنه قادر (على ذلك.. بل لنقل انه فاعل) ذلك لا محالة.. (5) * والسعوديون يطبقون على أنفاس خصومهم ويحاصرونهم كداء استشرى ليلاقي الدواء المستشفى ويكون تنفس الصعداء بالتأهل إلى ألمانيا لابد أن نشير هنا إلى دور إعلامنا الراقي في التعامل مع أحداث ذلك التأهل.. وعي المنشتات ومنطقية الحوارات وترجمة رؤساء أنديتنا لوطنيتهم الصادقة دون زيف أو رياء أو سمعة..ولعل الدور الأهم في كل شاردة خضراء لتلك الجماهير الهادرة التي تكبدت مشقة الترحال وعناء الاختبارات لتكون النجم الأوحد في زف وطنهم نحو المحفل الدولي الأهم هناك حيث هي المكينات الألمانية والطلعات النازية لكل أولئك الوطنيين والطيبين والأوفياء نقول لهم مبروك ومن الأعماق هذا الإنجاز الوطني التاريخي الكبير وسنقول لكل العالم وللمرة الرابعة على التوالي (نحن أكلة لحوم الإبل قادمون)
|