|
|
انت في
|
هذا لاعب انتصر على نفسه مراراً.. ورسَّخ وجوده أكثر من ذلك.. كلما أراه في الملعب لا أحترم قدراته.. ولا إمكانياته.. فقط، لكنني أحترم فيه صفة الإصرار.. ولازمة البقاء.. والانضباطية فيه كلاعب.. لقد جاء هذا اللاعب الريفي كما نعلم جميعاً ليتألق بسرعة الصاروخ ويصبح لاعباً دولياً خلال فترة قصيرة جداً.. والأعين التي عركت الملاعب طويلاً تتحسر لسرعة المسار الذي حطّ قدميه عليه.. وبنفس الوقت الذي اعتلى فيه بسرعة واجه مرشد العتيبي معضلة السقوط في الحفرة وكاد أن يقع فعلاً لو لا أن تدارك مستواه وعرف موقعه الحقيقي، لكن بعد وقت طويل إلى حد ما ذلك أن اللاعب مرشد العتيبي لم يكن في قفزته الأولى.. معتمداً على مرتكزات فنية قوية تؤهله للبقاء في مركزه كقمة.. ثم إن أضواء الشهرة التي بهرته للوهلة الأولى أنسته لماذا بهرته وكيف بهرته..؟، لكنه سدد لها عينيه.. واستمر ينظر إليها طويلاً حتى كادت قدماه أن تنزلقا إلى نقطة لا عودة فيها.. وفعلاً حدث ذلك.. لو لا أن المدرب - سكنر - وجد أن هذه القدرة قد فقدت إلى أبعد حد كل عطاء ممكن لها في خط المقدمة.. ووجد أيضاً أن خط الدفاع في حاجة إلى تطعيم.. من نوع قادر على انتشاله من ورطته.. وتلفت ليجد مرشد أمامه.. فهو لاعب قد كسب تجربة في الهجوم.. وخبرة في عراك الكرة ومكانة بين اللاعبين ثم هو قد فقد بعض عطائه في المقدمة.. ووضع مرشد كتجربة أولى في مركز الظهير الأيسر.. ولم تكن التجربة ناجحة على طول الخط بقدر ما أخذت من الوقت - كأي عملية أخرى - فترة زمنية أدت فيما بعد إلى النجاح.. وجاء من يخطئ هذا الإجراء لعدم القناعة بوجاهته وفعاليته.. لكن الزمن كان كفيلاً بتبديل هذا الاعتراض وكسب التصفيق فيما بعد.. وجعل مرشد يقف كأفضل مدافع هلالي في الوقت الحضر وواحداً من المدافعين البارزين في المنطقة الوسطى.. ولم يأت هذا الخط الكروي اعتباطاً بقدر ما جاء لأن مرشد كان يمتلك صفة قد لا تتوفر لغيره من اللاعبين.. هي صفة الحب لهوايته.. والإخلاص لناديه.. ولأنه كذلك فقد قرر التضحية في مركز الجناح بكل سهولة.. وأقدم على أن يكون حقلاً لتجربة قد تعرضه للنهاية. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |