Wednesday 24th August,200512018العددالاربعاء 19 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

يعربدون في شوارع الضفة الغربية يعربدون في شوارع الضفة الغربية
الفلسطينيون: مستوطنو (حومش وسانور) توحشوا كالثعالب قبل الرحيل

* شمال الضفة الغربية -بلال أبو دقة:
أفاد مصدر أمنى إسرائيلي أن المستوطنين المعتصمين في مستوطنة حومش، في شمال الضفة الغربية، واصلوا أعمال العنف والاعتداء على ممتلكات الجيش الإسرائيلي، وقاموا بإحراق موقع عسكري للاتصالات وثقب إطارات عدد من السيارات العسكرية.
وكانت مجموعات من المستوطنين والمتسللين إلى مستوطنة حومش قد قامت يوم الأحد الماضي بسلسلة من الاعتداءات على قوات الجيش وممتلكاته قرب مستوطنتي (حومش وكدوميم) شمال الضفة الغربية، حيث أصابوا جندياً وأحرقوا جرافة عسكرية ودمروا ممتلكات خاصة للجنود الإسرائيليين.
هذا وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي أن مستوطنين أقدما مساء يوم الأحد الماضي على اختطاف سلاح أحد الحراس في مستوطنة شيرات هيام الخالية، واعتصما في أحد البيوت لمدة ربع ساعة ثم أعادا السلاح لصاحبه، وطالبا الجيش بمساعدتهما في كل ما يتعلق بتوفير مساكن لهما..!
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه المصادر العسكرية الإسرائيلية عن قيام المستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف المعارضين لخطة فك الارتباط بارتكاب العديد من أعمال العنف على شوارع الضفة الغربية.
فإضافة إلى اعتداء المستوطنين على الجنود في مستوطنة سانور، شمال الضفة الغربية وجرح أحدهم، أقدمت مجموعة من المستوطنين الملثمين على مهاجمة جرافة عسكرية في المنطقة الصناعية شمال مستوطنة كدوميم.. وقام المهاجمون بثقب إطارات الجرافة وإلقاء قنبلة حارقة عليها ثم سكبوا البنزين وأحرقوها.. وقد تمكن سائق الجرافة الذي كان يمهد الأرض لقوات الجيش التي ستتولى إخلاء مستوطنتي (سانور وحومش)، من إنقاذ نفسه والخروج منها.
وحسب مصدر إسرائيلي أشهر سائق الجرافة، وهو ضابط في الجيش، سلاحه في وجوه الملثمين، إلا أنه امتنع عن فتح النار حين صرخوا في وجهه أنهم يهود، وتركهم يلوذون بالفرار فيما احترقت الجرافة كلياً.. وقام عشرات نشطاء اليمين المتطرف يوم الأحد الماضي، أيضاً، بالتظاهر على مفترق كدوميم حيث سكبوا الزيت ونثروا أدوات حادة على الشارع ورشقوا الشرطة والجنود بالحجارة، كما قاموا بخرق إطارات سيارات عسكرية كانت متوقفة في كدوميم.
وقدم الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، شكوى إلى الشرطة ضد الناشطة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة (دانييلا فايس)، رئيسة المجلس المحلي في مستوطنة (كدوميم)، على خلفية قيامها مع خمسة نشطاء آخرين باقتحام قاعدة عسكرية في الضفة الغربية وتدمير الأملاك الخاصة للجنود. وحسب الشرطة الإسرائيلية: قام هؤلاء أيضاً برشق سيارة للوحدات الخاصة بالحجارة، ما أدى إلى إصابة ركابها الأربعة.
وكانت وزارة القضاء الإسرائيلية قد أعلنت مؤخراً أنه سيتم اعتقال المتظاهرين الذين يلجأون إلى العنف تجاه قوات الأمن الإسرائيلية أو إلحاق أضرار في الممتلكات أو إحراق بيوت في المستوطنات التي يتم إخلاؤها، وسوف يتم تمديد اعتقالهم وإنزال أقصى العقوبات بهم. ويتوقع الجيش الإسرائيلي ردود فعل عنيفة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية خلال إخلاء مستوطنتي (سانور وحومش).
وحسب المصادر العسكرية هناك مستوطنون يحملون السلاح ويخشى قيامهم باستعماله ضد الجنود. وقال المصدر الإسرائيلي: إن الجيش بدأ، مساء يوم الأحد الماضي، بزج قوات كبيرة من جنوده في منطقة (سانور وحومش) تحضيراً لإخلائهما المتوقع يوم الأربعاء (24- 8 - 2005).. ويتوقع الجيش الإسرائيلي أن تواجه قواته صعوبة أكبر في إخلاء مستوطنتي (سانور وحومش) اللتين يرتبط بهما كثيرون من اليهود المتطرفين بدرجة أكبر من مستوطنات غزة. ويُعتقد أن مئات اليمينيين الإسرائيليين تدفقوا على مستوطنة (سانور) قادمين من أكثر المستوطنات تشدداً في الضفة الغربية.
الفلسطينيون: مستوطنو حومش وسانور توحشوا قبل الرحيل
إلى ذلك علمت (الجزيرة) من مصادرها الفلسطينية في الضفة الغربية أن مجموعة من سوائب المستوطنين في مستوطنة حومش، استولت، على منزلين فلسطينيين في قرية برقة المجاورة.
وتعقيباً على هذا النبأ، قال ناشطون في حركة إسرائيلية لحقوق الإنسان: إن المستوطنين طردوا أصحاب المنزلين وقاموا بتدمير محتوياتهما على مدار عدة ساعات، ولم يغادروا المنزلين إلا بعد تدخل قوات الجيش.
وكانت مصادر فلسطينية في شمال الضفة الغربية قد أكدت ل(الجزيرة) أن الفلسطينيين في منطقة أبو الحوّر التابعة لبلدة جبع جنوب جنين بالضفة الغربية، يعربون عن خشيتهم من ارتكاب المستوطنين لمجزرة بحقهم، خاصة أنه يفصل البلدة عن مستوطنة سانور(ترسلة)، شارع جنين - نابلس.
ويخشى الفلسطينيون في تلك المنطقة، من أن يتعرضوا لاعتداءات من المستوطنين المتطرفين الذين قدموا إلى المستوطنة من مستوطنات مختلفة في الضفة لعرقلة إخلائها مع ثلاث مستوطنات في جنين، حيث تقع منطقة أبو الحوّر على مسافة (2) كيلو متر شمال غرب جبع، وتضم (12) منزلاً.
وقال المواطن الفلسطيني (أحمد صبحي علاونة) الذي يسكن في المنطقة: إنه وأسرته يفتقرون إلى الشعور بالأمن والطمأنينة بسبب التهديدات والمحاولات المتواصلة من المستوطنين للاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم خلال الأيام الماضية.
وأشار إلى أن عشرات المستوطنين من مستوطنتي (سانور) و(حومش) قرب بلدة سيلة الظهر، قطعوا شارع جنين- نابلس باتجاه منازل المواطنين في (أبو الحوّر) وتجمعوا على تلّة قريبة وراحوا يصرخون ويشتمون، مما أثار الخوف والهلع بين الأطفال والنساء.
وأوضح علاونة أن هذه التحرشات والاستفزازات جاءت بعد يومين من هجوم عشرات المستوطنين على محطة للمحروقات قريبة من منازلهم ومن حدود المستوطنة تعود ملكيتها لمواطن من عائلة جرار، وقيامهم بتدميرها وتحطيم ماكناتها إضافة إلى تحطيم زجاج ومحتويات منزل صاحبها المقيم في الخارج.
ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث نجا أحد رعاة الأغنام من بلدة جبع مؤخراً من الموت عندما هاجمه أكثر من عشرة مستوطنين مدججين بالسلاح في منطقة قريبة من مستوطنة (سانور) غرب البلدة فتمكن بأعجوبة من الفرار وترك أغنامه.وقال المواطن الفلسطيني علاونة في إفادة حقوقية وصلت مكتب الجزيرة: إن المستوطنين المتواجدين في المستوطنة وفي محيطها على مدار الساعة نصبوا خياماً في الجهتين الشرقية والجنوبية للمستوطنة خاصة في المنطقة المطلة على مقبرة قرية العصاعصة المحاذية لحدود المستوطنة، ويتحركون بشكل مكثف على امتداد مقطع الشارع من قرية العصاعصة وحتى قرية عجة شمال غرب البلدة؛ وبين المواطن الفلسطيني أنه يضطر لسلوك طريق ترابية وعرة لوصول بلدته وقضاء حاجات أسرته خلسة بعيداً عن الشارع الرئيسي الذي يتواجد المستوطنون فيه بشكل متواصل.
وأكد المواطن الفلسطيني علاونة أن جميع أرباب الأسر في (أبو الحوّر) تركوا أعمالهم في هذه الفترة ليبقوا مع أسرهم وأطفالهم، بعد توافد المستوطنين المتزايد إلى المستوطنة لتنفيذ اعتداءات.
وينتظر أهالي البلدة إخلاء المستوطنة ورحيل المستوطنين، خاصة أنه يحظر عليهم استخدام وفلاحة أراضيهم الزراعية المحاذية لها، والتنقل بحرية على الطرقات القريبة منها، إضافة إلى أن الإجراءات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال لحماية المستوطنين حولت حياة أهالي البلدة والبلدات والقرى المجاورة إلى جحيم.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved