مستعجل
الصيدليات.. أولى بالإلزام !!
عبد الرحمن بن سعد السماري

اليوم.. أصبحت الأدوية والعلاجات.. أشكالا وأصنافاً.. ولم يعد مجالها.. الطبيب والصيدلية والصيدلي.. ولم يعد الدواء مقرونا بوصفة طبية معتمدة من طبيب معتمد.. تُصرف في صيدلية عليها رقابة وتخضع للمعايير الطبية الصحية..
** اليوم.. هناك صيدليات شعبية.. لديها أدوية يسمونها.. أدوية مصنوعة من الأعشاب وعلبة الدواء ضخمة جداً.. مليئة بالكبسولات.. فهذه فيتامينات..وهذه مقويات للصغار وللكبار وللنساء ولبعض الأمراض.. ولبعض أصناف العجز.. فمن لديه مرض أو عجز في شيء (ما) عليه أن يذهب لهؤلاء ويأخذ علاجاً لمرضه أو لعجزه.
** هذه الصيدليات الجديدة المسماة (ان.جي. اس) موجودة في كل مكان ولديها عشرات الأصناف والأدوية.. وبوسعك أن تشتري وتبلع.. بل إن بعض الحبوب.. تباع في (سطل) ضخم.. ولا تدري حتى اليوم. هل هي صحية ومناسبة وخاضعة للرقابة؟ هل الأمور سليمة؟
** هل هي مصرَّح لها.. أم أنها اجتهادات شخصية؟
** ثم إن بعض المحامص اليوم.. تحولت إلى صيدليات.. فهذا ماء ورد.. وهذا ماء قرنفل.. وهذا زيت (خِرْوع) وهذا زيت فلفل.. وهذا خليط زيوت.. وهذا علاج للكحة وآخر للمغص، وثالث لتساقط الشعر.. وآخر للصداع، وعاشر للصَّرع.. وعشرون لأمراض الجلد.. وثلاثون للنسيان والهواجس.. وهكذا.
** هذه المحامص.. تحولت إلى صيدليات..تبيع القهوة والهيل والزنجبيل والكركم والفول والأدوية.. وحتى (الحِلْبِة) و(السْوِيْكَه).
** ثم إن الصيدليات اليوم.. امتلأت بعشرات الأصناف.. من المراهم والدهانات للوجه والجسم وكل شيء في الجسد.. وما عليك إلا أن تشتري وتدهِّن و(تمرخ) جسمك ولا تدري.. هل هو مصرَّح له.. أم مجرد اجتهاد من الصيدلي؟
** في الإعلانات الطبية التي تُنشر في الصحف.. تشترط وزارة الصحة في الإعلان عن منتج طبي.. يجب أن يكون مرَّخصاً له من وزارة الصحة.. حتى يتم النشر عنه.. ولابد من إحضار صورة الترخيص الصادر من وزارة الصحة ورقم التصريح، ولكن وزارة الصحة التي تشترط ذلك بشدة على الصحف وتعاقب المخالف.. لا تشترط ذلك على الصيدليات.. ولاتخضع الصيدليات لهذا الإجراء.. وإلا لو تم إخضاع الصيدليات لهذا الإجراء.. ما وجد الزبون المنتج أصلاً..إذا لم تتح له فرصة التسويق في الصيدليات..
** كيف يتم منع الصحف من نشر الإعلانات وهي بعيدة عن اختصاص وزارة الصحة.. ولا يتم منع الصيدليات التابعة مباشرة للصحة.. من تسويق أي منتج ما لم يكن مرخصاً له؟
** لقد قابلت قبل أيام.. شخصاً يريد الإعلان عن منتج طبي جديد ويقول في إعلانه.. (إنه موجود في الصيدليات وسأله مسؤول الإعلانات في الصحيفة.. هل لديك ترخيص وتصريح عن هذا المنتج من وزارة الصحة؟
** فقال.. لا.. بل إنه استغرب أن تسويق منتج طبي يحتاج إلى تصريح من وزارة الصحة.
** ضبط مثل هذه المستوردات والمنتجات الطبية.. وبالذات المنتجة محلياً.. يحتاج إلى جهود كبيرة من التجارة والصحة والإعلام والداخلية.. والزراعة.. لأنها تتعلق بصحة الناس..وتتعلق بحياة أو موت.. فيجب ضبط هذه الأمور وعدم التساهل فيها.. وخصوصاً.. تلك الصيدليات التي ملأت شوارعنا.. وصار حجم الصيدلية بحجم ميدان ضخم.
** الصيدلية اليوم..أصبحت بحجم سوق كامل.. بعد أن كانت لا تتعدى مساحتها (2\3) أمتار وفي كل حي صيدلية واحدة على الأكثر.. بل إن الرياض لم يكن فيها سوى أربع أو خمس صيدليات حتى عهد ليس بعيداً.
** اليوم.. في الشارع الواحد.. عشرون صيدلية على الأقل.. بل تحولت الصيدليات إلى أسواق للزينة والمكياج وأدوات التجميل والتخسيس والمعدات الطبية..
** نتمنى.. المزيد من الرقابة على الصيدليات؛ ففيها كل البلاوي والمخالفات.. وإلاَّ.. ما معنى منع نشر إعلان في الصحف عن منتج طبي.. والإعلان نفسه يقول (إنه موجود في جميع الصيدليات) !!!.