نقلت إلينا الصحف العربية خبرا مفاده أن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة قد تبرع بمبلغ 2.6 مليون دولار لصالح اللجنة الأمريكية- العربية ضد التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية لشراء مقر دائم في واشنطن العاصمة. وقبلها تبرع سموه لدعم مراكز الأبحاث والدراسات في كل من بيروت والقاهرة. وهذا عمل طيب ويدعم العلاقات السعودية مع الغرب- الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي في سبيل تحسين صورة وسمعة المملكة. وقبلها يتبرع لدعم الجمعيات الخيرية والمراكز العلمية في المملكة والعالم العربي والإسلامي. ونحن في الوقت الذي نؤيده ونشجعه على هذا السبيل لدعم العلاقات والأبحاث العلمية والمؤسسات الخيرية فإننا في الوقت نفسه ندعوه لتبني إنشاء مراكز أبحاث ودراسات سعودية في عاصمة المملكة الرياض لكي نكمل الصورة ونستفيد من هذه العلاقات والأبحاث والدراسات ويشارك فيها المؤهلون السعوديون والعرب والمسلمون لسد الفراغ الحاصل في هذا المجال. إن نهضة الأمم الحديثة تعتمد على الأبحاث والدراسات الإستراتيجية ويقوم رجال الأعمال في القطاع الخاص في البلدان المتقدمة بتمويل بعض هذه المراكز إلى جانب الحكومات. والأمل يحدونا أن سموه سوف يبادر في هذا المجال، فالأبحاث والدراسات الإستراتيجية تنيران الطريق أمام التنمية الشاملة وتفتح الآفاق أمام التنمية الاقتصادية والصناعية والسياسية، فالبحوث العلمية والدراسات الإستراتيجية رديف للتنمية ومكمل لها ويعتبر حجر أساس للتقدم. ولذلك فإن أمامنا مجالين رئيسيين للأبحاث والدراسات الأول أبحاث ودراسات إستراتيجية سياسية واقتصادية وعسكرية تقوم بها الحكومة، والثاني أبحاث علمية وصناعية يقوم بها القطاع الخاص، وكلها تؤدي إلى التنمية والتقدم والاستفادة من الثروة، فيما يفيد التنمية البشرية والشاملة بالاستفادة من القوى البشرية المتوفرة في المملكة والعالم العربي للدخول إلى عصر القرن الواحد والعشرين بقوة، معتمدين على الله ثم العلم والمعرفة والاستثمار في التنمية على أسس علمية. إن ما يصرف في العالم على الأبحاث والدراسات يزيد في الدول المتقدمة على 5% من الدخل القومي، بينما يقل عن ذلك بكثير في الدول النامية وهذا هو سبب الفجوة الحاصلة بين الدول المتقدمة والدول النامية وسبب التقدم والتخلف هو مدى الاهتمام بالبحوث والدراسات العلمية، فكلما زاد الصرف على الأبحاث والدراسات كلما زاد التقدم، وبالعكس كلما قل الصرف على الأبحاث والدراسات كلما أدى إلى التخلف، إن الدراسات والأبحاث العلمية هو إحدى الطرق والوسائل والإستراتيجيات نحو التنمية والتقدم.
|