في مثل هذا اليوم من عام 1984 نجح صاروخ أمريكي في اعتراض صاروخ وتدميره في الفضاء لأول مرة.. وكانت هذه التجربة جزءاً من مشروع (حرب النجوم) الذي أطلقه الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت رونالد ريجان ويعتمد على فكرة تطوير جيل جديد من الصواريخ القادرة على تدمير الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تطلقها أي دولة معادية على الأراضي الأمريكية في الفضاء.ورغم نجاح التجربة التي أسفرت عن ظهور جيل جديد من الصواريخ المعروفة باسم باتريوت وهي صواريخ مضادة للصواريخ فإن الخبراء أكدوا أن مثل هذه الصواريخ الجديدة محدودة الفاعلية. تبلورت فكرة إقامة مشروع متكامل للدفاع ضد الصواريخ طويلة المدى في الولايات المتحدة، عندما أعلن ريجان عام 1983م عن (مبادرة الدفاع الإستراتيجي) التي عرفت فيما بعد باسم (حرب النجوم) وهي مبادرة مثَّلت تحولاً في الفكر الدفاعي الإستراتيجي الأمريكي، سواء بالنسبة لمسرح العمليات أو وسائل الدفاع.. على المستوى الأول تقوم المبادرة على نقل ميدان المعركة ضد الصواريخ البالستية من الأرض إلى الفضاء، تجنباً لحجم الخسائر، ورفعاً لفرص القضاء على تلك الصواريخ إلى أعلى درجة ممكنة، وهي في طريقها من محطة الإطلاق إلى الهدف. وعلى المستوى الثاني، أعطى مشروع المبادرة أولوية قصوى للأسلحة والوسائل التكنولوجية المتقدمة، وعلى رأسها تقنيات الليزر التي كانت قد تقدمت بصورة كبيرة شجعت واشنطن على استخدامها وتوظيفها في مشروع كهذا يعتمد بالدرجة الأولى على إقامة شبكة دفاعية متعددة المحاور والطبقات. وبرنامج حرب النجوم يهدف لإحباط أي هجوم قد تتعرض له الولايات المتحدة أو إحدى حليفاتها بالصواريخ البالستية، حيث جاء هذا البرنامج في إطار سياسة كاملة وضعها الرئيس ريجان لجر الاتحاد السوفييتي إلى سباق تسلح مهلك، وهو ما نجح به فعلاً، بحيث يعتبر مهندس تفكيك الاتحاد السوفييتي والإجهاز على المعسكر الاشتراكي.ولم تكن الصواريخ المضادة للصواريخ سوى عنصر واحد من عناصر المشروع الدفاعي الأمريكي الذي تضمن أيضاً استخدام الأقمار الصناعية في توجيه حزم مكثفة من أشعة الليزر لتدمير الصواريخ المعادية في الفضاء وغير ذلك.وبرحيل ريجان دخل مشروع الدفاع الصاروخي الثلاجة حتى أخرجه الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الأبن الذي يسعى إلى إقامة نظام جديد للدفاع المضاد للصواريخ.
|