Tuesday 9th August,200512003العددالثلاثاء 4 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

رحم الله الوالد القائد الملك فهدرحم الله الوالد القائد الملك فهد

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرني أن أشارككم العزاء في وفاة فقيد الأمة الإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- عبر هذا المقال آملاً أن يجد طريقه للنشر.
والله يحفظكم ويرعاكم.
لم يكن خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- فاجعة تأسر قلوب فئة خاصة من الناس فحسب، بل كان وقعه عاما شاملا وصل أوار سعيره إلى قلوب أمة بأسرها، لذكره الطيب وصيته الذائع وأعماله الجليلة ونفعه للأمة وخدمته مقدسات المسلمين، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأحسن الله عزاء الأمة في فقيدها وجبر مصيبتها، ولا يسعنا أمام هذه الفاجعة إلا امتثال ما أمرنا الله به من الاسترجاع عند المصيبة فإنا لله وإنا إليه راجعون، فهو بحق قائد عظيم سعى في خدمة الإسلام والمسلمين، واجتهد في الدفاع عن العقيدة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات والشرك والأوثان، ونفع الله به الأمة في كل مكان.
والمتتبع لسيرته -رحمه الله- يجد من الأعمال الجليلة التي نفع الله بها الأمة ما لا يحصى ، فمن ذلك:
- توسعة الحرمين الشريفين، حيث حظي الحرمان الشريفان في عهده باهتمام متزايد تمثل في توسعتهما وتهيئة المرافق والخدمات العظيمة لهما.
- إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية، فهو علامة بارزة في مسيرته -رحمه الله- لخدمة كتاب الله طباعة ونشرا وترجمة لمعانيه وخدمة لعلومه.
- تواضعه -رحمه الله- باستبدال لقب (صاحب الجلالة) بلقب (خادم الحرمين الشريفين) وكان ذلك في احدى كلماته التي ألقاها، حيث قال:( عن رغبة ملحة تخامرني باستبدال مسمى صاحب الجلالة بلقب أحبه ويشرفني أن أحمله وهو خادم الحرمين الشريفين، وسوف يعتمد هذا رسميا من الآن).
لقد اهتم -رحمه الله- بإقامة الجوامع والمساجد داخل المملكة في مختلف المناطق كما اهتم بإنشاء المراكز الإسلامية خارج المملكة لربط الجاليات والأقليات الإسلامية بأصولها، فمن ذلك تكفله باقامة مركز إسلامي في روما يضم مكتبة كبيرة ومدرسة لتعليم أحكام الشريعة ومسجدا كبيرا يتسع لآلاف المصلين، ومركز إسلامي في مالقة يضم مكتبة كبيرة تحوي آلاف الكتب الإسلامية ومدرسة ومسجداً واسعاً للرجال وآخر للنساء، وإنشاء مسجد خادم الحرمين الشريفين في جبل طارق ودعمه، إقامة المعهد الإسلامي في طوكيو، إلى غير ذلك من أنشطته الخيرة وأعماله الموفقة لنفع الإسلام والمسلمين.
توفي الملك فهد وانتهت جنازته البسيطة المتواضعة، لكن الأسى والحزن اللذين خلفتهما تلك الوفاة لم ولن ينتهيا في نفوس الكثيرين، فانجازات الملك الراحل لن يهملها التاريخ ولن يتمكن احد من نسيانها سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
كان -رحمه الله- رجلاً سياسياً فاعلاً كرس نفسه لخدمة قضايا وطنه العربي والإسلامي لا السعودي فقط، واصبحت السعودية في ظل حكمه مسؤولة لها ثقلها في المنطقة فأخذت على عاتقها حل الأزمات العربية والإسلامية، فمن القضية الفلسطينية إلى حرب العراق وإيران إلى الدور السعودي في افغانستان وعقد اتفاق الطائف لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، ومن ثم التدخل لتحرير الكويت لإيقاف زحف الاحتلال العراقي لبقية الأراضي الخليجية، إضافة إلى المساهمة بإرساء السلام في الصومال.. إلى آخر تلك الأزمات والقضايا العربية والإسلامية التي لا تنتهي. لن نستغرب بعد ذلك التاريخ الحافل كثافة التغطية الإعلامية العربية التي واكبت وفاة فهد بن عبدالعزيز.
عزاؤنا الكبير وأملنا العظيم، هو أن خليفته ليس رجلاً مجهولاً نترقب بقلق كيف ستكون قيادته لبلادنا، بل رجل عرفناه وعرفنا، وأحببناه دوماً وأحبنا، وكان طوال الفترة الماضية خير عضد ونائب لوالينا، وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكم كان رائعاً ذلك الشعور بالاستقرار والأمان، وأنا أرى الحكم ينتقل بسلاسة وهدوء، كما كنا نحن السعوديين نتوقع.
رحم الله الوالد القائد، خادم الحرمين الشريفين، وملك المملكة العربية السعودية، فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وأسكنه فسيح جناته، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الجديد، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في مهمته الجديدة لقيادة الوطن إلى المستقبل. دمعة على الماضي الجميل، وتطلع بأمل للغد المشرق.
نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يضاعف له الأجر والمثوبة وأن يسكنه فسيح جناته، كما نسأله سبحانه أن يوفق خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز لكل خير وأن ينصر بهما الحق ويرفع بهما راية الإسلام فهما خير خلف لخير سلف

منصور بن عمر السحيباني
معيد في قسم البلاغة والنقد
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved