مواسم ومكاسب
علي الخزيم

مع قرب موسم العودة للمدارس وارتياد أطفالنا للقرطاسيات يعودون للمنزل فيتحدثون عن الزحام وشيء من الفوضى والإرباك غير المفهوم وغير المبرر، فكنت أعلق على ذلك بأنها طبيعتنا في عدم التخطيط لأمورنا، وعدم الاستعداد المنظم لمثل هذه المواسم والاحتفاليات كالأعياد مثلاً أو للاعداد لأفراحنا، فنحن دائماً لا نستعد إلاَّ متأخرين وإذا بدأنا فتجدنا في عجلة من أمرنا وكأن (كاترينا) من خلفنا.. فيوضحون لي الأمر بأن مصدر الزحام غالباً ليس من كثرة المتسوقين بل من كثرة المتسولات مع أطفالهن، نعم قلت متسولات داخل وخارج القرطاسيات وكلهن يدعين أنهن غير قادرات على مصاريف مستلزمات المدارس، والغريب أن اطفالهن وبخاصة الاناث قد تلقين دروساً في حفظ أبلغ العبارات والجمل المؤثرة، والمبررات التي تلين القلب الصلد.
قبل أمس توجهت إلى قرطاسية وإلى سوق مركزي وقبلهما إلى صراف آلي لسحب مبلغ للصرف على مشترياتي المتواضعة، لكني لم أصدق عيني مما شاهدته في المواقع الثلاثة.. نساء يبتكرن اساليب عجيبة للإقناع، وبعضهن بكامل الاناقة وبعطور لا أستطيع شراءها، ويبادرن بالسلام والكلام دون حياء بل انني شبه متأكد ان في الأمر تخطيطاً وتنظيماً ودراسة مسبقة، فلا يمكن ان تكون كل تلك الفرق من المتسولات مع صغارهن وعلى تلك الهيئة والمنطق غير قادرات على ثمن دفاتر واقلام.