أبدى صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز رئيس نادي النصر المكلف استياءه من تخبطات وعبث مسؤولي اللجنة الفنية والأمانة العامة للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم لتدخلهم المستمر والسافر في سير ومجريات المسابقات الرياضية في كرة القدم بما يبعدها عن جو التنافس النزيه ويقلل من فرص المساواة والعدل بين الأندية المختلفة، كما أبدى استياءه من تخوين الأندية السعودية من قبل أشخاص يفتقدون لأدنى حدود المسؤولية والأمانة ويفتقرون لأبسط مشاعر الحس الوطني وينقصهم الكثير من الخبرة والدراية ويرى سموه أن مثل هؤلاء الأشخاص هم دخلاء ولا يعبرون عن واقع جميع العاملين في خدمة الرياضة السعودية لا من قريب أو بعيد. وقال سموه: إن الأندية السعودية ومسؤوليها يتبرؤون من تعبث هؤلاء ومن أفعالهم التي تعكر صفو المسابقات وإنهم من وراء عبثهم هذا لا يخدمون إلا نواياهم ومآربهم الشخصية. وأضاف سموه انه يذكر هؤلاء ان خير دليل على نزاهة الأندية السعودية هو ما حدث في موسم ماض من المواسم الكروية إذ كان بإمكان نادي النصر أن يحول مسار بطولة الدوري السعودي لشقيقه نادي الاتفاق لو انه تراخى وهزم نفسه أو تعادل معه على الأقل، إلا أن المبادئ والقيم النبيلة التي اعتدنا عليها في هذا الوطن الغالي وفي نادي النصر والتي غرسها رمز الرموز الراحل في نفوس أبناء النادي عبر مسيرته التاريخية والحرص على المنافسة الشريفة جعلت نادي النصر يلعب المباراة بكل جدية ليظفر بالفوز الذي تحقق له بفضل من الله ثم بجهود المخلصين من أبناء النادي وبالتالي تحول مسار البطولة لشقيقه نادي الهلال. وأضاف ان التاريخ يشهد على أن رمز الرموز الراحل كان يقود نادي النصر ويعمل بكل جدية على غرس القيم النبيلة وإذكاء الروح الرياضية التنافسية الشريفة ولم يكن يرضى أبداً إلا بالخلق الحميدة في الوقت الذي كان فيه مثل هؤلاء مازالوا يجهلون أبجديات الرياضة.. ولشديد الأسف ما يزالون هكذا حتى يومنا هذا، فلم ينضجوا بعد، إذ إن إمكانياتهم لم تؤهلهم لأن ينهلوا من معين مبادئ المنافسات الرياضية الشريفة ولم يعرفوا نبل معانيها ويعملوا بها ويهتدوا بهديها لذا نراهم يضلون الطريق في أحكامهم ويتخبطون في تصرفاتهم العرجاء ولا يرون أبعد من وقع أقدامهم، لا لشيء إلا لعدم دراية وغياب في الوعي وفي الضمير. إنهم قاصرون في تصرفاتهم كقصورهم في تفكيرهم وفي رؤياهم ولا يرون الناس إلا بعين طبعهم، وعليهم ينطبق المثل: (كل إناء بما فيه ينضح). وأضاف سموه قائلاً: نحن والمخلصون من رؤساء الأندية الشرفاء الذين يرفضون التبعية تكلمنا كثيراً وأعلنا صراحة وأبدينا الكثير مما نعانيه من جراء تخبط هؤلاء العابثين، وقد تحدثنا مراراً وتكراراً محذرين من الآثار السلبية والعواقب الوخيمة المترتبة على التغيرات المستمرة في جدول مواعيد المباريات في المسابقات الكروية - بداع، أو بدون داع - وأيضاً من كثرة فترات التوقفات وطول مدتها والتي تؤثر سلباً على أداء اللاعبين وتضر بمستوى وقوة المنافسات السعودية. ولقد كان يحدونا الأمل أن نجد آذانا صاغية توقظ هؤلاء العابثين من غفوتهم وتوقف تخبطاتهم وتصحصح فيهم الضمير وأحاسيس المسؤولية الوطنية وتجعلهم يعدلون عن تخبطاتهم وعبثهم ويعملون على تصحيح المسار الخاطئ الذي ينتهجونه متخبطين مرات وعابثين مرات أخرى متذرعين بذرائع البطولات الدولية وغير مبالين بما ينجم عن أفعالهم من آثار سلبية لا حصر لها غير أن المؤسف له انه مع أمثال هؤلاء يمكن القول إنه (لا حياة لمن تنادي). وما يزيد الأمر سفوراً ان نجدهم يستمرون في العبث حتى بعد انتهاء البطولات الدولية ويزدادون تخبطاً على تخبطهم وتلاعبهم ويتدخلون لإفساد الأجواء الرياضية النزيهة: فنراهم تارة يتلاعبون عن طريق الاتصالات الشخصية والضغط وتارة أخرى يفرضون تحيزاتهم بسلطة مواقعهم المكتسبة ضاربين مصالح الأندية وحقوقها عرض الحائط، ومدمرين لكل ما هو جميل ومشوق في المسابقات الكروية النزيهة. وقال سموه: إن نادي النصر من أكثر الأندية التي عانت وتعاني جراء تعرضها لهذا العبث وذلك التخبط لأنه يحول دون إعطاء الفرص المتساوية والعادلة ولا يخدم إلا مصالح أندية معينة على حساب أندية أخرى لكونها لا تحصل على حقوقها المشروعة التي كفلها النظام وحسب الجداول الموضوعة مسبقاً من قبل ان تبدأ المسابقة. إن ما نراه من عبث هؤلاء يحرمنا جميعاً من كل مشوقات الكرة وإثارتها ففي كل مسابقات دول العالم نرى الأندية تلعب على نتائجها الخاصة وعلى نتائج المنافسين وهذه من روعة ومتعة المنافسات الكروية، الأمر الذي يحاول أن يحرمنا منه هؤلاء العابثون بعد ان قضوا على كل مميزات الإثارة والتشويق. وليس من غريب الصدف أن نجد أمثال هؤلاء يظهرون علينا عبر الوسائل الإعلامية منظرين ومتفلسفين بشأن أسباب تردي المستويات الكروية وقلة الحضور الجماهيري ويتناسون تماماً ان ما يفعلونه من تدخلات عابثة وتخبطات لن تقودنا في النهاية إلا إلى زيادة في التدهور والتردي. وقام سموه بسرد أدلة ووقائع تدعم ما يقوله وذكر ما حدث بشأن مباراة النصر والاتحاد في الدور الثاني من هذا الموسم، فقال: في البداية علمنا من خلال بعض الصحف ان هناك تأجيلا لمباراة النصر والاتحاد - فهكذا تبدأ القصة دوما بالتلميح عبر الصحف. وقبل ان يتم إبلاغنا رسميا أرسلنا من يستفسر عن الأمر وأكدنا لهم عدم قبول التأجيل وانه فقط إذا كانت هناك حاجة ضرورية يمكن لنا ان نوافق بشرط أن يكون التقديم أو التأخير في حدود اليوم أو اليومين على الاكثر، وكان الرد علينا أن شيئا من هذا القبيل لم يتم بحثه أصلاً وانه لن يتم التأجيل دون أخذ موافقتنا، ولكن بعد فترة وجدنا الأمور تسير على عكس ذلك وتم تبليغنا رسمياً بتأجيل المباراة دون أي داع ملح ودون موافقة الناديين ودون وجود أي مشاركات خارجية للفريقين مما قد أثار حفيظتنا ودهشتنا نحن والأشقاء في نادي الاتحاد!!! وعندما أبلغنا رسمياً بقرار التأجيل دون أي اعتبار لما وعدونا به، تقدمنا رسميا بالاعتراض على القرار وطلبنا تغيير الموعد لكونه غير مناسب لنا من عدة نواح أهمها انه يتعارض مع مواعيد الاختبارات الدراسية.. الخ، إلا ان طلبنا قوبل بالرفض؟؟ بحجة انه لا يمكن إجراء أي تعديل على جدول الدوري الذي تقرر لضمان المنافسة العادلة للجميع؟؟!! وإذا كانت اللجنة الفنية والأمانة قررت تأجيل مباراة النصر والاتحاد دون داع أو مبرر فإنها أصرت في نفس الوقت على عدم تأجيل مباراة الأشقاء نادي القادسية والأهلي رغم وجود أسباب مهمة تستدعي التأجيل مثل مشاركة نادي القادسية - بعدها بثلاثة أيام - في مباراة نهائي كأس سيدي ولي العهد - حفظه الله - واحتمال تعرض لاعبي القادسية للإصابة أو الايقاف مما يحرم النادي من مشاركتهم في تقديم مباراة كبيرة تليق بمقام راعي المباراة، وهذا الرفض والتعنت قد جعل نادي القادسية يلعب مباراته مع الأهلي بلاعبي الصف الثاني وهذا جعلهم يتعرضون للهزيمة بهدفين!!! ترى أي المباراتين كان أولى بالتأجيل؟؟ وهل في الضغط على نادي القادسية وإحراجه وتسهيل مهمة خصمه المنافس معنا على التأهل للمربع الذهبي إذكاء لمبدأ المساواة والعدل؟؟! ومن الذي يجب أن يلام أو يخون في مثل هذه الحالة؟؟؟!!! واستمر سموه في قوله: إن حلقات المسلسل الهزلي لم ولن تنتهي بعد. ففي الأيام القليلة الماضية بدأت الصحف تروج لفكرة تأجيل مباراة الاتفاق والأهلي ومن ثم تقدم النادي الأهلي بطلب رسمي للتأجيل وبقدرة قادر نجد اللجنة الفنية والأمانة العامة تتبنيان هذه الفكرة ويتخذان القرار بالتأجيل دون وجه حق ودون الوضع في الاعتبار الأضرار المترتبة على الفرق المنافسة خاصة ونحن على مشارف تحديد اطراف المربع الذهبي. يا للعجب العجاب الذي نشهده هذه الايام: فبعض الصحف بتحيزها المعهود تخطط وتلمح وتروج، واللجنة الفنية والأمانة العامة تتبنيان وتقرران وتوافقان على ما تروج له الصحف وكأننا أمام قصة محبوكة فأين المنافسة العادلة؟؟!!! ولماذا لا تظهر الآن؟؟!! أليسوا هم من قرروا الجدول وتاريخ مباراة النصر والاتحاد ومباراة الاتفاق والأهلي من قبل؟؟!! إننا وبحق نرى تخبطاً وعبثاً هزلياً يفسد كل ما هو جميل ويضر بنادينا، ومن هنا فإننا نتساءل لماذا كل هذه المناورات عندما يكون نادي النصر طرفاً؟!! ولماذا العمل على توجيه الضرر له؟!! أين العدل وإعطاء الفرص المتساوية؟ أين المنافسة العادلة من قرارات تحاك عبر الصحف ويتبناها اتحاد كرة القدم بكل ما فيها من تحيز؟!! أليس هناك جدول تم إعداده سلفاً وتقررت فيه مواعيد المباريات؟!! ولماذا التأجيل الآن ولمصلحة من؟!! هل المنافسة العادلة حمالة أوجه تتأثر بحرب البيانات؟؟!! عجباً لهذه المنافسة العادلة التي لا تظهر إلا عندما يتضرر النصر!!!! إننا بالأمس رأينا الضغوط تمارس على القادسية واليوم على الاتفاق وعلى النصر بالأمس واليوم وهذا كله لا يخدم المصلحة العامة وإنما يحابي فرقاً على حساب أخرى. وأنا بحكم موقعي أرى ضرراً كبيرا يتعرض له نادينا، ومن ثم فإنني لم ولن أقف مكتوف الأيدي أمام هذا الضرر وتلك المحاباة والتحيزات؟؟؟؟ وطالما أن الشيء بالشيء يذكر فإنني أود أن أذكر بطلبنا الذي تقدمنا به قبل موسمين لتأجيل مباراة الوحدة والأنصار لما لها من أهمية في تحديد فرق الهبوط والصدارة التي كان يتنافس عليها النصر والاتحاد والهلال وقد تم رفض هذا الطلب وتم الإصرار على إقامة المباراة في موعدها. وأكد سموه: (ان الأمور إذا استمرت على هذا الحال ستكون مزرية لغياب المساواة والعدالة، وهذا الأمر لا شك انه لا يرضي المخلصين القائمين على خدمة الرياضة السعودية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي سلطان الرياضة ونائبه أخي صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل. وأضاف سموه: انني لا أذيع سراً إذا قلت ان المئات من الاتصالات الهاتفية من أعضاء شرف ومحبي وجماهير نادي النصر تصلنا ويطالبنا الجميع بصفتنا المؤتمنين على حقوق النادي ومصلحته بضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه كل هذه المناورات والتصرفات العابثة. وأكد سموه ان هذا الامر مطروح للبحث والمناقشة بقوة داخل الأسرة النصراوية مؤكدا سموه ان القرار في هذا الشأن لن يكون فردياً. وقال سموه: لو ان مباراة النصر والاتحاد قد اقيمت في موعدها السابق لما حدث كل هذا، غير انهم هم من أجلوها دون داع يذكر، كما انهم هم أيضاً من قاموا بالأمس بتأجيل مباريات أخرى، واليوم نراهم يؤجلون مباراة الاتفاق والأهلي بعد أن تعادل الاهلي مع الشباب؟؟؟ وغداً سيؤجلون مباريات أخرى حسب نتائج المباريات.. وهكذا يستمر المسلسل وتستمر الحلقات والله وحده يعلم متى تنتهي. وإذا كنا في السابق لم نثر هذه الموضوعات إعلامياً، فإن ذلك كان لرغبتنا في ان تسير الأمور عبر القنوات الرسمية وبعيداً عن وسائل الإعلام، إلا اننا اليوم ومع هذه التطورات المريبة والتعامل معنا عبر هذه الوسائل الإعلامية وفرض سياسة الامر الواقع، فإننا نعلنها صراحة ونقول للجميع ان صمتنا فيما سبق لم يكن أبدا رضا أو تعبيراً عن ضعف أو استسلاماً وإننا قادرون على ممارسة كل السبل واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن لنا حقوقنا وعدم التفريط في أي منها. ومن هنا فإني أطالب اللجنة الفنية والأمانة العامة لاتحاد الكرة علانية أن يتحروا الموضوعية ويعملوا بالعدل والامانة والمساواة. وكما عملوا على تأجيل مباراة الاتفاق والأهلي، فإن عليهم أن يعملوا على تحقيق طلبنا الذي تقدمنا به سابقاً وتأجيل مباراتنا مع شقيقنا نادي الاتحاد إلى ما بعد مباراتنا مع نادي الطائي أسوة بما فعلوا. وأناشد سلطان الرياضة ونائبه أخي سمو الأمير نواف بالتدخل وايقاف هذا العبث والتأكيد على موظفي الاتحاد بعدم اتخاذ قرارات حساسة بشكل ارتجالي وعشوائي دون دراسة من جميع الجوانب وعدم التساهل في قرارات التأجيل واقتصارها - كما جرت العادة - عند الضرورة القصوى فقط حفاظاً لحقوق الجميع وضماناً للمنافسة العادلة. واختتم سموه حديثه مذكراً بالآية الكريمة: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}صدق الله العظيم.
|