إشعال أعمال عنف في الإسكندرية لتبرير الغزو البريطاني لمصر

في مثل هذا اليوم من عام 1882 شهدت مدينة الإسكندرية موجة عنف بتدبير إنجليزي قدمت المبرر الذي كانت تنتظره القوات البريطانية المرابطة في البحر المتوسط من أجل احتلال مصر والقضاء على الحركة الوطنية البازغة في ذلك الوقت بزعامة الضابط المصري أحمد عرابي.
ففي ذلك اليوم استأجر مواطن مالطي ، وكانت مالطا محمية بريطانية، حمارا من مواطن مصري في مدينة الإسكندرية. واختلف الرجلان على الأجر وتحول الخلاف إلى مشاجرة انتهت بوفاة المصري على يد المالطي فتفجرت أعمال عنف واسعة أسفرت عن مقتل عدد من الأجانب والمصريين.
ورغم نجاح الحكومة المصرية برئاسة إسماعيل باشا راغب حيث كان الزعيم أحمد عرابي وزيرا للحربية فيها في استعادة الهدوء والاستقرار إلى الإسكندرية لم تكن بريطانيا مستعدة لتفويت الفرصة فقررت ضرب الإسكندرية.فقد أعلنت تشككها في قدرة الحكومة الجديدة على حفظ الأمن، وبدأت في اختلاق الأسباب للتحرش بالحكومة المصرية، ولم تعجز في البحث عن وسيلة لهدفها، فانتهزت فرصة تجديد قلاع الإسكندرية وتقوية استحكاماتها، وإمدادها بالرجال والسلاح، وأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذاراً في 10 من يوليو 1882 بوقف عمليات التحصين والتجديد، وإنزال المدافع الموجودة بها.ولما رفض الخديوي ومجلس وزرائه هذه التهديدات، قام الأسطول الإنجليزي في اليوم التالي بضرب الإسكندرية وتدمير قلاعها، وواصل الأسطول القذف في اليوم التالي، فاضطرت المدينة الباسلة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء، واضطر أحمد عرابي إلى التحرك بقواته إلى (كفر الدوار)، وإعادة تنظيم جيشه حيث تمكن من هزيمة الإنجليز ووقف تقدمهم فعادوا إلى البحر المتوسط من جديد وقرروا دخول مصر من الشرق حيث اتفقوا مع فرديناند ديليسبس على استخدام قناة السويس في إنزال القوات البريطانية شرق البلاد.والتقت قوات عرابي بقوات الإنجليز مرة أخرى في موقعة التل الكبير في الثاني عشر من سبتمبر عام 1882 التي انتهت بهزيمة العرابيين ليبدأ الاحتلال البريطاني لمصر حتى عام 1954 .