كنا على موعد مع الحكاية.. نترقب.. نلتزم الصمت.. منصتين.. لمعلقة كتبت بأحرف خضراء.. ناصعة بروحها الوطنية.. لحظات من البهجة.. أوقدت فينا شدو الغواني.. وربيع الأماني قاسمت فينا الإحساس.. لحظة بلحظة.. وخطوة بخطوة.. قصيدة عشق ينتشيها الوطن ربيعا.. عنوانها (آسيوية).. لغتها (عالمية).. فتحت (الهدية).. انبعثت منها رائحة زكية.. لا شرقية.. ولا غربية.. عربية.. سعودية.. راحت تقاسم المجد سماته.. وألوانه الوردية.. وبهمة وطنية.. حاضرة بروح فتية.. وعزيمة أبية.. تنشد السمو والمعالي.. ولا تبالي.. وتهتف بصوت عالٍ: القول لنا بكل اللغات وبجميع اللهجات التي تعانق بنا فضاءات العالمية.. فكان لها مبتغاها.. في ليلة صنع النصر شذاها.. وارتسم الفرح على محياها.. تتغزل بإبداع لا يتناهى.. في شباب يتدفق عطاء.. وعطاء مترع بالإباء.. وإباء يدفعه الولاء.. وولاء مولع بعشق الانتماء.. أجل.. هكذا الربيع يعود.. فيكسو بطون الأودية وسفوح الجبال بلونه الأخضر الزاهي.. يبعث فينا ألوان التباهي.. زهوا بما سكبناه على خارطة الحدث.. وما حققناه من نجاح يتلوه نجاح.. حتى أصبح الفخر مباحا.. نديا.. تنتشيه الروح الوطنية.. أجل.. فنحن أصحاب ريادة.. ولنا في ميادين الشرف عادة.. وحين نسرج للعطاء جياده.. تصبح بأيدينا القيادة.. لنا مع المجد موعد.. ومن كل عذب مورد فشكراً لمن أكمل الصورة.. بهذا الجمال الرائع.. الذي توشحه الوطن بهجة.. وأعاد للأخضر وهجه.. شكراً سلطان.. شكراً نواف.. يا منبع العطاء.. ومرتع الوفاء.. حين رفعتما رايات التحدي .. في زمن التحدي.. واعدتما جياد المجد إلى ميادين النصر.. فكان العطاء.. ضياء.. ينثر تباشير المستقبل.. أهازيج يزهو بها جبين الوطن.. وهج تتلاشى أمامه خائنة العتمة.. أجل.. ولكما بعد الله الثناء.. حين ألجمتم أصوات المآتم.. أصواتا كانت هنا تحتفي بالتشاؤم.. تملأ المكان بغثائها.. وبآمالنا تساوم.. تراودها أفراح الهزيمة.. وسقوط الأشجار المخضرة.. تحتفي بكل ورقة سقطت .. رمى بها امتداد الأغصان المثمرة.. أجل.. ستبقى القزامة فيها تتنفس إفراز خشاش التراب.. تنتظر أحلاماً من سراب.. ويظل الشجر الباسق.. يثمر.. ويتنفس الهواء النقي.. وتظل المخلوقات الصغيرة تتوارى.. عن ضوء القمر وانهمار المطر.. وتهرب ذات النعيق .. حين تتعالى أهازيج (النصر)..
|