Friday 24th June,200511957العددالجمعة 17 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "أفاق اسلامية"

حرمان الوارث من ميراثه!!حرمان الوارث من ميراثه!!
أحمد بن صالح السعوي(*)

لنفترض أن شخصاً توفي وأوصى بتنفيذ وصيته من بعده أحد أبنائه وأسماه في الوصية بعد التحري أنه الأصلح لتنفيذها، لكن هذا الابن لم يهتم بالتنفيذ، فلا هو قام بوصية أبيه، ولا هو تنازل عنها لغيره من الورثة إذا كان ليس أهلاً للمسؤولية، ولا هو قَسَّم الميراث على المستحقين ليتصرف كل وارث بحقه.
مما سبق نستطيع أن نقول إن هذا الابن قد ظلم نفسه بعدم تنفيذه للوصية وعدم التنازل عنها،
وحرم الورثة من ميراثهم الذي ينتظرون، يحرمهم من أملاك والدهم أو عقاراته أو مزارعه، بل ويحرم أباه من صدقة تلحقه بعد وفاته، لأنه قد يأكل منه طير أو حيوان فضلاً عن آدمي.
ومصداق هذا حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أُكِلَ منه له صدقة وما سرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد (أي: يأخذ منه وينقصه) إلا كان له صدقة) أخرجه مسلم.
* ولهذا العمل آثار وأبعاد سلبية منها:
أولاً: ضياع الأملاك، ورُخص ثمنها بعد سنوات نظراً للإهمال الذي جناه الوصي عليها.
ثانياً: كثرة الورثة، إذ قد يموت أحدهم تاركاً صبية صغاراً فلا يتم البيع أو القسمة حتى يكبروا، وربما تتشعب المسألة ويصعب تخليصها.
ثالثاً: قد يوجد من الورثة رجال أو نساء فقراء يأخذون من الزكاة، وتسبب هذا الوصيُّ بتجميد أموالهم، فلا هم أخذوا الميراث، ولا انقطعت عنهم الزكاة، وكيف يحق لهم أخذ الزكاة، ولهم إرث لو يُباع لأغناهم عما في أيدي الناس إن هم أعطوهم أو منعوهم؟!.. لأن الميت خلّف هذا الميراث ليذر ورثته أغنياء غير محتاجين لأحد، كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ( قلت يا رسول الله: أنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. قلت: أفأتصدق بشطره؟ ( أي نصفه) قال: لا. قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس). متفق عليه
رابعاً: الخلافات الأسرية التي تنشأ من مصارحة أحد الورثة لهذا الوكيل الشرعي مطالباً إياه بحقوقه وحقوق الورثة الآخرين، لأن المصارحة تؤدي إلى الهجر والتنافر بين الورثة والوكيل.
وربما تطورت الأزمة وانتقلت إلى المحاكم وصارت قضايا لا قضية، والورثة بين نارين، نار حرمانهم من الميراث، ونار القطيعة والهجر، وأحلى الأمرين مر.
ولأهمية هذا الموضوع وكثرة فشوه بين الناس أحببت التطرق إليه لتعم الفائدة، وينتشر الخير بين ذوي الرحم، وليُراجع كل وكيل شرعي نفسه إذا كان مقصراً كيف أنه جلب السوء على نفسه وعلى غيره.
وفق الله الجميع للصواب وحسن التصرف.

(*) بريدة - مركز إمارة المريديسة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved