* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد ومحمد الرماح: في أمسية تعانقت فيها الثقافة بالفكر أقام صالون الدكتور غازي عوض الله الثقافي العربي في القاهرة احتفاليته الثانية عشرة؛ حيث تم تكريم عدد من رموز العلم والثقافة والسياسة والإعلام في العالم العربي. الأمسية أقيمت على ضفاف النيل في مدينة القاهرة وأدارها رئيس مجلس إدارة الصالون الدكتور غازي زين عوض الله في حضور جمع غفير من نجوم المجتمع العربي من المملكة العربية السعودية، ومصر، ولبنان، وعدد من دول الخليج، تنوّعوا بين مثقفين ومفكرين وفنانين وإعلاميين. وحضر الأمسية التي أقيمت في أحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل وهو فندق الفورسيزن حشد كبير من نجوم الفكر والأدب وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي، حيث تم تكريم عدد من الرموز التي أسهمت إسهاماً فعالاً، كلاً في مجالها، ومنها الشاعر منصور الحازمي والدكتور وليد حسين أبو الفرج المتخصص في الهندسة النووية، وخالد المالك رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) وعبد الفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي، والشاعر المصري أحمد تيمور، وسفير مملكة البحرين في مصر خليل الزوادي، والفنان التشكيلي صلاح طاهر، وعبد الحليم رضوي رائد الفن التشكيلي، وعبد الحميد حسن وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة الأسبق، وعبد العزيز الهنائي سفير سلطنة عمان في القاهرة، والناقد الأدبي عبد العزيز حمودة، وريتا علي بدر الدين المحامية اللبنانية، وعبد الرحمن الرفاعي الأديب المعروف، وسامي كمال الدين الصحفي في الأهرام، والصحفية هداية درويش، عبد الولي الشميري، والفنان المسرحي لينين الرملي. وقام بتقديم الأمسية كل من الإذاعي الدكتور جمال حماد والإذاعية آمال الشرقاوي وجيداء بلبع. ***** تقديم أهلاً بكم أيها الحضور الكرام، وإلى العاشق للفن والمحب للفكر والعلم، هو سعوديّ الجنسية، مصريّ الهوية، ولن أطيل عليكم، وأقدم لكم الدكتور غازي عوض الله أستاذ الإعلام. كلمة الدكتور غازي عوض الله الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، والذي علمنا أمانة الكلمة ومعنى الوفاء لأصحاب العطاء. هذه الاحتفالية تجمع السادة أصحاب المعالي من السفراء والوزراء وقادة الفكر والرأي، والتي شرفتني بالحضور، وأدخلت على نفسي الفخر والسرور. تقديم يوماً ما قلت له: أنت لا يمكن التعامل معك إلا من خلال قسم الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة نظراً لكونك نجماً ملتهباً بالمشاعر والأحاسيس، وقال له عميد اللغويين العرب الأستاذ الدكتور كمال بشر أنت يا تيمور شاعر كوكبي... وكتب عنه عميد الرواية العربية الأستاذ نجيب محفوظ ..أفادنا الطب بثلاثة من المبدعين إبراهيم ناجي في الشعر ويوسف إدريس في القصة وأحمد تيمور في الشعر. وإذا كان امرؤ القيس قد قيد الأوابد فإن أحمد تيمور ألبس العصافير زياً قاهرياً وكل نساء العالمين عندهم امرأة واحدة وهي امرأة من خزف وخرافة، وأخشى أن تأخذني الخرافة بعيداً عن تكريمه إليكم الشاعر الكبير أحمد تيمور. قصيدة الدكتور أحمد تيمور أشكر لمقدمي الصديق العزيز الدكتور جمال حماد هذا التقديم الذي أتمنى أن أكون على شيء منه وفي رحاب هذا التجمع الحميد الذي يفوق عليه بكل الحب الصديق العزيز الدكتور غازي عوض الله، وأحب أن استغل الدقائق الممنوحة لي في قراءة أحدث قصائدي وهي بعنوان (من يوميات راكب أسد في الفرات). لماذا أتيت لكي أقتل الناس في مثل هذا البلد لماذا أتيت على طائر الموت والبندقية تحت ذراعي وقنبلة والقبور بيدي وليس بقلبي ذاك الذي لقنوه التعاليم بالقصف والنسف فلم أر من خلفي نظارتي المعدنية ممن قتلت أحد أنا ربما قد سمعت صراخ عراقية ذات يوم وحين سألت أجابوا بأني ذبحت ولم أكن أدري أن على ساعديها ولد غسلت دماً على كُم سترتي العسكرية أمس ودخنت سيجارة واحتسيت البراندي وهاتفت صاحبتي واستمرت مكالمتي ساعة بين جذب وشد وقلت لها إنني قد غسلت دما على كم سترتي العسكرية ما زال بين يدي طريا فهل يغلق الرب دوني باب الكنيسة يوم الأحد وهل يحفظ الرب أمي وهل يُدخل الرب جدي فردوسه هل يباركني الرب فيمن يباركه ليلة عيد الكريسماس وقد قتلت الذين قتلت ورشاشي المتأجج بالشهوات يدغدغ إبطي لماذا قتلت سألت سؤالي للجنرال العظيم الذي مرّ بي مرة فأجاب التزم بأوامرنا واستعد فغايتنا المبتغاة دمقرطة الشعب هذا الذي استعبده الطغاة وفي مقلتيه الظلام استبد أتينا لنخرجه من كهوف الدجى فتخوف من نبضات النهار وإنا لمنتزعوه من الليل في عراة بوميض القذائف والقاذفات البعيدة حتى نحرره من مخاوفه للأبد نحرّر روح العراق ومن أجل ذلك لا بد من اقتحام الجسد أتينا نضم للعالم الحر شعب العراق ولا بد أن يدفع الشعب فاتورة الانعتاق بكل أريحية وبدون كمد أتينا لرفع الهمجية عن كاهل بلد جاهل وغبي - سوري - غير أن الحقائق مستندات وليس لنا في الحقيقة غير الحقيقة بمستند فهل من بلاد لنا خرجت من كتاب الأساطير كالسندباد وكالسحر وكالنافثين بريقهمو في العقد كجارية اسمها شهر زاد وسلطانها يتعقب لياليها الألف والدم يقطر من مرفقيه كما الوضوء وعبد بسيفين بين يديه سكت ومن نسله الدموي أتى ليدس أسلحة الدمار العميم فكيف السقوط على خنجر يتدب خاطرة الأرض حيث المكر والكذب أتينا لفسد ضربتنا الاستباقية نسقط تمثال طاغية من برونز ونغرس تمثال حرية في قواعدهم كالوتد فنحن الحضارة جئنا لنلحق بالأمم الرعوية شعبا من العالم الثالث المتأخر ليس في الحضارة تاريخ تجربة معتقد ونحن الحضارة جئنا لهدى الصحارى لنجري نهراً من الكوكاكولا ونزرع برملها زروعاً من الماكدونالد وكان على العرب البدو أخذ جمود الحضارة حين أتوا بذراعين مستقلين بأطواق وباقات ورد ولكنهم أغبياء ولم يدركوا أننا ننظم الآن ملكاً بحجم الخريطة ليس له في البسيطة حد ومن الذي لا يكون معنا فهو ضد مصالحنا ومصالحنا لا تطيق برغم شعاراتنا أي ضد سمعت الذي قد سمعت من الجنرال العظيم وأخذت قرصاً مهدئاً من كومة خبئت طي جيبي ورحت إلى الأربعين أعد هو اليوم كان حصاد بين قتلى وجرحى من العرب البدو هذا العدد تناولت قرصاً جديداً أنا قاتل... لا انا كالروبوت الذي حرَّكوه إلى حيث يضغط فوق الزناد همو صاحب الأمر والنهي فيما جرى ثم فيها يجري تناولت قرصا أنا لعبة في يدي لاعب لا فؤاد له قد تمكن من أن يكرس بيني وبين ضميري سد تناولت قرصا أنا مثله القبطي يلفظ صاحبه ثمر الكستناء من النار وهو عن شهقات اللظى مبتعد تناولت قرصاً أنا ضعت مرتين لأني أكذوبة على فم كاذب ولأني دون الإرادة وحش بأحداقي من استحل دماهم انا استحق الرثاء وليس الحسد تناولت قرصاً أنا خائف مرتين أنا راكب أسداً فوق أرض الفرات وأخشى ركوبي وأخشى نزولي عن ظهر ذاك الأسد تناولت ما قد تبقى بعلبة جيبي فما عدت احتمل الندم الدموي بقلبي وما عدت أصلح للقتل بعد تدور بي الأرض عكس اتجاه الزمان أعود إلى البيت ألقي على حائط فيه صورة طفل بريء بكيت عليه ولم أجد الأم تمسح خداً من الدمع والأب يمسح خد سألت الذين لقيتهموا بقربي لماذا بعثت لأقتل نفسي والبشر الآخرين لذاك البلد. تقديم الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، ونجمنا باحث عن السعادة وسعادته الحقيقية إلى جوار المطبعة أو في صالة التحرير، يرأس تحرير صحيفة الجزيرة ورأس تحرير صحيفة المسائية المحتجبة وساهم بالكتابة في العديد من الصحف السعودية، ألَّف وقدَّم لبعض الكتب وشارك في تأليف كتاب (السعوديون والإرهاب... رؤى عالمية) كما أخرج مقالاته في مجموعة من المجلدات، وله مجموعة كبيرة من الدراسات والمحاضرات، إليكم نجم من نجوم الصحافة العربية الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية. كلمة الأستاذ خالد المالك أيها الإخوة والأخوات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تساءلت بدءاً.. أثارني الموقف البهي في هذا المساء الجميل.. حرَّك في مكامن الشعور بين تقدير أتمنى أن أكون في مكان من يستحقه.. وفرح كبير بوجودي مع هذه الرموز الثقافية النخبوية، أستند على أسمائها، وتسندني في عطاءاتها، ليكون لي استحقاقٌ في مثل هذا التكريم.. *** وعدت أسأل نفسي من جديد.. ومثلما اعتدت أن أسألها في كل مناسبة مماثلة أكرم فيها.. ولولا الشعور بالخجل والخوف من سوء الفهم لسألت غيري.. لسألتكم أنتم: ما الذي يعنيه أن يجد الإنسان نفسه مكرماً بين صفوة من: الأعلام.. والعلماء.. الرواد.. والمبدعين.. مثقفين.. وإعلاميين.. وغيرهم.. وبخاصة من كان قدرهم - مثلي - أن يمارسوا العمل في حقل مليء بالأشواك والألغام كحقل الإعلام؟.. وهل يتسع المكان والمقام في صالون الدكتور غازي عوض الله ليكون محدثكم إلى جانب كل هذه الرموز المبدعة والمتألقة في مساء قاهري جميل؟. *** لقد جئت إلى القاهرة الأبية الشامخة مزهواً بها .. بوصفها منارة العلم والعلماء .. ومصدر الإلهام للشعراء والمؤرخين والأدباء والإعلاميين والفنانين .. وحيث الغنى والثراء في جميع العلوم الإنسانية والعلمية .. نتعلم منها جميعاً ما لا نجده في غيرها.. ونغرف من التراث والعلم والثقافة الذي تحتفظ به لرموزها ما يمنحنا كل هذا الحب لها.. *** وما إن تذكر القاهرة.. بإضاءاتها وضيائها وتاريخها.. إلا وتأتي الثقافة لصيقةً لها.. إلا ويكون مفكروها وأدباؤها وشعراؤها ومؤرخوها ونقادها وإعلاميوها وساستها وفنانوها أعلاماً ومعالم لها.. فهي حاضنٌ لكل مجالات الإبداع.. ولودٌ لكل المبدعين.. معطاءٌ للمواهب ولذوي التميز.. وأينما جال نظرك.. أو أصغى سمعك فلن تخطئ الطريق نحو التعرف على حجم مشاهد اهتمام الناس هنا بالتراث والفنون الجميلة المختلفة.. *** ومثل هذه المناسبات التكريمية.. أرى في جانب منها، أنها أسلوبٌ تحريضيٌ واع باتجاه تحفيز المثقفين لتقديم المزيد من الإضافات والعطاءات الإبداعية.. وهي في كل صورها.. بجميع جوانبها الأخرى.. إنما تبلور وترسخ كل ما هو أصيلٌ وجميلٌ في عالمنا الواسع.. وهذه مشاهد خلاقةٌ وذات دلالات مثيرة ينبغي على المؤسسات والأفراد أن يحتفوا بها ويقدموا الدعم الكبير لها.. *** وفي صالون الدكتور غازي عوض الله.. يجمعنا اليوم حب الكلمة بكل ما تمثله لنا من جمال وبهاء وقيمة وعطاء.. وهذا المنتدى إذ يعنى بموسيقى الكلمة ومعناها.. بما تمثله من مفردات للغة ساحرة ومؤثرة.. إنما هو بذلك يساهم مع سلسلة ومنظومة من المنتديات الثقافية المماثلة في تقديم أجل الخدمات لها.. *** ولا بأس أن يحاكي صاحب هذا الصالون الدكتور غازي عوض الله أولئك الأعلام الكبار.. وأن يقتفي أثر تلك الرموز . . وأن ينحو منحاهم في خدمة الكلمة الراقية وتأصيلها.. مثلما كان أولئك يفعلون.. بهذا المشروع الثقافي المتميز الذي يتبناه ويحدب عليه.. *** ذلك أن اهتمام هذا الصالون بالثقافة العربية وبالمثقف العربي.. باستلهام ما سبق إليه من تجارب.. وتوظيف تلك التجارب التوظيف الحسن لصالح خدمة لغتنا الخالدة.. إنما يعد ذلك منه إنجازاً يحسب لصالح الصالون، ولفتةً من صاحبه تذكر له فيشكر عليها.. *** فالحركة الثقافية في عالمنا العربي، هي اليوم أحوج ما تكون إلى مثل هذا الصالون السنوي الذي يعنى بمجالات الفكر والنقد والإعلام.. وما يقوم به هذا الصالون من نشاط يعد بنظري بمثابة تواصل مع الثقافات الأجنبية من جهة.. ورافداً قوياً للمناشط الثقافية العربية من جهة أخرى.. *** وإن تبني الدكتور غازي عوض الله لهذا الصالون، وحرصه على أن يأخذنا هذا المساء مثلما يفعل في كل عام في رحلة ثقافية نصطاد فيها شوارد النغم الجميل والموسيقى الحالمة في حقل مليء بمفردات وجمل لغتنا العربية الخالدة.. إنما يفعل ذلك، كما لو أنه يريد أن يجدد العهد بالعلاقة القديمة المتجددة بالصوالين الأدبية التي تعد ضمن تميز القاهرة وجزءاً من شخصيتها الثقافية.. *** فمي زيادة، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، بصالوناتهم الأدبية، إنما هم نماذج لتنوع النشاط الثقافي في مصر العروبة، وعناوين بارزةٌ لتعدد رموزه الكثر، في عاصمة العرب.. وهذا الصالون، وما يماثله من المنتديات الثقافية، يبقي جذوة الفكر النير متقدةً دائماً ومشتعلةً وقويةً على الدوام؛ في سبيل أن تبقى ثقافتنا العربية الأصيلة حيةً ومصانةً من التغريب.. *** بقي أن أشير إلى أن الوقت لم يسعفني لإسماعكم ولو موجزاً من تجربتي الصحفية المتواضعة.. أعتذر لكم، وأشكركم على هذا الحضور الجميل، وعلى استماعكم لكلمتي بإصغاء.. *** شكراً للدكتور غازي عوض الله، ولأساتذتي الذين تكرموا بقراءة نصوص كنت كتبتها من قبل وأبدوا رأيهم فيها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقديم نجمنا كان نجماً في سماء الإعلام العربي ثم أضحى نجماً في سماء السياسة العربية من ارض الدلمون حضارة البحرين القديمة امتطى خيله وصار يركض به عبر طريق طويلة بدأت في جامعة الكويت حيث الدراسة ثم وزارة الإعلام بالبحرين ثم وزارة الثقافة ثم نادي الفروسية ثم سفارة مملكة البحرين بالقاهرة. اقدم لكم بكل الحب معالي السفير خليل الزوادي. كلمة السفير خليل الزوادي حقيقة اشكر هذا الحضور الجميل، الحضور المبدع الذي يزيدني فخرا واعتزازا، هذه الكوكبة التي نعتز بها في وطننا العربي التي تعلمنا منها الكثير وهي نبع فياض في مصر العروبة وفي الوطن العربي على اتساعه. لقد حاولت أن اكتب كلمة فلم استطع، حاولت أن أخلو بنفسي لكي اسطر بعض كلمات تليق بهذه المناسبة فجال في خاطري فكر بأن احسن شيء أن يكون الكلام عفو الخاطر ومن وحي اللحظة التي أنت فيها. واسمحوا لي أن أتكلم بعفو الخاطر. لقد تعرفت على الدكتور غازي عوض الله من خلال مهرجان الخليج للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني الذي ينظمه جهاز تليفزيون الخليج ومقره الرياض وتستضيفه مملكة البحرين كل عامين، ود.غازي كنت أراه يوميا في فندق ريجنسي ويختلي بأصدقائه وكانت هيبته أخافتني كثيرا كيف أن اقترب من هذا العملاق وعندما اقتربت منه وجدت فيه إنسانا على خلق رفيع وطيبة متناهية وصدق في المشاعر وحب للعروبة والإسلام ورغبة في التطوير فأصبح غازي زبوناً دائماً لمهرجان الخليج للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني وكنا نفتقده إذا لم يحضر، وكانت هذه هي البداية فتحية له فهو استن سنة حميدة واعاد لنا الصالونات الأدبية التي كنا نسمع عنها ونتشوق إليها في مصر العروبة التي احتضنت جميع الأدباء والتي تعلمنا عليها وان كنا بعيدا عنها. ولا أخفيكم سرا أن امتحانات الشهادة الابتدائية كانت تأتينا الأسئلة من مصر وكانت تصحح في جمهورية مصر وتعلن النتيجة من مصر، وعندما انتقلنا إلى المرحلة الثانوية كان نفس الحال هذه العلاقة الحميمة علاقة أزلية تزيدها الأيام رسوخا، فنحن أبناء الخليج نشعر بأننا مدينون لهذا البلد العظيم والشعب المعطاء لمصر العروبة ولشعبها الآن كل التحية والتقدير والإكبار. إن التكريم تعودنا عليه أن يكون بعد الوفاة ولكن الصالونات صالون د.غازي يكرم الأدباء والمفكرين في حياتهم وهذا هو التكريم الذي ننشده لأننا نريد العطاء. فتحية كبيرة لكل من حضر هذا الحفل الرائع والشكر على هذه الجهود التي تبذلونها، ونحن نسعد كثيرا بالفكر العربي والشعراء ونشعر بأن هناك اكثر من ملتقى أدبي وثقافي يزيدنا غنى وتألقا، واتمنى لكم ليلة هانئة سعيدة وتكريما متواصلا وشكرا جزيلا. تقديم ما أعظم مكة أم القرى عاصمة العالم الإسلامي ومهوى القلوب والأفئدة وقبلة الدنيا والدين، منها خرج النور وأطل العرب على الدنيا، كان مبدعنا الكبير رائداً لحركة التشكيليين السعوديين، نال العديد من الجوائز والأوسمة أهمها الميدالية الذهبية من إيطاليا عام 1963م، وسام الاستحقاق من البرازيل 1984م، وسام الفنون من إيطاليا عام 1966م، أعماله الميدانية في السعودية وإسبانيا والبرازيل، له مؤلفات كثيرة سنتعرض لها في كتاب الصالون ..إلى حضراتكم الفنان العالمي السعودي الأستاذ الدكتور عبد الحليم رضوى ستلقي الكلمة ابنته مها أستاذة التربية نيابة عنه. كلمة الدكتور عبد الحليم رضوي (ألقتها نيابة عنه ابنته مها) سوف أورد لكم سيرة الرجل الذي كان أحد طيور السلام من المدينة التي دائماً تفتح ذراعيها لكل أبناء الأمة العربية وهي موقع ولادة الدكتور عبد الحليم رضوي 1359هـ في تشرين 1939م، وهذه المدينة أتم فيها والدي دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكان أول ما قام بدغدغة أوتار الفن في أعماق والدي هو الأستاذ عمر أزهر أستاذ الجغرافيا وكان ذلك في المرحلة الابتدائية عندما أثار إعجابه بمهارة الوالد في رسمه للخرائط الجغرافية، وبعد ذلك أتم دراسته الإعدادية في المعهد العلمي الثانوي وفي مدرسة بمكة المكرمة لكي يستطيع إكمال دراسته في الخارج في روما، في تخصص الفن التشكيلي. وكانت مجموعة أصدقائه تتكون من رجال هم الآن من المثقفين والدكاترة وعباقرة المجتمع وهم أ. محمد عبده يماني، د. سالم النيباري، د. محمد محمود صفر وزير الحج سابقا ود. عبد العزيز خوجه الذي يعتبر سفير المملكة في المغرب. وكانت فكرة السفر إلى روما ودراسة الفن بالخارج تسيطر على تفكير الوالد انبهر به أصدقاؤه لشدة تمسكه بهذه الفكرة ومدى إصراره عليها فكان من أصدقائه من أرادوا أن يجمعوا له مبلغ السفر فرفض ذلك الوالد لأنه يرفض الحسنة والتبرع فكانت إحدى مشاركاتهم له أن يقوموا بشراء لوحاته فكانت من العوائل التي قامت بشراء لوحاته في هذه الفترة هي عائلة مكي وعبد الرحمن طيبة والملك سعود اقتنى له لوحتين وكان سعرها 500 ريال. نشأ الوالد في أسرة فقيرة يتيما حرم من والده في الخامسة من عمره وكان هو الذي يحمل عناء هذه الأسرة ويربي مع أمه الفاضلة السيدة جميلة أخاه عبد العليم وأخته نور واستطاع من وراء بيع هذه اللوحات أن يكون ثروة وهي عبارة عن تذكرة ذهاب إلى روما فقط دون عودة بقيمة 120 دولارا فقط. كان والدي متأثرا جدا بحياة العباقرة وحياة النهضة الفنية وعصرها ولكن انصدم في المجتمع الأوربي وعانى واستخدم أسلوبا جديدا في أسلوب العملات وابتدعه والدي وهو أسلوب التداول باللوحات أي انه كان يأخذ الوجبة باللوحة ويشتري البدلة باللوحة ويسكن في منزل مقابل لوحة، واستمر هذا العناء في روما لمدة سنة، بعد ذلك قام السيد عبد الرحمن الخليفي سفير المملكة بالحصول على بعثة خاصة لوالدي في ذلك الوقت، بعد هذه الفترة اشتعل صاروخ النجاح لوالدي وأول معرض أقامه في روما وكان في هذا المعرض ثلاث لوحات فظهر الإعجاب الكثير من المجتمع الأوربي لهذا المعرض وزاد هذا الصاروخ الذي بدأ ينطلق به والدي. وزير المعارف في ذلك الوقت الأستاذ حسن عبد الله الشيخ وصله صدى النجاح الذي حققه الوالد فقدم له جائزة بقيمة 600 دولار تقديرا له لينطلق والدي بقوة اكثر حتى انتهى من دراسة الفن في روما عام 1964م. ومرورا ببيروت أقام معرضا كبيرا في فندق سان جورج الذي احدث صدى كبيرا في الصحافة اللبنانية وفوجئ هذا الصاروخ وبسرعته الهائلة بالصدى في الدول العربية والأوروبية. اصطدم بحاجز الاستهزاء والاستحقار في المجتمع السعودي من قبل مدرسي التربية الفنية، وأدى ذلك إلى الإحباط والشعور بالألم عند والدي لكن وزير المعارف أقام مركزا أول للفنون الجميلة حماية لوالدي وكان هذا هو المتنفس بقيام المحاضرات لشرح الطلاسم الفنية للمجتمع العربي وإقامة المعارض الجماعية وتجميل مدينة جدة فأقام أول مجسم عام 67 ميلادي وهو تضامن إسلامي وحديقة الشعراء وكان حصيلة هذا الكفاح 105 معارض و4 آلاف لوحة و45 مجسما في مدن مختلفة و5 كتب ترجمت لعدة لغات وقدمت له جوائز عالمية، وهو رجل السلام عام 1984م من البرازيل واقام معرضا في يوم السلام العالمي هيئة الأمم المتحدة بنيويورك عام 86 ميلادي وأيضا له مسيرة ذاتية في قاموس المشاهير في آسيا والعالم العربي وحصل على الجائزة العالمية في إيطاليا للفن والأدب عام 1996م. والآن اصبح والدي هو الرائد والأب الروحي في الحركة الفنية في المملكة العربية السعودية واصبح يعبر باللون عن السلام ويطالب به..... وشكراً. تقديم بين الطب والدراسات الإسلامية والحياة السياسية كون لنفسه منهاجا وفي الطب كان زعيما وأميرا للشباب في الجامعة ومجلس الشعب، كان وزيرا ثم محافظا، والمعروف عن الدكتور عبد الحميد حسن انه آخر الخطباء المحترمين إذا وقف ملأ الدنيا حماسا من صدق مشاعره ونبض قلبه الصادق، دكتور عبد الحميد حسن. كلمة الدكتور عبد الحميد حسن أعلم أن الوقت غير مناسب وبطبيعتي أنني رغاي كثير ويكفي أن أسجل أن هذا الحفل أو هذا اللقاء بجانب أنه تكريم أنه بالدرجة الأولى تكرم من الدكتور غازي عوض الله على إتاحة الفرصة لهذا الجمع وهذه النخبة وعلى إتاحة الفرصة لي أن أكون وسط مجموعة من الأدباء والمفكرين والعلماء والسياسيين وان كنت لست منهم لأنني لا أتميز بأي صفة من هذه الصفات بالمقارنة بهم جميعاً. الأمر الآخر أنني كنت في حيرة في الحقيقة من أمري عماذا أتحدث وماذا أقول وليس لي حول ولا قوة إلا أمران وكلاهما صعب الأمر الأول أن أوجز في الحديث عن الدور الوطني لشباب مصر، وهذا أمر كبير مجموعة معنا من أساتذتنا وعلمائنا الكبار عاشوا تاريخ الشباب والعمل الوطني من يوم الفراعنة لان التاريخ كان الفراعنة ثم شباب في صدر الإسلام واذكركم بمقولة الرسول - عليه الصلاة والسلام - (أوصيكم بالشباب خيراً) فأملي كبير أن شباب الأمة العربية يكون لهم دور ويشاركون في أمور حياتهم اكثر من كده. الأمر الثاني هي تجربة ذاتية أجد حضراتكم في غنى أن تسمعوا تجربة شاب أتيحت له ظروف أن يتولى مواقع المسؤولية في سن صغيرة ونجح فيها بفضل الله وقد يكون ترك بصمات إيجابية وأخرى سلبية إلا أنها في المحصلة النهائية كانت تجربة جديدة ولم تتكرر واتمنى من الله أن تتكرر لأن هناك من الشباب من هم افضل مني مئات المرات بهذين الأمرين ولا أستطيع التحدث بإفاضة أتمنى من الله أن يعيد هذا اللقاء مرة أخرى مع نخبة اكبر في كل مجالات النشاط الإنساني والفكري.. وشكراً. تقديم هذا ابن مكة المكرمة منصور - بإذن الله تعالى - يخوض المعارك ببسالة العرب وبسلاح العلم الحديث، ونظرا لقيمته ومكانته تشكل الثقة في نفوس من يختارون فهو عضو في العديد من المؤسسات واللجان والهيئات السياسية والثقافية، وهو مشارك في العديد من المؤتمرات والندوات، كان عميدا لكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وكان عميدا أيضا لمركز الدراسات الجامعية بالدمام، قدم للمكتبة العربية الدراسات الأدبية القصة والشعر والنقد الأدبي، إلى حضراتكم جميعا العالم الجامعي والمفكر العربي الكبير الأستاذ الدكتور منصور الحازمي. كلمة الدكتور منصور الحازمي إن لساني ليعجز عن التعبير عما يكنه القلب لكم جميعا من خالص الحب والتقدير لما غمرتموني به اليوم من كرم وحفاوة واخص بالذكر أديبنا وباحثنا الفاضل صاحب هذه المبادرة الرائعة الأستاذ الدكتور غازي عوض الله والاخوة الأساتذة الذين تفضلوا بتناول بعض ما أنتجه من أعمال متواضعة فلهم ولكم جميعا جزيل الشكر وعاطر الثناء وجزاكم الله خير الجزاء. وان هذا الجمع الأخوي في قاهرة المعز وبجوار نهرها الخالد ليذكرني بتلك الأيام الجميلة التي قدمت فيها لأول مرة إلى هذه الأرض الطيبة للالتحاق بكلية الآداب - جامعة القاهرة، كان ذلك قبل حوالي نصف قرن تقريبا بل هو نصف قرن بالوفاء والتمام سنة 1954 حينما كنت وكانت مصر وبقية أقطار العالم العربي في أوج الحيوية والتفاؤل والشباب كنا نستمع إليه من بعيد ذلك البطل الشعبي الذي ظهر مؤخرا بعد قرون طويلة من الفرقة والضعف والشتات وها نحن على مقربة منه صوت عبد الناصر وصوت العرب وهتافات الشعوب العربية وتصفيقهم في كل مكان من المحيط إلى الخليج عبارة نسمعها لأول مرة وقد استمعنا إلى الكثير من أمثالها في تلك السنوات الحسان حتى أصبنا بالذهول أو الغرور أو بهما معا ووصلت أخيرا مع بعض الزملاء السعوديين الآخرين إلى مقر البعثات السعودية في شارع المساحة بالدقي وكنا قد قضينا ثلاثة أيام في سجن الطور (الكرنتينه) خوفا من نقل العدوي أي ما ننقله نحن من هناك واستقبلنا بعض الطلاب القدامى بالترحيب وانضممنا إليهم بعد أن حظينا بالسلام والاستماع إلى نصائح وتوجيهات المدير الأستاذ الأديب عبد الله عبد الجبار. كل شيء حولنا كان جديداً لم نألفه الشوارع النظيفة الأنيقة والميادين الخضراء والأشجار المحملة بأصناف الورود والاهم من ذلك كله حواء الفاتنة التي نراها لأول مرة وقد تحررت من الستائر الكثيفة والأغطية السوداء ومعظم الطلاب السعوديين كانوا بعد تحررهم من سجن البعثات يسكنون بمنطقة الدقي لقربها من جامعة القاهرة، كنت تراهم بميدان المساحة أو بجوار حديقة الاورمان أو سينما الخديوي إسماعيل أو ملاصقين كبابجي الدقي، المشهور.. آنذاك. انها نقلة كبيرة من محيط محافظ إلى محيط متفتح فلابد من التأقلم والاستفادة من هذه الدنيا الجديدة. أما كلية الآداب فكانت لا تزال في ذلك العهد تحتفظ بأساطين الأدب والفكر في العالم العربي وعلى رأسهم عميد الأدب العربي الشهيد طه حسين ثم الأساتذة مصطفى السقا وشوقي ضيف وعبد العزيز الاهواني وسهير القلماوي ويحيى الخشاب وعبد الحميد يونس ثم شباب ذلك الزمان من أمثال شكري عياد ويوسف خليف وحسين نصار. لقد كان جيلي محظوظا في تلقي العلم على تلك النخبة المتميزة وكانت دروس طه حسين تكتظ بالكثير من خارج قسم اللغة العربية وخارج كلية الآداب، كان ظاهرة فريدة في شخصيته وصوته وإلقائه وعلمه وجاذبيته - رحمه الله رحمة واسعة ورحم من رحلوا معه من أساتذتنا الكرام -، وبعد كل تلك السنوات الطويلة في القاهرة وجدة والرياض ولندن وبعد العمل الطويل في جامعة الملك سعود منذ عام 1966 يسألني أحد الصحافيين في أواخر التسعينات تقريبا هذا السؤال: القارئ يريدك أن تقدم نفسك بأحد المناهج النقدية إذا لم يكن لديك مانع؟ قلت أنت تذكرني بذلك الكتيب الذي وجدته في إحدى المكتبات المصرية في أواخر الخمسينات الميلادية حينما كنت طالبا بجامعة القاهرة وحين كانت مصر ومعظم البلدان العربية في قمة تأثرها بالمذاهب والاتجاهات السياسية ولاسيما الاتجاه الاشتراكي وعنوان الكتيب هو (اعرف مذهبك) وعلى الغلاف الخارجي كتبت قائمة طويلة بهذه المذاهب: الاشتراكية، الرأسمالية، الليبرالية، الوجودية.... إلخ أما بعد النكسة أو هزيمة 1967 وانحسار معظم تلك المذاهب والأيديولوجيات البراقة فلابد من إلهاء العرب واشغالهم بلعبة أخرى يتخاصمون حولها وهي لعبة المناهج، فبدلا من رفع شعار اعرف مذهبك يرفع شعار آخر اعرف منهجك، وقد تطوع بعضهم بالتعريف والترويج لهذه المناهج: الأسلوبية، البنيوية، التفكيكية، السيميائية.. إلخ. وأنا لست ضد المعرفة أو الثقافة ولست من أنصار قفل الأبواب والنوافذ ولا من أصحاب العقد التآمرية ولكنني أرى أن للعرب قضايا ينبغي الاهتمام بها وأولويات ينبغي التركيز عليها قبل الانجراف إلى هذه العولمة الغربية والفكر الفلسفي. أيها الإخوة والأخوات،،، لا أريد أن اصدع رؤوسكم هذه الليلة بذكرياتي القديمة ولكنني وددت أن اعبر لكم عن شيء مما اكنه من حب وتقدير لهذه البلاد الغالية التي جمعتنا وتجمعنا دوما على الحب والخير والاخوة الصادقة والسلوك النبيل، فلكم مني جميعا بالغ الشكر والامتنان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . تقديم قد اختلفت معه في أحد البرامج التليفزيونية ونحن نفعل معه عكس ما قاله هو، قال: انا أريد تسييس الثقافة، قلت له: نحن نريد تثقيف السياسية، واستطعنا في صالوننا هذا أن نستدعي الدبلوماسيين الأفاضل لنثقف السياسة ولا نسيس الثقافة.. هو مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية د. عبد الولي الشميري . كلمة الدكتور عبد الولي الشميري مثل النجوم الزاهرة كلما التقت رأيت ثمة كوكبة هذه ليلة من ليالي الثقافة الغراء التي نتمناها دائما وابدا لساحتنا العربية التي لا ينقصها شيء كما ينقصها الثقافة وعلم الآداب، وان هذا الصالون الرائع الذي سعدت به هذا المساء ونعمت بالجلوس إلى جواركم في رحابه ليؤكد لي أن نبضا حيا للثقافة العربية ما زال يتدفق في رحم هذه الأمة يقود هذه المسيرة المثقفون الإجلاء يأتي في طليعتهم ضمن موكب الثقافة العربية الدكتور غازي عوض الله اسأل الله أن يمده بالعون ويكلل مسعاه بالنجاح وان تكريمه لهؤلاء الأعلام الإجلاء أساتذتنا لتكريم لنا جميعا وتكريم لكل ثقافتا العربية وتكريم لهذه الأمة بأثرها لأن الثقافة العربية اعتقد أن حاجتنا إليها اشد من حاجتنا إلى الطعام والشراب فما اكثر الطعام واكثر الشراب الحمد لله، ولكن الثقافة الحقيقية التي تثير وتستثير .. الأستاذة آمال تحدثت عن قضية تسييس الثقافة وتثقيف السياسية حتى انا التي أطلقت هذه الشعارات موقنا ولم أزل أو سأظل أجادلها وأجادل كل من يخالفني أن ثقافتا العربية في حاجة إلى أن تعكس على السياسة كرسيا وتسيس بدلا من بقائها في معزل بعيدا عن السياسة كما يجب على السياسة أن تثقف بعيداً عن قضايا القمع والأمر والنهي أحد يأمر والآخر يسمع ويطيع برضا وعماء من اجل هذا ننادي بشعار تثقيف السياسة وتسييس الثقافة ولكنه تسييس يخدم الثقافة ويخدم الوعي واني احيي هذا الصالون وصاحبه وأشد على يده في استمرار المسيرة في ركب التقدم في هذا العالم الذي نحن في أمس الحاجة إلى هذه الجهود الجبارة وأحييكم جميعا واشكركم على هذه الفرصة وأحييكم باسم منتدى المثقف العربي والى لقاء قادم إن شاء الله في ركب التقدم. تقديم كنا محتاجين لبيت من الشعر يلطف جو السياسية لو كان لي قلبان لعشت بواحد وخالفت آخر في هواه يعذب حينما درسنا المسرح العربي على مدى تاريخه الطويل كان علماؤنا يقولون إن المسرح قد بدأ بالشعر بأدب خليل القباني وتربع على يدي توفيق الحكيم في مصر ثم صار على يدي لينين الرملي صرحا يستحق التكريم.. نجمنا رجل هادئ الطباع متفجر الطاقات أمتعنا بموهبته عبر السينما والتلفزيون وفى المسرح حجز لنفسه موطن الريادة بعد إعلام وإعلام وتوسد على تمثيل أعماله كبار الفنانين، أهلا بالفنان لينين الرملي. كلمة لينين الرملي مساء الخير.. أشكر د. غازي زين عوض الله وأشكر الحضور كلهم وأشكر مجموعة طلعت مصطفى. أنا في الحقيقة تعودت أن أتكلم من خلف الشخصيات التي أكتبها في المسرحيات، بمعني أن الشخصيات هي التي تتحدث أما أنني أتحدث فتظهر شخصيتي الحقيقية للناس هذا شيء أنا لا أرحب به قوي لأن ربما شخصيتي عليها كلام وأفضل دائماً أن أتوارى وراء الشخصيات وهي تتحدث نيابة عني مرة أخرى اكرر شكري للجميع وأنا سعيد بهذا التكريم وأرجو أن يكون هذا الصالون متكرراً دائماً لأنه شيء في الحقيقة إيجابي وأشكر الجميع. تقديم نجمنا دائم إشعاعه متجدد الطاقة ينشطر ذرتين وذرات وذرات وذراته تعمل له ألف حساب هو واحد من أهم العلماء العرب في مجال الهندسة النووية أهلا بالعالم الدكتور وليد أبو الفرج. كلمة الدكتور وليد أبو الفرج بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الإنسان وأبدعه وأودعه من المواهب والملكات ما شاء أن يودعه والصلاة والسلام على من ختمت به النبوات وبعث مبشراً بأسمى الآيات.. أصحاب المعالي أصحاب السعادة أخي العزيز الدكتور غازي عوض الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فإن من عباد الله عباداً سمت نفوسهم وعلت هممهم فتجاوزت بواقعهم إلى محيط أمتهم وحملوا هممها وعملوا على النهوض بها ففجروا روح الجد والتنافس والاجتهاد لدى أبناء الأمة وذلك شأن أولي العزم من الرجال واحسب أخانا الكريم الدكتور غازي من هؤلاء فهو ابن الأرض الطيبة التي انبثق منها نور الرسالة الغراء فنشر الخير في سائر الأرجاء وانه لمن يمن الطائع أن يقام هذا الحفل في ارض الكنانة قلب العروبة والإسلام النابض مصر البلد الذي كان على مدار الأزمان منارة إشعاع ثقافي وفكري وعلمي ومؤشرا صادقا إلى ما بلغته الأمة من حضارة ورقي. أيها الاخوة الكرام إن العناية بالثقافة والفكر والعلم إنما إحياء لروح الأمة واحداث لنقلة نوعية ترقى بها من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإبداع والابتكار ترقى بها من الافتخار بما يعنيها من أفخم السيارات واحدث الآلات إلى المشاركة الفاعلة في صناعة الحضارة والصناعة وتقديم الجديد المفيد الذي يحسب لها في عالم لا مكان فيه للمتقاعسين والضعفاء ولن يتحقق هذا إلا بصياغة جديدة لوعي الأمة وفكرها وعلمها لتكون الصدارة لدور العلم والمؤسسات الثقافية والفكرية وهي المخاض الحقيقي للرواد الذين يملكون زمام النهضة ويرسمون الطريق لمستقبل مشرق وغد واعد، وهم ضمير الأمة وهم هداتها إلى العالم، لذا فإننا مدعوون جميعا وأدعو الاخوة الحضور إلى التواصل وأن يتفقوا على أن يكونوا أصحاب رسالة مشتركة تلك الرسالة هي إحياء حضارتنا الخالدة التي تمزج بين المظهر والمخبر وبين الماديات والروحيات وتسخر العلم في خدمة الدين والقيم والمثل وسعادة البشرية، وليشهد العالم تقدما من نوع فريد لم يشهده من قرون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كلمة الأستاذة هداية درويش في البدء أود أن أعبر عن سعادتي لوجودي بينكم اليوم، في تلك الاحتفالية التي تقام على ضفاف النيل فوق أرض مصر الحبيبة، ثم أعود للقول: إن تلك السعادة التي أشعر بها اليوم قد اجتاحتني منذ اللحظة الأولى التي تم إبلاغي أن هناك رمزاً من رموز الفكر والثقافة في بلادي، وهو الدكتور غازي بن زين عوض الله قد توقف أمام تجربتي مع الصحافة الإلكترونية، بعد أن أدرك من خلال تخصصه في الإعلام وخبرته الطويلة في مجالاته كم هو الجهد المبذول على صفحات هداية نت، كأول إصدار إلكتروني يومي لصحافية سعودية، ثم اخضع تلك التجربة للدراسة والتقييم مع عدد من أساتذة الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز، وقد جاءت النتيجة - بفضل من الله - لصالح (هداية نت) وجهدي ومتابعتي مع فريق العمل في القيام عليها لتكون واحدة من الصحف الإخبارية التي تمكنت من إيجاد مكان ومكانة لها على الشبكة العالمية، حمل الدكتور غازي زين عوض الله تلك التجربة، إضافة إلى تاريخي الطويل في الصحافة الورقية وإصدارتي الثلاثة ليضعها أمام اللجنة العلمية للصالون التي شرفتني بدراسة ذلك المشوار وإقرار حيثيات تكريمي في الصالون الثقافي للدكتور غازي زين عوض الله. هنا أتوقف لحظات لأقول إنه على الرغم من الفرح بالنجاح الذي أعيش أصداءه اليوم والذي منحني شرف الوجود بينكم، إلا أن هناك نجاحا هو في حياتي الأهم، هذا النجاح يتمثل في كوني زوجة وأُمَّاً استطعت - بتوفيق من الله - أن أحقق التوازن بين وظيفتي الأولى كزوجة وأمٍّ وبين حياتي المهنية فقناعتي تقول إن نجاح المرأة لا بد وأن يبدأ من الداخل، ولو اني فشلت في تربية أبنائي والحفاظ على كيان أسرتي لما استطعت النجاح في أي مجال من مجالات الحياة. لن أطيل عليكم ولكني أود في الختام أن أوجه كل الشكر والتقدير لراعي الصالون واللجنة العالمية، ثم لمجموعة طلعت مصطفى صاحبة المشاريع العملاقة التي رعت تلك التظاهرة الثقافية الليلة، ثم أترككم مع الأستاذ أحمد عبد الهادي نائب رئيس تحرير هداية نت، وهو أيضاً صاحب ريادة في الصحافة الإلكترونية في مصر ليعرض عليكم (اون لاين) صفحات من هداية نت في وضعها الحالي، ثم ينتقل بكم إلى عرض نموذج للصفحة الجديدة لهداية نت التي ستشكل لنا نقلة نوعية، بدعم من مايكروسوفت التي تولت نقل هداية نت إلى برنامجها متحملة كل التكاليف واعدة بالمزيد من الدعم التقني والإعلاني، وقوفاً منها كشركة عملاقة إلى جانب المواقع الإلكترونية الجادة والفاعلة على شبكة الإنترنت. تقديم نابغة جيزان وجيزان في حد ذاتها نابغة امتلأ دنانه بحضارة العرب القديمة فصار يبحث في الأصول وتفقه في القديم حتى صار معه القديم رفيقا وصديقا، كتب عن التاريخ وكتب عن الأدب وكتب عن التراث الشعبي وبالأمس فقط صرح لي بأنه اكتشف مدينة أثرية قديمة بالقرب من جيزان. سنقدم لكم نابغة جيزان المفكر العربي الأستاذ عبد الرحمن الرفاعي. كلمة عبد الرحمن الرفاعي ماذا أقول وقد سبقني الكثير من العباقرة والعلماء ولم يبق لي شيء أتحدث عنه، ولكن قبل أن أتكلم واتحدث اشكر صاحب هذا الصالون د. غازي عوض الله ولأنه بعمله هذا وتقديره للعباقرة يعيدنا إلى أجواء طه حسين والعقاد وأمثاله، والتكريم في حد ذاته قيمة كبيرة ويدفع الكثير لان يعطي ويقدم الكثير ولا احب أن أطيل لان هناك عباقرة وعلماء احب أن اسمع منهم وشكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقديم وصلنا إلى مسك الختام هو حياة بين الكلمات هو كلمات ومقالات ودراسات فكر متنقل من مكان إلى مكان هو الإنسان يجتاز الأمواج والأسماك يمضي في معترك الحياة يحكي حكاية الفتى مفتاح ويحكى عن حمزة شحاته المنسى كتب في الأضواء والرائد وعكاظ ورائد نادي جدة الأدبي، شخصية هذا الصالون نجم مشرق ومشع أيها الاخوة والأخوات السادة والسيدات نحن الآن على موعد مع الأديب الكبير الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين. كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين بسم الله، والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.. سيداتي وسادتي نردد قول الحق (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، من ضفاف النيل الخالد هبة الله لمصر تقام هذه الأمسية الجميلة التي تتجدد كل عام بأدبها وثقافتها ورموزها ورائدها.. شكر الله شكراً خالصاً وتقديراً للمحتفى به الدكتور غازي عوض الله بنماذج من المثقفين والمفكرين والمتميزين بالفنون المختلفة وتزامن تكريم الليلة مع دعوة الأستاذ محمد صادق دياب في كلمته الضافية المعبرة الصادقة التي كتبها في 13 أبريل 2005 وهي أمام حضراتكم ولم أستطع أن أشكره بكلمات تزن ما أفضل به سوى شكر وأعتراف للجميع.. أن د. غازي ناضل ليتم دراسته الجامعية والعليا بتوفيق الله ثم بعزمه وإصراره، عرفته منذ ثلاثين سنة حين كنت أشرف على العدد الأسبوعي من جريدة عكاظ وكان يكتب من خلال زاوية موضوعات شتى ونحن الليلة ضيوف على منتداه، ولعل من أقدم المنتديات الأدبية في مصر صالون الآنسة مي زيادة وكان يرتاده الرموز من العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء أمثال لطفي السيد وأحمد شوقي والعقاد وطه حسين والرافعي وغيرهم، إذن الصالونات الآن صارت صالونات أدبية ونسائية في أنحاء الوطن العربي. وتجربتي الصحفية في جريدة الأضواء قبيل ما يقرب من خمسة عقود أصدرنا هذه الصحيفة أنا وزميلي محمد سعيد باعيش - رحمه الله - تضع صحافة وبطموح الشباب وعزمه استطعنا أن ننشئ الصحيفة لكن عصفت بها الرياح فلم تعمر أكثر من عشرين شهراً وبعد الأضواء كانت الرأي مجلة أدبية كان يكتب بها الكتاب من داخل المملكة العربية السعودية وكانت تستقطب كتبه من مناطق مختلفة هناك والتجربة الصحفية وهي الصحافة اليوم وهي صناعة عشق ومهنة متاعب وحولها أعاصير في كل مكان ولكل زمان ومع ذلك فإن الذين قدر الله لهم أن يكونوا في بلاط صاحبة الجلالة عليهم أن يتحملوا كل ما تحمله لهم من مشاكل ومتاعب وعناء لأن هذه المهنة ليست بالسهلة لمن عشقها أو أراد أن يكون فيها بطلاً هو بشجاعته وبطلاً بالتزامه وبطلاً بما يستطيع أن يستمر أمام العواصف والرياح الهوجاء ليصل إلى بر الأمان ولكن ليست الصحافة بر أمان البتة لا في القديم ولا في الحديث. والحديث عن الصحافة طويل ولعل أخي الأستاذ خالد المالك عاش هذه التجربة وما زال يعيشها - بفضل الله وتوفيقه - وهو رجل ناجح في هذا العمل لأنه يمارس كله بنفسه بجانب اخوته ومن يتعاون معه. واتحول من الصحافة إلى الأدب والثقافة إلى نادي جدة الأدبي الثقافي الذي أنشئ قبيل ثلاثين سنة واستطعنا - بفضل الله - في هذا النادي أن نستقطب رواداً من العالم العربي كله من المغرب وتونس وسوريا والخليج. هذا الاستقطاب فتح لنا نوافذ على وطننا العربي مصر في مقدمتها واستطعنا أن نصدر عبر هذه التجربة دوريات أربع نوصلها إلى العالم العربي من محيطها إلى خليجها ويشاركون بالكتابة فيها وهي أصبحت - بفضل الله - معروفة، العمل الثقافي عمل جاد وهو لا يبعد كثيراً عن الصحافة لأنه معاناة لكنها معاناة لذيذة، تحقق لصاحبها في الصحافة والأدب أن يكون له صوت وان يكون له دور فناء الأدب استطاع أن يمد جسوره للوطن العربي ونحن في هذه الأمسية .. نبارك هذا المنتدى الجميل وهذا الصالون الذي سعى صاحبه لان يكون على ضفاف النيل ليشرب من النيل وليعيش على هذا الشاطئ في هذا البلد العزيز بلد الثقافة والمعرفة والتاريخ الطويل. إذن نحن نبارك هذا التجدد والشكر موصول لصاحبه الذي يحتفي بالمثقفين والمفكرين والأدباء الذين يثرون الحركة الثقافية والأدبية في كل مكان وهذا التقدير هو دين عليهم ودين لصاحبه وفضل منه لهم، لذا أرجو أن يتحقق لهذا الصالون من النجاح والتوفيق ومن طباعة الكتب التي تحتفي بالمتميزين ممن يحتفى بهم وثقافاتهم لتشيع من خلال الوطن العربي لتكون منارة في هذه المنارات الكثيرة في الوطن العربي.. لا أريد أن أطيل عليكم لان الليل ذهب أكثره فشكر الله لصاحب هذا الصالون على ما كرم ودعا وتكبد في ذلك المتاعب، ونحن معه الليلة في صالونه الجميل الذي نرجو له المزيد من الارتقاء والثقافة والمعرفة في بلد الثقافة والمعرفة، في مصر العزيزة وان يتجدد نشاطه في كل يوم وكل عام وان يتاح لنا ولكم أيضا أن يجدد اللقاء. نهاية الاحتفال وفي نهاية الصالون قام رئيس مجلس إدارته د. غازي زين عوض الله بتكريم كل من وقع عليهم الاختيار هذا العام للاحتفاء بهم لقاء تميزهم في المجالات التي أسهموا فيها. وقد أعرب د. غازي وهو يكرمهم عن سعادته البالغة بما يضمه صالونه من نخبة متميزة من رموز الصحافة والفكر والثقافة، مثمناً مشاعرهم في هذا الصالون، وقال إنه لأول مرة يجمع الصالون أعضاء السلك الدبلوماسي ويكرم الدبلوماسيين، معتبراً أن أهم ما يميز الصالون تنوع اختصاصاته، حيث اجتمع رجال السياسة مع المفكرين في كل المجالات والقمم الصحفية ورموز الأدب والمسرح والفنون التشكيلية، وهذا يدل على أن الثقافة جمعت الأمة العربية في بوتقة واحدة. على هامش التكريم - من بين حضور التكريم د. مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، الكاتبان الصحفيان إسماعيل النقيب ومصطفى بكري، الكاتب محمد جلال، أعضاء السلك الدبلوماسي لبعض السفارات العربية بالقاهرة. - قام بتقديم الحفل كل من الدكتور جمال حماد، الشاعرة الفلسطينية آمال الشرقاوي، المصرية جيداء بلبع. - المناسبات السابقة لصالون غازي عوض الله تضمنت تكريم عدد من رموز الفكر والإبداع والعلم بالعالم العربي أبرزهم عبد الله الجفري، حسن القرشي، د. أحمد يوسف القرعي، جمال الشاعر، أحمد خميس، مصطفى الفقي، جمال بدوي، منى رجب، جيلان حمزة، سمير سرحان، محمد التهامي. - د. سمير سرحان رئيس هيئة الكتَّاب المصرية السابق كان حريصاً على الحضور إلا أن عودته من رحلة علاجية من باريس تزامنت مع الاحتفال فتعذر حضوره عن عدم المشاركة. - المكرمون في الاحتفال حرصوا على التقاط الصور التذكارية المشتركة أثناء وبعد حفل التكريم. - وجَّه رئيس مجلس إدارة الصالون التحيَّة إلى د. سمير سرحان على تعاونه في إثراء ضيوف الصالون ومفكريه، وجدَّد الشكر لخلفه رئيس هيئة الكتَّاب الحالي د. ناصر الأنصاري لدوره في إثراء نشر الكتاب المصري والعربي.
|