* القاهرة - ايهاب كمال: شيعت أمس جنازة الفنان عبد الله محمود من مسجد السيدة نفيسة بوسط القاهرة وسط حشد من الفنانين شاركوا في الوداع الأخير للفنان تقدمهم فاروق الفيشاوي ونور الشريف والمخرج يوسف شاهين وسميحة أيوب وسهير المرشدي وصلاح عبد الله واحمد حلمى واحمد رزق إضافة إلى أسرة الفنان الراحل وزوجته وولديه احمد وعمر. وكان عبد الله محمود قد غيبه الموت اثر تدهور حاد في حالته الصحية حيث دخل مرحلة الغيبوبة الكاملة منذ يومين في مستشفى معهد ناصر الذي كان يعالج به من مرض السرطان وبدأت رحلته مع المرض منذ أوائل العام ودخل معركة شرسة مع المرض وأجرى جراحة لإزالة أورام موجودة بالفص الأيمن للمخ واستمر العلاج الكيماوي لمدة اشهر بعدها دخل في غيبوبة وتدهورت حالته الصحية في الفترة الأخيرة واضطر الأطباء لوضعه على جهاز التنفس الصناعي حيث فارق الحياة. وكان المرض القاتل قد جمع كل من الفنان احمد زكي والفنان ممدوح وافي وعبد الله محمود في فترات متقاربة. وكان عبد الله محمود حريصا على زيارتهم باستمرار. وبعد وفاة ممدوح وافي وأثناء فترات العلاج الكيماوي لعبد الله محمود كان يعاود زيارة الفنان احمد زكي حيث كان شديد الارتباط به وشاركه في فيلم الإمبراطور. كما أصر محمود على المشاركة في تشييع جثمان احمد زكي رغم نصائح الأطباء بعدم التعرض للانفعالات. وبكى محمود تأثرا على فراق زكي. وفى الفترات الأخيرة بالمستشفى كان كلما يفيق يطلب من المحيطين له الدعاء ويتلو القرآن. وعبد الله محمود من مواليد القاهرة عام 1964 ودرس بالمعهد العالي للدراسات التعاونية بعدها التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 1980 وعمل موظفا بكلية الزراعة جامعة القاهرة ثم احترف العمل الفني وشهدت فترة الثمانينات بزوغ نجم عبد الله محمود وكان يمثل نموذجا جديدا في السينما، فبعد ان كسر الفنان احمد ذكي احتكار النجومية للبطل ذي البشرة البيضاء واستطاع ببشرته السمراء ان يقدم نموذجا آخر للبطل هو الفتى الأسمر، نجح عبد الله محمود أيضا في تقديم أدوار الفتى ذي البشرة السوداء المتمرد الطائش واستعان به كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وعاطف الطيب وخيري بشارة وصلاح أبو سيف واسندوا له أدوارا مهمة ورئيسية في أفلامهم حازت إعجاب النقاد والجماهير. رغم قيامه وقبوله بالأدوار الثانية في معظم أفلامه إلا انه جعل لهذه الأدوار مذاقا مختلفا وكأنها بطولة في حد ذاتها وتميزا بالأداء الصادق. فقد تعاطف معه الجمهور في فيلم (يا طالع النخل) حيث الشاب المريض بالبلهارسيا الذي يرتزق من مهنة جني التمر كما لا ينسى مشاهدوه دوره في (الطريق إلى ايلات) ذلك الشاب الوطني الذي استشهد أثناء تنفيذ العملية الفدائية لضرب المدمرة الإسرائيلية ايلات مسيرة حافلة لعبد الله محمود مسيرة فنية حافلة بدأت منذ ربع قرن قدم خلالها ما يزيد على 25 فيلما بدأها مع المخرج يوسف شاهين في فيلم (إسكندرية ليه) عام 1980و(حدوتة مصرية) 1982 بعدها لفت أنظار المخرجين بموهبته وأدائه الصادق فقدمه عاطف الطيب في فيلمه (سواق الأتوبيس) 1983 وتوالت أعمال عبد الله محمود فقدم (الحريف) 1984 و(الطوق والأسورة) 1986 و(امرأة مطلقة) 86 و(الرجل الصعيدي) 87 و(الإمبراطور) 90 و(المواطن مصري) 91 و(ديسكو ديسكو) 94 و(عفاريت الإسفلت) 96 و(المصير) 97، وكانت آخر أفلامه بعنوان واحد كابتشينو وهو لم يعرض بعد. وقد خاض عبد الله محمود تجربة الإنتاج لأول مرة في حياته من خلال فيلمه واحد كابتشينو وهو من بطولته مع جيهان قمري وحسن حسني ونشوى مصطفى ومن إخراج سميح منسي. وشارك محمود في العديد من المسلسلات التلفزيونية من اشهرها (ذئاب الجبل) و(الوصية) و(ليالي الحلمية). كما يعد عبد الله محمود من اكثر فناني جيله حصولا على جوائز فقد نال جوائز احسن ممثل عن أفلامه (المواطن مصري) و(شباب على كف عفريت) وفيلم (يا طالع النخل) وهو فيلم تلفزيوني . كما حصدت أفلامه التي شارك بها على العديد من الجوائز المحلية والدولية.
|